تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

إلیه،و به عَیْنٌ تَحْتَ کَهْفٍ یَزُورُونَه،و قَدْ نُسِبَ إِلیه جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثین،و العَجَبُ من المصنِّف کیف تَرَکَ ذِکْرَه،مع أَنّه یُورِدُه اسْتِطْرَاداً فی مَوَاضِعَ من کتابِه.

و التَّنْجِیسُ :شیْ ءٌ کانَت العربُ تفعلُه،کالعُوذَهِ تَدْفَعُ بها العَیْنَ ،و منه قَوْلُ الشاعر:

و عَلَّقَ أَنْجَاساً علَیَّ المُنَجِّسُ

قلْتُ :و صَدْرُه:

و لو کانَ عِنْدِی کاهِنَانِ و حَارِسٌ

و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :من المَعَاذَاتِ :التَّمیمَهُ و الجُلْبَهُ و المُنَجّسَه . و یقال: المُعَوَّذُ مُنَجَّسٌ (1)،قال ثَعْلَبٌ :قلت له:لِمَ قِیلَ للمُعَوَّذِ: مُنَجَّسٌ ،و هو مأْخُوذٌ من النَّجَاسَه ؟ فقالَ :لأَنَّ للعَرَبِ أَفْعَالاً تُخَالِفُ مَعانِیهَا أَلْفَاظَهَا،یُقَال؛ فُلانٌ یَتَنَجَّسُ إِذا فَعل فِعْلاً یَخْرُج به مِن النَّجَاسَه ،و سَاقَ العِبَارَهَ الَّتی سُقْنَاهَا آنِفاً.

قلتُ :و سَبَقَ أَیضاً إِنْشَادُ قولِ العَجّاج فی«ح م س»:

وَ لَمْ یَهَبْنَ حُمْسَهً لأَحْمَسَا

و لاَ أَخَا عَقَدٍ و لا مُنَجِّساً

و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:إِذا جاءَ القَدَرُ لَم یُغْنِ المُنَجِّمُ و لا المُنَجِّسُ (2)،و لا الفَیْلَسُوفُ و لا المُهَنْدِس 2.قالَ و هو الَّذِی یُعَلِّقُ علی الَّذِی یُخافُ علیه الأَنْجَاسَ ،مِن عِظَامِ المَوْتَی و نَحْوِهَا،لِیَطْرُدَ الجِنَّ :لنُفْرَتِهَا من الأَقْذَارِ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

النَّجْسُ ،بالفَتْحِ ،و ککَتِفٍ :الدَّنِسُ القَذِرُ مِن النّاسِ .

و دَاءٌ نَجِسٌ ،ککَتِفٍ :عَقِیمٌ ،و قد یُوصَفُ به صاحِبُ الداءِ،و کذلِکَ فی أَخَواتِه الّتِی ذَکَرَهَا المصنِّف.

و النَّجْسُ ،بالفَتْح:اتِّخَاذُ عُوذَهِ الصَّبِیِّ ،و قد نَجَسَ له و نَجَّسه :عَوَّذَه.

و النِّجَاسُ ،بالکَسْرِ:التَّعْوِیذُ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،قالَ :

کأَنَّهُ الاسْمُ من ذلِکَ .

قالَ :و النُّجُسُ :بضَمَّتَیْنِ :المُعَوِّذُون،و فی بعض النُّسَخِ :المُعَقِّدُون،و المَعْنَی وَاحِدٌ:و هم الّذِین یَرْبِطُون علی الأَطْفَالِ ما یَمْنَع العَیْنَ و الجِنَّ .

و مِن المجازِ: نَجَّسَتْه الذُّنُوبُ .

و النَّاسُ أَجْنَاسٌ ،و أَکثَرُهم أَنْجَاس . و تقول:لا تَرَی أَنْجَسَ من الکافِر،و لا أَنْحَسَ من الفَاجِر،کما فی الأَساس.

و المَنْجَسُ :جُلَیْدَهٌ تُوضَعُ علی حَزِّ الوَتَرِ.

و النَّحْسَانِ مِن الکَوَاکِبِ : زُحَلُ و المِرِّیخُ کَمَا أَنَّ السَّعْدان (1)الزُّهَرَهُ و المُشْتَرِی،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و مِن المَجَازِ: عَامٌ ناحِسٌ و نَحِیسٌ أَی مُجْدِبٌ غیرُ خَصِیبٍ ،نقلَه ابنُ دُرَیْدٍ و قال:زَعَمُوا.

و المَنَاحِسُ :المَشَائِمُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و هو جَمْعُ نَحْسٍ علی غیرِ قِیَاس،کالمَشَائِمِ ،جَمْع شُؤْمٍ کذلک.

و النّحَاسُ ،مُثلَّثَهً الکَسْرُ عنِ الفَرّاءِ،و به قَرَأَ مُجَاهِدٌ مع رَفْعِ السِّین.و الفَتْحُ عن أَبی العَبّاس الکَواشِیّ المُفَسِّر:

القِطْرُ عَربِیٌّ فَصِیحٌ و قال ابنُ فارِسٍ : النُّحَاسُ : النّارُ قال البَعِیثُ :

دَعُوا النَّاسَ إِنِّی سَوْفَ تَنْهَی مَخَافَتی

شَیَاطِینَ یُرْمَی بالنُّحَاسِ رَجِیمُهَا

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : النُّحَاسُ : مَا سَقَطَ مِن شِرَارِ الصُّفْرِ، أَو من شِرَارِ (2)الحَدِیدِ إِذا طُرِقَ ،أَی ضُرِبَ بالمِطْرَقَهِ .

و أَمّا قولُه تعالَی: یُرْسَلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فقِیلَ :هو الدُّخَانُ ،قالَهُ الفَرّاءُ،و أَنْشَدَ قولَ الجَعْدِیّ :

یُضِیءُ کضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِی

طِ لَمْ یَجْعَلِ اللّه فِیهِ نُحَاسَا

قال الأَزْهَرِیُّ :و هو قولُ جَمِیعِ المفَسِّرِینَ ،و قِیلَ :هو الدُّخَانُ الّذِی لا لَهَبَ فیه،و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ رحمه اللّه:

النُّحَاس ،الدُّخَانُ الَّذِی یَعْلُو و تَضْعُفُ حَرَارَتُه و یَخْلُص مِن اللَّهَب.و قالَ ابنُ بُزُرْج:یَقُولُونَ : النُّحَاسُ :الصُّفْرُ نَفْسُه، و بالکَسْرِ:دُخَانُه.و غیرُه یقول للدُّخَانِ : نُحَاسٌ .و العَجَبُ مِن المُصَنِّف کیفَ أَسْقَطَ مَعْنَی الدُّخَانِ الَّذِی فُسِّرَتْ به الآیَهُ .و حَکَی الجَوْهَرِیُّ ذلک،و أَنشَدَ قَولَ الجَعْدِیّ ، و حَکَی الأَزْهَرِیُّ اتِّفاقَ المُفَسِّرینَ علیه،فإِنْ لم یَکُنْ سَقَطَ من النُّسَّاخ،فهو قُصُورٌ عَظِیمٌ .

و النُّحَاسُ و النِّحَاسُ : الطَّبِیعَهُ و الأَصْلُ و الخَلِیقَهُ السَّجِیَّهُ ،یُقَال:فلانٌ کَرِیمُ النُّحاسِ ،أَی کَرِیمُ النِّجَارِ، قال لَبِیدٌ:

و کَمْ فِینَا إِذَا مَا الْمَحْلُ أَبْدَی

نُحَاسَ القَوْمِ مِنْ سَمْحٍ هَضُومِ

و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :

النُّحَاس : مَبْلَغُ أَصْلِ الشَّیْ ءِ.

و نَحَسَه ،کَمَنَعَه ، نَحْساً : جَفَاهُ کما فی العُبَابِ ،عن أَبی عَمْرٍو.

و نَحَسَت الإِبلُ فُلاناً:عَنَّتْهُ ،أَی أَتْعَبَتْه، و أَشْقَتْه ،أَی أَوْقَعَتْه فی المَشَقَّهِ ،عن أَبِی عَمْرٍو أَیضاً.

و نقل الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ قال:یُقَال: تَنَحَّسَ الأَخْبَارَ ،و تَنَحَّسَ عَنْهَا ،أَی تَخَبَّرَ عنها و تَتَبَّعَها بالاسْتِخْبَارِ ،یکونُ ذلک سرًّا و عَلانِیَهً ،و منه

16- حَدِیثُ بَدْرٍ:

«فَجَعَل یَتَنَحَّسُ الأَخْبَارَ». أَی یَتَبَّعُ .و هو قولُ ابنِ السِّکِّیتِ أَیْضاً کاسْتَنْحَسَهَا و اسْتَنْحَسَ عنها،أَی تَفَرَّسَهَا و تَجَسَّسَ عنها.

و تَنَحَّسَ الرجُلُ ،إِذا جاعَ ،و هو من قَوْلِهم: تَنَحَّسَ لِشُرْبِ الدَّوَاءِ ،إِذا تَجَوَّع له.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ تَنَحَّسَ النَّصَارَی:تَرَکُوا أَکْلَ اللَّحْمٍ .

و نَصُّ ابنِ دُرَیْدٍ:لَحْمَ (3)الحَیَوَانِ .قالَ :و هو عَربیٌّ صحیحٌ ،و لا أَدْرِی ما أَصْلُه و لکنَّ عِبَارَهَ الصّاغَانِیّ صَرِیحَهٌ فی بیان عِلَّه التَّسْمِیَه،فإِنّه نَقَلَ عنه ما نَصُّه: تَنَحَّسَ النصَارَی،کلامٌ عربیٌّ فصیحٌ ؛لتَرْکِهم أَکْلَ الحَیَوَانِ ، و تَنَهَّسَ ،فی هذَا،مِن لَحْنِ العامهِ ،فتأَملْ .

و النُّحَسُ ،کصُرَدٍ،ثَلاثُ لَیَالٍ بعْدَ الدُّرْع،و هی الظُّلَمُ أَیضاً قالَه ابنُ عَبّادٍ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

و النَّحْسُ :الجَهْدُ و الضُّرُّ.و الجَمْع أَنْحُسٌ .

و یومٌ نَحْسٌ و نَحُوسٌ و نََحِیسٌ ،من أَیَّامٍ نَوَاحِسَ و نَحِسَاتٍ و نَحْسَاتٍ ،مَن جَعَلَه نَعْتاً ثَقَّلَه،و مَن أَضافَ الیومَ إِلی النَّحْسِ فالتَّخْفِیفُ لا غیرُ.

و النَّحْسُ :شِدَّهُ البَرْدِ،حَکَاه الفارِسِیُّ ،و أَنشَدَ لابن أَحْمَرَ:

ص:6

کأَنَّ مُدَامَهً عُرِضَتْ لنَحْسٍ

یُحِیلُ شَفِیفُهَا المَاءَ الزُّلاَلاَ

و فَسَّرَه الأَصْمَعیُّ فقال: لنَحْسٍ ،أَی وُضِعَتْ فی رِیحٍ فبَرَدَتْ .و شَفِیفُها:بَرْدُهَا و مَعْنَی یُحِیلُ :یَصُبُّ .یقول:

فَبَرْدُهَا یَصُبُّ الماءَ فی الحَلْقِ ،و لو لاَ بَرْدُهَا لم یُشْرَبِ الماءُ.

و النُّحَاسُ :ضَرْبٌ من الصُّفْر شَدِیدُ الحُمْرَه،و قال ابنُ یُزْرُج:الصُّفْرُ نَفْسُه کما تقدَّم.

و یومٌ مَنْحُوسٌ و رجُلٌ مَنْحُوسٌ ،من مَنَاحِیسَ .

و المُنَحَّسُ ،کَمُعَظَّمٍ :الحَزِینُ .

و تَنَاحَسَ فُلانٌ و انْتَحَس :انْتَکَسَ ،و أَنْحَسَ جَدُّه (1).

و أَنْحَسَتِ النَّارُ:کَثُر نُحَاسُهَا ،أَی دُخَانُهَا.نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ .

وَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِسْمَاعِیلَ المِصْرِیُّ النَّحْوِیُّ النَّحّاسُ ،کشَدَّادٍ،مات سنهَ 338 و هو صَاحِبُ التَّصَانِیفِ الکَثِیرَهِ .

و أَبُو الحُسَیْنِ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ النَّحَّاسِیُّ ،بیاءِ النِّسْبَهِ ، عن الحُسَیْنِ بنِ الفَضْلِ البَجَلِیِّ و عنه أَبُو الحَسَن العَلَوِیُّ .

و الشَّمْسُ أَبُو الوفاءِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ موسی الغَزِّیُّ ،قاضِیها،عُرِف بابنِ النَّحّاسِ ،قَرَأَ علی زَکَرِیّا و السَّخاوِیّ ،و الجَوْهَرِیّ .

من أَکْل المِحْوَرِ فتُثْقَبُ خُشَیْبَهٌ فی وسَطِهَا و تُلْقَمُ ذلک الثُّقْبَ المُتَّسِعَ ،و تلک الخَشَبَهُ نِخَاسٌ و نِخَاسَهٌ ،بکسرِهما کذا هو نَصُّ الصّحاح،مع تَغْیِیرٍ یسیرٍ،و لم یَذکُرِ النِّخاسَهَ ، و إِنّمَا ذَکرها اللَّیْثُ ،و أَنْشد الجوهریّ للراجز:

دُرْنَا و دَارَتْ بَکْرَهٌ نَخِیسُ

و آخِرُه:

لا ضَیْقَهُ المَجْرَی و لا مَرُوسُ

قالَ :و سَأَلتُ أَعرابیًّا مِن بَنِی تَمِیمٍ ،بنَجْدٍ،و هو یَسْتَقِی و بَکَرَتُه نَخِیسٌ ،فوضَعْتُ إِصْبَعِی علی النِّخَاسِ فقُلْتُ :مَا هذَا؟و أَرَدْتُ أَنْ أَتَعَرَّفَ منه الخاءَ و الحَاءَ،فقال: نِخَاسٌ .

بالمُعْجَمه،فقُلْتُ :أَلَیْس قال الشاعِر:

وَ بکْرَهٍ نِحَاسُهَا نُحَاسُ

فقال: ما سَمِعْنا بِهذا فِی آبائِنَا الْأَوَّلِینَ .

و قد نَخَسَ البَکَرَهَ ،کجََعَلَ و ضَرَبَ ،و علی الأَوّلِ اقْتصَر الجَوْهَرِیُّ یَنْخِسُهَا و یَنْخَسُهَا نَخْساً ،فهی مَنْخُوسَهٌ و نَخِیسٌ .

و قال أَبُو زَیْدٍ:إِذا اتَّسَعَتِ البَکَرهُ و اتَّسَع (1)خَرْقُهَا عنها، قیل:أَخَقَّتْ إِخْقاقاً فانْخِسُوهَا نَخْساً ،و هو أَنْ یُسَدَّ ما اتَّسَع منها بخَشَبهٍ أَو حَجَرٍ غیرِه (2).

و النَّخِسَهُ :لَبَنُ العَنْزِ و النَّعْجَهِ یُخْلَطُ بَیْنَهُمَا ،عن أَبِی زَیْدِ،حکاهُ عنه یَعْقُوبُ ،هکذا فِی الصّحَاحِ .

و قالَ غیرُه:لَبَنُ المَعْزِ و الضَّأْنِ یُخْلَطُ بَیْنَهما،و هو أَیْضاً لَبَنُ النّاقَهِ یُخْلَطُ بلَبَنِ الشّاهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِذا صُبَّ لَبَنُ الضَأْنِ علی لَبَنِ الماعِزِ فهو النَّخِیسَهُ ». و کذَا الحُلْوُ و الحامِضُ إِذا خُلِطَ بَیْنَهُما فهو النَّخِیسَهُ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو.

و نُخِسَ لَحْمُه،کعُنِیَ :قَلَّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

قلْت:و فی الصّحاح فی«ب خ س»:و یقال: نَخَّسَ المُخُّ تَنْخِیساً:بمَعْنَی بَخَّسَ ،أَی نَقَصَ و لم یَبْقَ إِلاّ فی السُّلامَی و العَیْنِ ،یُرْوَی بالباءِ و النُّونِ و مثلُه بخَطِّ أَبی سَهْل.

و من المجازِ:یُقَال: هُو ابْنُ نِخْسَهٍ بالکَسْرِ أَی ابنُ زِنْیَهٍ و فی التَّکْمِلَه مضبوطٌ بالفَتْح (3)،قال الشَّمَّاخُ :

أَنَا الجِحَاشیُّ شَمَّاخٌ و لَیْس أَبی

بنِخْسهٍ لدَعِیٍّ غَیْرِ مَوْجُودِ

و مِن المجاز: الغُدْرَانُ تَنَاخَسُ ،أَی یَصُبُّ بَعْضُهَا فی بَعْضٍ ،قالَه أَبو سَعِید: کَأَنَّ الوَاحِدَ یَنْخُسُ الآخَرَ و یَدْفَعُه ، و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنَّ قادِماً قَدِمَ فسَأَلَ عن خِصْب البِلادِ، فحَدَّثه أَنَّ سَحَابَهً وَقَعَتْ فاخْضَرَّ لهَا الأَرْضُ ،و فیهَا غُدُرٌ تَنَاخَسٌ ». و أَصْلُ النَّخْسِ :الدَّفْعُ و الحَرَکَهُ ،و نَصُّ الأَزْهَریّ :

کتَنَاخُس الغَنَمِ إِذا أَصَابَهَا البَرْدُ،فاسْتَدْفأَ بَعْضُها ببَعْضٍ .

و مِثْلُه للصّاغَانِیّ ،و زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :کقولِهم:الأَمْواجُ تَنَاطَحُ .

و فی العُبابِ :و التَّرْکیبُ یَدُلُّ علی تَرْکِ شَیْ ءِ،و قد شَذَّتِ النَّخِیسَهُ عن هذا التَّرْکیب.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

نَخَسَ الدّابَّهَ ،مِن حَدِّ ضَرَبَ ،عن اللِّحْیَانِیِّ .

و فَرَسٌ مَنْخُوسٌ :به دائِرَهٌ النَّاخِسِ .

و نِخَاسَا البَیْتِ :عَمُودَاهُ ،و هُمَا فی الرُّوَاقِ من جَانِبَیِ الأَعْمِدَه،و الجَمْع: نُخُسٌ .

و النَّخِیسَهُ :الزُّبْدَهُ .

و أَنْخَسَ به:أَبْعَدَه،و هو مَجَازٌ.و تَکلَّم فنَخَسُوا به،مَجَازٌ أَیضاً.

و النَّخَّاسُ ،کَشدَّادٍ:عَلَمُ جَمَاعَهٍ من المُحَدِّثِینَ ،أَوْرَدَهُم الحافِظ فی التَّبْصِیرِ.

و نُوخَسُ ،بضَمّ فسُکُون:قَریَهٌ من رُسْتَاقِ بُخَارَی.

و النَّدْسُ (1): الرَّجُلُ السَّرِیعُ الاسْتِماعِ للصَّوْتِ الخَفِیِّ قالَهُ اللَّیْثُ .

و النَّدْسُ الفَهِمُ الفَطِنُ الکَبِیرُ کالنَّدُسِ ،کَعَضُدٍ و کَتِفٍ ، الأَخِیرَان ذَکَرَهُما الجَوْهَرِیُّ ،و الثَّلاثهُ عن الفَرّاءِ،قال یَعْقُوبُ :هو العالِمُ بالأُمُورِ و الأَخْبَارِ، و قد نَدِسَ ،کفَرِحَ ، یَنْدَسُ نَدَساً .

و قال السِّیرافِیُّ : النَّدُسُ ،کَعُضُدٍ:الذی یُخَالِطُ النّاسَ و یَخِفُّ علیهم،قال سِیبَوَیْه:و الجَمْع: نَدُسُونَ ،و لا یُکَسَّر، لِقِله هذا البِناءِ فی الأَسْماءِ،و لأَنَّه لم یَتمکَّنْ فیها للتَّکْسِیر، کفَعِلٍ ،فلمّا کانَ کذلِک و سهُلَتْ فیه الواوُ و النُّونُ تَرکُوا التَّکْسِیرَ و جَمعُوه بالواو و النُّون.

و المَنْدُوسَهُ :الخُنْفَسَاءُ ،و هی الفاسِیَاءُ أَیضاً،عن ابنِ الأَعْرابِیّ .

و النَّدُوسُ ، کَصَبُورٍ:النّاقَهُ الّتِی تَرْضَی بأَدْنَی مَرْتَعٍ ، کما فی العُباب.

و نَدَسَ به الأَرْضَ :ضَرَبَه برِجْلِه و صَرَعَه، فَتَنَدَّسَ ،أَی وَقَعَ مَصْرُوعاً.و قِیلَ : تَنَدَّسَ ،إِذا صَرَعَ إِنْسَاناً فوَضَع یَدَه علَی فَمِه ،کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و نَدَس الشْیءَ عَنِ الطرِیقِ :نَحَّاه.

و نَدَسَ عَلَیْه الظَّنَّ نَدْساً ،إِذا ظَنَّ به ظَنَّا لم یُحِقَّهُ و لم یُبْحَثْ عنه.

و الْمِنْدَاسُ ،کمِحْرَابٍ : المَرْأَهُ الخَفِیفَهُ ،نقلَه الجَوْهَرِیُّ .

و نَادِسَهُ مُنَادَسَهً : طَاعَنَهُ بالرُّمْحِ .

و نَادَسَهُ سَایَرَه فی الطَّاعَهِ .

و نَادَسَهُ : نَابَزَهُ ،و هذا نقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و تَنَدَّسَ الأَخْبَارَ:تَنَحَّسَها ،أَی تَجَسَّسَهَا،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .و قالَ أَبُو زَیْدٍ: تَنَدَّسْتُ الأَخْبَارَ،و عن الأَخْبَارِ (2)، إِذا تَخَبَّرْتَ عنها مِن حَیْثُ لا یُعْلَمُ بک،مِثْل (3)تَحَدَّسْتَ و تَنَطَّسْتَ .قالَهُ الجَوْهَرِیُّ .و فی الأَسَاسِ : تَنَدَّسَ عَنِ الأَخْبَارِ:تَبَحَّثَ عنها لِیَعْلَمَ [منها] (4)ما هُوَ خَفِیٌّ علی غَیْرِه. و تَنَدَّسَ ماءُ البِئْرِ:فاضَ مِن جَوَانِبِهَا ،و فی التَّکْمِلَه:

فاضَ مِن حَوَالَیْهَا.

و التَّنَادُسُ :التَّنَابُزُ بالأَلْقَابِ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ،عنِ ابنِ عَبّادٍ.

*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:

النَّدْسُ ،بالفَتْحِ :الصَّوْتُ الخَفِیُّ .

و نَدَسَهُ بکَلِمَهٍ :أَصابَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو مَجَازٌ.

و رِمَاحٌ نَوَادِسٌ ،قال الکُمَیْتُ :

و نَحْنُ صَبَحْنَا آلَ نَجْرَانَ غارَهً

تَمِیمَ بْنَ مُرٍّ و الرِّمَاحَ النَّوَادِسَا (5)

و مَنْدَسُ ،بالفَتْح:مِن قُرَی الصَّعِیدِ فی غَربِیِّ النِّیلِ .

قاله یاقُوت.

منسوبٌ إِلیه، مِنْهَا الثِّیَابُ النَّرْسِیَّهُ ،نقَلَه الأَزْهَرِیُّ و قَال:هو لیس بعَرَبِیٍّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ (1).و نَرْسٍ :مَوْضِعٌ و لا أَحْسَبُه عَرَبِیًّا،و لا أَعرفُ له فی اللُّغَهِ أَصْلاً،إِلاَّ أَنَّ العَرَبَ سَمَّوْا نَارِسَهَ ،قالَ :

و لم أَسْمَعْ فیه شیئاً مِنْ عُلَمَائِنَا.قلْت:و قد سَبَق له فی «نرز»أَنَّ العَرَبَ سَمَّتْ نَرْزَهَ و نَارِزَهَ ،و تقدَّم أَیضاً أَنَّه لیس فی الکلامِ نُونٌ فَراءٌ بلا فاصِلٍ ،و تقدَّم البَحْثُ فیه فی «هنر».و قال ابنُ فارِسٍ :النُّونُ و الرّاءُ لا تَأْتَلِفَان،و قد یکونُ بینَهما دَخِیلٌ .

و النِّرْسِیَانُ ،بالکَسْرِ:مِن أَجْوَدِ التَّمْرِ بالکُوفَهِ ،و لیسَ بعَرَبِیّ مَحْضٍ ، الوَاحِدَهُ بِهاءٍ قال الأَزْهَرِیُّ :و قد جَعَلَه ابنُ قُتَیْبَهَ صِفَهً أَو بَدَلاً،فقال:تَمْرَهٌ نِرْسِیَانَهٌ ،بالکَسْرِ،و أَهْلُ العِرَاقِ یَضْرِبُونَ الزُّبْدَ بالنِّرْسِیَانِ مَثَلاً لِمَا یُسْتَطَابُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ و ابنُ دُرَیْدٍ:و لیسَ بِعَرَبِیّ ،و قد تَقَدَّم فی«برس» أَنَّ الزَّمَخْشَرِیَّ ضَبَطَه بالمُوَحَّدَه،و لعَلَّه مِن النُّسّاخِ سَبْقُ قَلَمٍ ،فانْظُرْه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

عبدُ الأَعْلَی بنُ حَمّادٍ النَّرْسِیُّ ،بالفتح،و آخَرُون، یُنْسَبُون إِلی جَدِّهم نَصْرٍ،و کانَتْ الفُرْسُ یقولُونه: نَرْس و لا یُفْصِحُون به،فغَلبَ علیهِ ،و هُمْ بَیْتُ حَدِیثٍ .

و نَرْسُ ،الّذِی ذکره المُصَنِّف:اسْمُ نَهْرٍ بَیْنَ الحِلَّهِ و الکُوفَهِ و هو (2)نَهْرٌ حَفَرَهُ نَرْسی 2بن بَهْرَامَ بنِ بَهْرَامَ بن بَهرامَ ،مَأْخَذُه من الفُرات،علیه عِدَّهُ قُریً منه عبدُ اللّه ابنُ إِدْرِیس النَّرْسِیُّ ،شیخٌ لِأَبِی العَبّاسِ السَّرّاجِ ،و أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ علیّ بنِ مَیْمُونٍ النَّرْسِیُّ ،من شُیُوخِ أَبِی الفَتْحِ نَصْرِ بنِ إِبْرَاهِیمَ المَقْدسیّ (3).

و نِرْسِیَانُ أَیْضاً:اسمُ ناحِیَهٍ بالعِرَاقِ ،لها ذِکْرٌ فی الفُتُوح،قالَ عامِرُ بنُ عَمْرٍو:

ضَرَبْنَا عُمَاهَ النِّرْسِیَانِ بکَسْکَرٍ

غَدَاهَ لَقِیناهُمْ بِبِیضٍ بَوَاتِرِ

و النَّوْرَسُ :طَیْرُ الماءِ الأَبْیَضِ ،و هو الزُّمَّجُ ،جَمْعُه النَّوَارِسُ .

و قِلَّهِ الماءِ بها، أَو لأَنَّ مَن بَغَی فِیهَا أَو أَحْدَثَ فِیهَا حَدَثاً سَاقَتْهُ و دَفَعَتْه عَنْها، أَی أَخْرِجَ عنها ،و هو مَجازٌ،و قال یاقوت:کَأَنَّهَا تَسُوقُ النَّاسَ إِلی الجَنَّهِ ،و المُحْدِثَ بِهَا إِلی جَهَنَّمَ .

و مِن المَجاز: نَسَّتِ الجُمَّهُ ،إِذا تَشَعَّثَتْ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و النَّسِیسُ ،کأَمِیرٍ: الجُوعُ الشَّدِیدُ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ و قال اللَّیْثُ :هو غَایَهُ جُهْدِ الإِنْسَانِ ،و أَنْشَدَ:

باقِی النَّسِیسِ مُشْرِفٌ کاللَّدْنِ

و قال غیرُه: النَّسِیسُ :الجُهْدُ و أَقْصَی کلِّ شَیْ ءٍ.

و النَّسِیسُ : الخَلِیقَهُ و الطَّبیعَهُ ، کالنَّسِیسَهِ .

و النَّسِیسُ : النَّسِیسَهُ : بَقِیَّهُ النَّفْسِ ،ثُم اسْتُعْمِل فی سِوَاه،و أَنْشَدَ أَبُو عبیدَهَ (1)لأَبِی زُبَیْدٍ الطّائِیّ یَصِف أَسداً:

إِذا عَلِقَتْ مَخَالِبُهُ بِقِرْنٍ

فَقَدْ أَوْدَی إِذَا بَلَغَ النَّسِیسُ

کأَنَّ بِنَحْرِه و بِمَنْکِبَیْهِ

عَبِیراً بدت تَعْبَؤُه عَرُوسُ

قال:أَراد به بَقیَّهَ الرُّوحِ الَّذِی به الحیاهُ ،سُمِّیَ نَسِیساً ، لأَنَّهُ یُسَاقُ سَوْقاً،و فُلان فی السِّیَاقِ ،و قد ساق یَسُوقُ ،إِذا حَضَر رُوحَه المَوْتُ .

و النَّسِیسُ : عِرْقَانِ فی اللَّحْم یَسْقِیَانِ المُخَّ و النَّسِیسَهُ السِّعَایَهُ ،و قال الکِلابِیُّ :هو الإِیکالُ بَیْنَ النَّاسِ و الجَمْعُ : النَّسائِسُ ،و هی النَّمَائِمُ ،عن ابِن السِّکِّیتِ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،یُقال:آکَلَ بَیْنَ النّاسِ ، إِذا سَعَی بَیْنَهُمْ بالنَّمِیمَهِ .

و النَّسِیسَهُ : البَلَلُ یکونُ برأْسِ العودِ إِذا أُوْقِدَ ،عن ابنِ السِّکِّیت،و قد نَسَّ الحَطَبُ یَنِسُّ نُسُوساً :أَخْرجَتِ النَّارُ زَبَدَه علی رأْسِه،و نَسِیسُه :زَبَدُه و ما نَسَّ مِنه.

و النَّسِیسَهُ : الطَّبِیعَهُ و الخَلِیقَهُ .

و یُقَالُ : بَلَغَ مِنْه ،أَیْ من الرّجُلِ نَسِیسَه و نَسِیسَتَه ،أَی کادَ یَمُوتُ و أَشْرَفَ علی ذَهَابٍ (2)،و یُقَال أَیْضاً:سَکَن نَسِیسُها ،أَی ماتَتْ .

و عنِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ : النُّسُسُ ،بضمَّتَیْن:الأُصُولُ الرَّدِیئَهُ ،هذا هو الصَّوَابُ ،و قد غَلِطَ الصّاغَانِیُّ حیثُ ذکره فی«ت س س»فی کتابَیْه العُبَابِ و التَّکْمِلَه،و قد نَبَّهْنَا هُنَاکَ علی تَصْحِیفِه،فانْظُرْه.

و النَّسْنَاسُ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ:جِنْسٌ من الخَلْقِ ،یَثِبُ أَحَدُهم علی رِجْل وَاحِدَهٍ ،کذا فی الصّحَاح. و

16- فی الحَدِیثِ : أَنَّ حَیًّا من عادٍ عَصَوْا رَسُولَهُم فمَسَخَهُم اللّه نَسْنَاساً ،لکلِّ إِنْسَانٍ مِنْهم یَدٌ و رِجْلٌ من شِقٍّ وَاحِدٍ یَنْقُزُونَ کما یَنْقُزُ الطَّائِرُ و یَرْعَوْنَ کما تَرْعَی البَهائِمُ . و یُوجَدُ فی جَزَائِرِ الصِّینِ ، و قیل:أُولئِکَ انْقَرَضُوا ،لأنَّ المَمْسُوخَ لا یَعِیشُ أَکثَرَ من ثَلاثَهِ أَیّامِ ،کما حَقَّقه العُلَمَاءُ. و المَوْجودُ علَی تِلْک الخِلْقَهِ خَلْقٌ عَلَی حِدَهٍ ،أَو هم ثَلاَثَهُ أَجْنَاسٍ :ناسٌ و نَسْنَاسٌ و نَسَانِس ،قالَه الجاحِظُ (3)،و أَنْشد لِلْکُمِیْتِ .

فما النَّاسُ إِلاَّ تَحْتَ خَبْ ءِ فِعالِهِمْ

و لَو جَمَعُوا نَسْنَاسَهُمْ و النَّسَانِسَا

و قیلَ : النَّسْنَاسُ :السَّفِلَهُ و الأَرْذَالُ أَو النَّسَانِسُ :الإِنَاثُ مِنْهُمْ ،کما قَالَهن أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ. أَو هُمْ أَرْفَعُ قَدْراً من النَّسْنَاس ،کما فی العُبَاب أَو هُمْ یَأْجُوجُ و مَأْجُوجُ ،فی قولِ ابنِ الأَعْرابِیّ أَوْ هُمْ قَوْمٌ مِن بَنِی آدَمَ ،أَوْ خَلْقُ علَی صُورَهَ النَّاسِ ،أَشْبَهُوهم فی شَیْ ءٍ، و خَالَفُوهم فِی أَشْیَاءَ (4)،و لَیْسُوا منْهُمْ ،کما فی التَّهْذِیبِ .

و قال کُراع: النَّسْنَاسُ فیما یُقَال:دابَّهٌ فی عِدَادِ الوَحْشِ ،تُصَادُ و تُؤْکَلُ ،و هی علَی شَکْلِ الإِنسان،بعَیْنٍ وَاحدَهٍ و رِجْلٍ و یَدٍ تَتَکَلَّم مثْلَ الإِنْسَانِ .

و قَال المَسْعُودِیُّ فی النّسْنَاسِ :حَیَوَانٌ کالإِنْسَان،له عَیْنٌ ،وَاحِدَهٌ ،یَخْرُجُ مِن الماءِ وَ یَتَکَلَّمُ ،و إِذا ظَفِرَ بالإِنْسَانِ قَتَلَه.

و فی المُجَالَسَه،عن ابنِ إِسْحَاق:أَنَّهُمْ خَلْقٌ بالیَمَنِ .

و قال أَبو الدُّقَیْشِ :یُقَال:إِنَّهُمْ من وَلَدِ سامِ بن سامِ

ص:11

إِخْوَه عادٍ و ثَمُودَ،و لَیْسَ لهُم عُقُولٌ ،یَعیشُون فی الآجَامِ علی شَاطیءِ بحرِ الهِنْدِ،و العَرَبُ یَصْطَادُونَهْمْ و یُکَلِّمُونَهُمْ ، و هم یَتکلَّمُون بالعَرَبیَّهِ و یَتَنَاسَلُون وَ یَقُولُون الأَشْعَارَ و یَتَسَمَّوْن بأَسْمَاءِ العَربِ .

و

16- فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَهَ رضِیَ اللّه تَعالی عنه: «ذَهَبَ النّاسُ وَ بَقِیَ النِّسْنَاسُ .قیل:فما النِّسْنَاسُ ؟قال:الَّذین یَتَشبَّهون بالنّاسِ و لَیْسُوا مِن النَّاسِ » و أَخْرَجَه أَبو نُعَیْمٍ فی الحِلْیَهِ ،عن ابنِ عَبّاسٍ .

قال السُّیُوطیّ فی دِیوَان الحَیَوانِ :أَمّا الحَیَوَانُ الَّذی تُسَمَّیه العَامَّهُ نِسْنَاساً فهو نَوْعٌ من القِرَدَهِ ،لا یَعیشُ فی الماءِ،و یَحْرُم أَکْلُهُ ،و أَمَّا الحَیَوَانُ البَحْرِیُّ ففیه وَجْهَانِ ، و اخْتَارَ الرُّویَانِیُّ و غیرُه الحِلَّ .و قال الشیخُ أَبو حامِدٍ:لا یَحِلُّ أَکْلُ النِّسْنَاسِ ،لأَنَّه علی خِلْقهِ بَنِی آدَمَ .

و قال الغَنَوِیُّ : ناقَهٌ ذاتُ نَسْنَاسٍ ،أَی ذاتُ سَیْرٍ باقٍ ، هکذا نَقَلَه عنه أَبُو تُرَابٍ ،و به فُسِّر ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و لَیْلَهٍ ذاتِ جَهَامٍ أَطْبَاقْ

سُودٍ نَوَاحِیهَا کَأَثْنَاءِ الطَّاقْ

قَطَعْتُهَا بذَاتِ نَسْنَاسٍ بَاقْ

و قِیلَ : النَّسْنَاسُ هنا صَبْرُها و جَهْدُها.

و قَرَبٌ نَسْنَاسٌ :سَرِیعٌ ،نقلَه ابنُ عَبّادٍ فی المُحِیطِ .

و یَقُولونَ فی الدُّعَاءِ: قَطَع اللّه تَعَالَی نَسْنَاسَهُ ،أَی سَیْرَه و أَثَرَه [من]الأَرْض.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : نَسَّسَ الصَّبِیَّ تَنْسِیساً :قالَ له:إِسْ إِسْ ،لِیَبُولَ أَو یَتَغَوَّطَ ،و نَصُّ ابنِ شُمَیْلٍ :أَو یَخْرَأَ،و کأَنهُ عَدَلَ عنه إِلی التَّغَوُّطِ لِیَکْنِیَ .

و نَسَّسَ (1) البَهِیمَهَ :مَثَّاها. فَقالَ لَها:إِسْ إِسْ .

و نَسْنَسَ :ضَعُفَ ،عِن ابنِ دُرَیْدٍ،قِیلَ :و منه اشْتِقَاقُ النِّسْنَاس .لضَعْفِ خَلْقِهِمْ .

و نَسْنَسَ الطّائِرُ:أَسْرَع فی طَیَرَانِهِ ،کنَصْنَصَ ،و الاسْمُ :

النَّسِیسَهُ (2)،قالَه اللَّیْث. و نَسْنَسَتِ الرِّیحُ :هَبَّتْ هُبُوباً بارِداً ،و کذا سَنْسَنَتْ .

و رِیحٌ نَسْنَاسَهٌ و سَنْسَانَهٌ :بارِدَهٌ ،کذا فی النَّوادِرِ.

و تَنَسَّسَ منه خَیْراً:تَنَسَّمَه.

*و مِما یُسْتَدْرَک علیه:

قالَ أَبُو زَیْدٍ: نَسَّ الإِبِلَ :أَطْلَقَهَا و حَلَّهَا.

و أَنْسَسْتُ الدَّابَّهَ :أَعْطَشْتُها.

و نَسَّتْ دَابَّتُکَ :یَبِسَتْ مِن الظَّمَإِ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال للفَحْلِ إِذا ضَرَبَ النّاقَهَ عَلَی غَیْرِ ضَبَعَه:قد أَنَسَّهَا .

و المَنْسُوسُ :المَطْرُودُ و المَسُوقُ .و النَّسِیسُ :المَسْوقُ .

وَ نَسِیسُ الإِنْسَانِ و نَسْنَاسُه :مَجْهُودُه و صَبْرُه.

و قیل: نَسْنَاسٌ :مِن الدُّخانِ ،و سَنْسَانٌ :یرید دُخَانَ نارِ.

و النِّسْنَاسُ ،بالکَسْر:الجُوعُ الشَّدِیدُ،عن ابنِ السِّکِّیت، و أَمّا ابنُ الأَعْرَابِیّ فَجَعَله وَصْفاً،و قال:جُوعٌ نِسْناسٌ ، قال:و یَعْنِی به الشدِیدَ،و أَنْشَدَ:

أَخْرَجَها النِّسْنَاسُ من بَیْتِ أَهْلِها (3)

و أَنْشَد کُراع:

أَضَرَّ بِها النِّسْنَاسُ حَتَّی أَحَلَّها

بدَارِ عَقِیلٍ و ابْنُهَا طاعِمٌ جَلْدُ

و عنْ أَبِی عَمْرٍو:جُوعٌ مُلَعْلِعٌ و مُضَوِّرٌ و نِسْنَاسٌ و مُقَحِّزٌ و مُمَشْمِسٌ :بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و نَسَّ فُلانٌ لفُلانٍ ،إِذا تَخَبَّر.

و نَسَّ الرّجل:اشْتَدَّ عَطَشُه.

و النَّسُوسُ :طائِرٌ رُبِّیَ بالجَبَلِ ،له هامَهٌ کَبیرَهٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْهِ :

النِّسْطَاسُ :رِیشُ السَّهْمِ .هکَذا فُسِّرَ بهِ حَدِیثُ قُسٍّ (1)، و لا تُعْرَفُ حَقیقَتُه،کذا فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یسْتَدْرَک علیه:

نَسْطَوِیسُ ،بالفَتْح:قَرْیَتَانِ بِمصْرَ،إِحْدَاهُمَا بالقُرْب مِن فُوَّهَ ،و تُعْرَف بِنَسْطَوِیسِ الرُّمَّانِ ،و منها الزَّیْنُ الفَنَارِی بنُ أَبِی بَکْرِ بنِ محَمّدِ بنِ عَبْدِ اللّهِ الشَّافِعِیُّ الضَّرِیرُ،سَمِعَ علی الدِّیَمِیِّ و السَّخاوِیِّ و زَکَرِیّا و الشّادِی و المَشْهَدِیِّ .و منها أَیْضاً عبد الوَهّاب بنُ علیِّ بنِ حَسَنٍ المَالِکِیُّ ،نَزِیلُ الظّاهِرِیّهِ ، قرأَ علی الحافِظ ابنِ حَجَرٍ،و سَمِع البُخَارِیَّ علی مَشَایخِ الظَّاهِریَّه،مات سنه 868 و الثانیه مِن قُری الغَربیَّه،تُعْرَف بِنَسْطَوِیسِ البَصَلِ .

وَسْنَانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرَنَّقَتْ

فِی عَیْنه سِنَهٌ وَ لَیْسَ بِنَائِمِ

أَوْ هو فَتْرَهٌ فی الحَواسِّ تَحْصُلُ مِن ثِقَلِ النَّومِ ، نَعَسَ ، کمَنَعَ یَنْعَسُ نُعَاساً ،و للمُصَنِّف فی البَصَائِرِ:و قد نَعَسْتُ أَنْعُسُ نُعَاساً ،بالضّمّ ،و هکذا هو مَضْبُوطٌ فی نُسْخَهِ الصّحاحِ ، فهُوَ ناعِسٌ وَ نَعْسَانُ ،و هی ناعِسَهٌ و نَعَّاسَهٌ و نَعْسَی ،و قِیلَ :لا یُقَالُ : نَعْسَانُ ،و هی قَلِیلَهٌ ،قاله ثَعْلَبٌ ، و قال الفَرّاءُ:لا أَشْتَهِیهَا،یَعْنِی هذِه اللُّغَهَ « نَعْسَان »و قال اللَّیْثُ :رجُلٌ نَعْسَانُ و امرأَهٌ نَعْسَی ،حَمَلُوا ذلک علی وَسْنَانَ و وَسْنَی،و رُبّمَا حَمَلُوا الشَّیْ ءَ علی نَظَائِرِه،و أَحْسَنُ ما یَکُونَ ذلِکَ فی الشِّعْر.

و ناقَهٌ نَعُوسٌ ،کَصَبُورٍ: سَمُوحٌ بالدَّرِّ ،کما فی الصّحاحِ .و فی المُحْکَمِ :أَی غَزِیرَهٌ تَنْعَسُ إِذا حُلِبَتْ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :تُغْمِضُ عَیْنَهَا عِنْدَ الحَلْبِ ،قال الرَّاعِی یَصِفُ ناقَهً بالسَّمَاحَهِ بالدَّرِّ،و أَنَّهَا إِذا دَرَّتْ نَعَسَتْ :

نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ جَزُوزٌ إِذا غَدَتْ

بُوَیْزِلُ عامٍ أَو سَدیسٌ کَبَازِلِ (1)

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : النَّعْسُ :لِیْنُ الرأْی و الْجِسْمِ و ضَعْفُهُما.

و قالَ غیرُه: النَّعْسُ : کَسَادُ السُّوقِ .

و تنَاعَس الرَّجُلُ : تَنَاوَمَ ،أَی أَرَاه من نَفْسِه کَاذِباً.

و قال أَبُو عَمْرٍو: أَنْعَسَ :جاءَ بَبنِینَ کُسَالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

النَّعْسَهُ :الخَفْقهُ .

و تَنَاعَسَ البَرْقُ :فتَر.

و جَدُّه ناعِسٌ ،و هو مَجازٌ.

و فی المَثَل:«مَطْلٌ کنُعَاسِ الکَلْبِ »:أَی مُتَّصِلٌ دائِمٌ ، و الکَلْبُ یُوصَفُ بکَثْرَهِ النُّعَاسِ ،کما فی الصّحاحِ ،و زاد المُصَنِّفُ فی البَصَائِرِ:و مِن شَأْنِ الکَلْبِ أَن یَفْتَحَ مِن عَیْنَیْه بِقَدْرِ ما یَکْفِیهِ للحِرَاسَهِ ،و ذلک ساعهً فَساعهً .و

16- فی الحَدِیث: «إنّ کَلِمَاتِه بَلَغَتْ نَاعُوسَ البَحْر».قالَ ابنُ الأَثِیرِ:قال أَبُو مُوسَی:کَذَا وَقَعَ فی صَحِیح مُسْلِمٍ (2)، و فی سائِرِ الرِّوایات:«قامُوسَ البَحْر». و لعلّه تصحیفٌ ، فَلْیُتَنَبَّه لذلک.

و النَّعُوسُ ،کصبُورٍ:عَلَمٌ علی ناقَهٍ بِعَیْنِها،کما فی العُبابِ .

و عبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَبِی النَّعَّاسِ ،عن عَبْدِ اللّه بنِ عبدِ الجَبّارِ،عن الحَکَمِ ابنِ خُطّافٍ (3).

الصّحاحِ :ما لَهُ (1)نَفْسٌ سائِلَهٌ فإِنَّه لا یُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فیه».قلت:و هذا الّذِی فی الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا فی کُتُبِ الحَدِیثِ ،و

16- فی رِوَایَهِ أُخْرَی: «مَا لَیْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَهٌ ».

و

17- رُوِیَ [عن] (2)النَّخَعِیّ أَنَّه قال: «کُلُّ شَیْ ءٍ له نَفْسٌ سائِلَهٌ فماتَ فی الإِنَاءِ فإِنّه یُنَجِّسُه»و فی النِّهَایَهِ عنه:«کُلُّ شَیْ ءٍ لَیْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَهٌ فإِنه لا یُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فیه». أَی دَمٌ سائِلٌ ،و لذَا قالَ بعضُ مَن کَتَبَ علی الصِّحّاحِ :هذا الحَدِیثُ لم یَثْبُتْ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :و إِنَّمَا شاهِدُه قولُ السَّمَوْألِ :

تَسِیلُ عَلی حَدِّ الظُّبَاهِ نُفُوسُنَا

و لَیْسَتْ عَلَی غَیْرِ الظُّباهِ تَسِیلُ

قال و إِنَّمَا سُمِّیَ الدَّمُ نَفْساً ،لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بِخُرُوجِه.

و النَّفْسُ : الجَسَدُ ،و هو مَجَازٌ،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ، یُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلی بَنِی حَنِیفَه،و هم قَتَلَهُ أَبیه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ،یومَ عَیْنِ أَبَاغٍ ،و یزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ (3)الحَنَفِیّ قَتَله:

نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِی سُحَیْمٍ أَدْخَلُوا

أَبْیَاتَهُمْ تامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ

فَلَبِئْسَ ما کَسَبَ ابنُ عَمْرٍو رَهْطَهُ

شَمِرٌ و کان بِمَسْمَعٍ وَ بِمَنْظَرِ

و التامُورُ:الدّمُ ،أَی حَمَلُوا دَمَه إِلی أَبْیَاتِهِم.

و النَّفْسُ : العَیْنُ التی تُصِیبُ المَعِینَ ،و هو مَجَازٌ.یُقَال:

نَفَسْتُه بِنَفْسٍ ،أَی أَصَبْتُه بِعَیْنٍ ،و أَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ ،أَی عَیْنٌ .و

16- فی الحَدِیث،عن أَنَسٍ رَفَعَهُ : «أَنَّه نَهَی عَنِ الرُّقْیَهِ إِلاّ فِی النَّمْلَهِ و الحُمَهِ و النَّفْسِ ». أَی العَیْنِ ،و الجَمْعُ :

أَنْفُسٌ ،و منه

16- الحدیث: «أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَی شَحْمَهً خَضْرَاءَ،فقال:إِنه کانَ فِیهَا سَبْعَهُ أَنْفُسٍ ». یریدِ عُیُونَهُمْ .

و رَجُلٌ نافِسٌ :عائِنٌ ،و هو مَنْفُوسٌ :مَعْیُونُ .

و النَّفْسُ : العِنْدُ ،و شَاهِدُه قولُه تعالَی،حِکَایَهً عَن عِیسَیعَلیه و علی نِبِیِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ : تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِکَ (4)أَی تَعْلَمُ ما عِنْدِی، و لا أَعْلَمُ ما عِنْدَکَ ،و لکن یَتَعَیَّن أَنْ تَکُونَ الظَّرْفِیَّهُ حِینَئِذٍ ظرفِیَّهَ مَکَانَهٍ لا مَکَانٍ ، أَو حَقِیقَتِی و حَقِیقَتِکَ ،قال ابنُ سِیْدَه:أَی لا أَعْلَمُ ما حَقِیقَتُکَ و لا ما عِنْدَکَ عِلْمُه، فالتَّأْوِیلُ :تَعْلَمُ ما أَعْلَمُ ،و لا أَعْلَمُ ما تَعْلَمُ ،و الأَجْوَدُ فی ذلِکَ قولُ ابنِ الأَنْبَارِیّ :إِنَّ النَّفْسَ هنا الغَیْبُ ،أَی تَعْلَمُ غَیْبِی،لأَنَّ النَّفْسَ لمّا کانتْ غَائِبَهً أَوقِعَتْ علی الغیْبِ ، و یَشْهَدُ بصِحَّتِه قولُه فی آخرِ الآیَه إِنَّکَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُیُوبِ کأَنَّه قال:تَعْلمُ غَیْبِی یا عَلاَّم الغُیُوبِ .

و قال أَبو إِسْحَاق:و قدْ یُطْلَقُ و یُرَادُ به جُمْلَهُ الشَّیْ ءِ و حَقِیقتُه،یُقال:قَتَلَ فُلانٌ نَفْسَه ،و أَهْلَکَ نَفْسَه :أَی أَوْقَعَ الهَلاَکَ بذَاتِهِ کُلِّهَا و حَقِیقَتِه.قُلتُ :و منه أَیضاً ما حکاهُ سِیبوَیْه،من قَولِهِمْ :نَزَلْتُ بِنَفْسِ الجَبَلِ ،و نَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِی.

و النَّفْسُ : عَیْنُ الشَّیْ ءِ و کُنْهُه و جَوْهَرُه،یُؤَکَّدُ به،یُقَالُ :

جَاءَنِی المَلِکُ بِنَفْسِه ،و رَأَیْتُ فَلاناً نَفْسَه .

و قَوْله تَعَالی: اَللّهُ یَتَوَفَّی اَلْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها (5)

17- رُوِیَ عنِ ابنِ عَبّاسِ رضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُمَا أَنَّهُ قالَ : لکُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانٍ :إِحْدَاهُمَا (6)نَفْسُ العَقْلِ الذی یکونُ به التَّمْییزُ، و الأُخْری نَفْسُ الرُّوحِ الَّذِی به 6الحَیَاهُ .

و قال ابن الأَنباریّ :من اللُّغویِّینَ مَنْ سَوَّی بَیْنَ النَّفْسِ و الرُّوحِ ،وَ قَالَ :هما شَیْ ءٌ وَاحِدٌ،إِلاّ أَنْ النَفْسَ مؤنثَهٌ و الرُّوحَ مُذکَّرَهٌ (7).و قال غیرُهُ :الرُّوحُ الَّذی به الحَیَاهُ ، و النَّفْسُ :التی بها العَقْلُ ،فإِذا نامَ النائمُ قَبَضَ اللّه نَفْسَه ، و لم یَقْبِضْ رُوحَه،و لا تُقْبَضُ الرُّوحُ إِلاَّ عِنْدَ المَوْت،قال:

و سُمِّیَت النَّفْسُ نَفْساً لتَوَلُّد النَّفْس منها و اتّصَاله (8)بها،کما سَمَّوُا الرُّوحَ رُوحاً،لأَنَّ الرَّوْحَ مَوجُودٌ (9)به.

ص:15

و قالَ الزَّجَّاجُ :لکُلِّ إِنْسَانٍ : نَفْسَانِ :إِحْدَاهُمَا نَفْسُ التَّمْییز،و هی الّتِی تُفَارِقُه إِذا نامَ ،فلا یَعْقِلُ بهَا،یَتَوَفَّاهَا اللّه تَعَالَی،و الأُخْرَی: نَفْسُ الحَیَاه،و إِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفْسُ ،و النَّائمَ یَتَنَفَّسُ ،قال:و هذا الفَرْقُ بینَ تَوفِّی نَفْسِ النائم فی النَّوْم،و تَوَفِّی نَفْسِ الحَیِّ .قال:و نَفْسُ الحَیَاه هی الرُّوحُ و حَرَکَهُ الإِنْسَان و نُمُوُّه[یکون به] (1).

و قال السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض:کَثُرت الأَقَاویلُ فی النَّفْس و الرُّوح،هل هُمَا وَاحدٌ؟أَو النَّفْسُ غیرُ الرُّوح ؟و تَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهَر من الأَحادیثِ ،تدُلُّ علی أَنَّ الرُّوحَ هی النَّفْسُ ،

17- کقول بلالٍ : «أَخَذَ بِنَفْسِک ». مع

14- قولِه صلّی اللّه علیه و سلّم: «إِنّ اللّه قَبَضَ أَرْوَاحَنا». و قولِه تعالَی: اَللّهُ یَتَوَفَّی اَلْأَنْفُسَ و المَقْبُوضُ هو الرُّوحُ ،و لم یُفَرِّقُوا بَیْنَ القَبْضِ و التَّوَفِّی،و أَلْفَاظُ الحَدِیثِ مُحْتَملَهُ التَّأْوِیلِ ،وَ مَجَازَاتُ العَرَبِ و اتِّسَاعاتُها کَثِیرَهٌ ، و الحَقُّ أَنَّ بَیْنَهمَا فَرْقاً،و لو کانا اسْمَیْنِ بِمَعْنًی وَاحِدٍ، کاللَّیْثِ و الأَسَدِ،لَصَحَّ وُقُوعُ کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهما مکانَ صاحِبِه، کقوله تعالی: وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی (2)،و لم یَقُلْ :مِن نَفْسِی .و قوله: تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی و لم یَقُلْ :ما فِی رُوحِی.و لا یَحْسُنُ هذا القَولُ أَیْضاً مِن غیرِ عِیسَی علیه السَّلامُ . وَ یَقُولُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ (3)و لاَ یَحْسَن فی الکلام:

یَقُولُون فی أَرْوَاحهم.و قال: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ (4)و لم یَقل:

أَنْ تَقُولَ رُوحٌ ،و لا یَقُولُه أَیْضاً عَرَبِیٌّ ،فَأَیْنَ الفَرْقُ إِذا کَانَ النَّفْسُ و الرُّوحُ بَمَعْنًی وَاحِدٍ؟و إِنَّمَا الفَرْقُ بَیْنَهُمَا بالاعْتبَارَات،و یَدُلُّ لذلک ما

16- رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ فی التَّمْهیدِ، الحَدِیث: «إِنَّ اللّه تَعَالَی خَلَقَ آدَمَ و جَعَلَ فِیه نَفْساً و رُوحاً، فمن الرُّوحِ عَفَافُه و فَهْمُه و حِلْمُه و سَخَاؤُه و وَفَاؤُه،و مِن النَّفْسِ شَهْوَتُه و طَیْشُه و سَفَهُه و غَضَبُهُ ». فلا یُقَالُ فی النَّفْسِ هی الرُّوحُ عَلی الإِطْلاق حَتَّی یُقَیَّدَ،و لا یُقَال فی الرُّوحِ هی النَّفْسُ إِلاَّ کما یُقَالُ فی المَنِیِّ هو الإِنْسَانُ ،أَو کما یُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّی لِلْکَرْمَهِ هو الخَمْرُ،أَوْ الخَلُّ ،علی معنَی أَنه سَیْضَافُ إِلیه أَوْصَافٌ یُسَمَّی بها خَلاًّ أَو خَمْراً،فَتَقَیُّدُ الأَلْفَاظِ هو مَعْنَی الکلامِ ،و تَنْزِیلُ کُلِّ لَفْظٍ فی مَوْضِعه هومَعْنَی البَلاغهِ ،إِلی آخِر ما ذَکرَه.و هو نَفِیسٌ جدًّا،و قد نَقَلْتُه بالاخْتصَار فی هذا المَوْضع،لأَنّ التَّطْویلَ کَلَّتْ منه الهِمَمْ ،لا سیَّمَا فی زَماننا هذا.

و النَّفْسُ : قَدْرُ دَبْغَهٍ ،و عَلَیْه اقتصر الجَوْهَرِیُّ ،و زاد غَیرُه:أَو دَبْغَتَیْن.و الَّدِبْغَهُ ،بکسر الدال و فتحها ممَّا یُدْبَغُ به الأَدیمُ من قَرَظٍ و غیره ،یُقَال:هَبْ لی نَفْساً مِن دِبَاغٍ ،قال الشَّاعِرُ:

أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِی تُدِیرُ

فِی جِلْدِ شاهٍ ثُمَّ لا تَسِیرُ

قال الجَوْهَرِیُّ :قال الأَصْمَعِیُّ :بَعَثت امرأَهٌ مِن العربِ بِنْتاً لها إِلی جارَتِهَا،فقالت لها:تقولُ لک أُمِّی:أَعْطِینِی نَفْساً أَو نَفْسَیْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِیئَتِی فإِنِّی أَفِدَهٌ .أَی مُسْتَعْجِلَهٌ ، لا أَتفرَّغُ لاتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَهِ .انتَهَی.أَرَادَتْ :قَدْرَ دَبْغَه أَو دَبْغَتَیْن من القَرَظ الّذِی یُدْبَغُ به.المَنِیئَهُ :

المَدْبَغَهُ (5)،و هی الجُلُودُ الّتِی تُجْعَلُ فی الدِّباغ.و قیل:

النَّفْسُ مِن الدِّباغِ :مِلْ ءُ الکَفِّ ،و الجَمْعُ : أَنْفُسٌ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

و ذِی أَنْفُسٍ شَتَّی ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ

عَلَی المَاءِ إِحْدَی الیَعْمَلاتِ العَرامِسِ

یَعْنِی الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِی طُبِخَ بهذا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : النَّفْسُ : العَظَمَهُ و الکِبْرُ، و النَّفْسُ :

العِزَّهُ . و النَّفْسُ : الأَنْفَسهُ . و النَّفْسُ : العَیْبُ ،هکذا فی النُّسخِ بالعَیْنِ المُهْمَلَه،و صَوَابُه بالغَیْنِ المُعْجَمَه،و به فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِیّ قوله تعالَی تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی الآیَهَ ،و سَبَقَ الکلامُ علیه. و النَّفْسُ : الإِرادَهُ . و النَّفْسُ : العُقُوبَهُ ،قیل:

و منه قولُه تَعَالَی وَ یُحَذِّرُکُمُ اللّهُ نَفْسَهُ (6)أَی عُقُوبَتَه،و قال غیرُه:أَی یُحَذِّرُکُم إِیّاه.

و قد تَحَصَّل مِن کلامِ المصنِّف،رحمَه اللّه تعالی، خَمْسَهَ عَشَرَ مَعْنًی للنَّفْسِ ،و هی:الرُّوح(1)،و الدَّمُ (2)،

ص:16

و الجَسَدُ(3)،و العَیْنُ (4)،و العِنْدُ(5)،و الحَقِیقَهُ (6)، و عَیْنُ الشَّیْ ءِ(7)،و قَدْرُ دَبْغَهٍ (8)،و العَظَمَهُ (9)،و العِزَّهُ (10)،و الهِمَّهُ (11)،و الأَنَفَهُ (12)،و الغَیْبُ (13)، و الإِرادَهُ (14)،و العُقُوبَهُ (15).ذَکر منها الجَوْهَرِیُّ :

الأَوَّلَ ،و الثّانِیَ ،و الثالثَ ،و الرّابعَ ،و السابعَ ،و الثامَن،و ما زدْناه علی المُصَنِّف،رحِمَه اللّه،فسیأْتی ذِکْرُه فیما اسْتُدْرِک علیه.و جَمْعُ الکُلِّ : أَنْفُسٌ و نُفُوسٌ .

و النَّفَسٌ ، بالتَّحْرِیک:وَاحِدُ الأَنْفَاسِ ،و هو خُرُوجُ الرِّیحِ من الأَنْفِ و الفَمِ . و یُرَادُ به السَّعَهُ ،یُقَال:أَنْتَ فِی نَفَسٍ مِن أَمْرِک،أَی سَعَهٍ ،قاله الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ، و قال اللَّحْیَانِیُّ :إِنَّ فی الماءِ نَفَساً لِی و لَکَ ،أَی مُتَّسَعاً وَ فَضْلاً.و یُقَال:بَیْنَ الفَرِیقَیْنِ نَفَسٌ ،أَی مُتَّسَعٌ .

و النَّفَسُ أَیضاً: الفُسْحَهُ فِی الأَمْرِ ،یقال:اعْمَلْ و أَنْتَ فی نَفْسٍ ،أَی فُسْحَهٍ و سَعَهٍ ،قَبْلَ الهَرَمِ و الأَمْرَاضِ و الحَوَادِثِ و الآفاتِ .

و فی الصَّحاح: النَّفسُ : الجَرْعَهُ ،یُقَال:اکْرَعْ من الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَیْنِ ،أَی جُرْعَهً أَو جُرْعَتَیْنِ و لا تَزِدْ علیه.

و الجَمْع: أَنْفَاسٌ ،کَسَببٍ و أَسْبَابٍ ،قال جَرِیرٌ:

تُعَلِّلُ وَهْیَ ساغِبَهٌ بَنِیهَا

بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ

انتَهَی.قال مُحَمدُ بن المُکَرّم:و فی هذا القَوْل نَظَرٌ.

و ذلک لأَن النَّفَسَ الوَاحدَ یَجْرَع فیه الإِنْسَان عِدَّهَ جُرَعٍ ، یَزیدُ و یَنْقصُ علَی مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب و قِصَره،حتّیً إِنّا نَرَی الإِنْسَانَ یَشربُ الإِنَاءَ الکَبِیرَ فی نَفَسٍ وَاحِدٍ علی عِدَّهِ جُرَعٍ .و یُقَال:فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ کُلَّه عَلَی نَفَسٍ وَاحدٍ.و اللّه تَعَالَی أَعْلَم.

و عن ابن الأَعْرَابیِّ : النَّفَسُ الرِّیّ ،و سیأْتی أَیْضاً قریباً.

و النَّفَسُ : الطَّویلِ من الکَلام ،و قد تَنَفَّسَ .و منه

16- حدیث عَمَّارٍ: «لقد أَبْلَغْتَ و أَوْجَزْتَ ،فلَوْ کُنْتَ تَنَفَّسْتَ ». أَی أَطَلْت.و أَصْله:أَنَّ المُتَکَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ استأْنَفَ القَوْل و سَهُلَت علیه الإِطالَه.و قال أَبُو زَیْدٍ: کَتَبْت (1)کِتَاباً نَفَساً ، أَی طِویلاً.

14- و فی قَوْله صلّی اللّه علیه و سلّم: « و لا تَسُبُّوا الرِّیح ». و الوَاو زائده،و لیست فی لَفْظ الحَدیث،«

14- فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن ». و کذا

14- قوله صلّی اللّه علیه و سلّم: أَجِدُ نَفَسَ رَبِّکُمْ ،و فی رِوایه:« نَفَسَ الرَّحْمن» و فی أُخْرَی:«إِنّی لأَجدُ منْ قِبَل الیَمَن ». قَال الأَزْهَریُّ :

النَّفَسُ فی هذین الحَدیثَیْن: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ الحَقیقیِّ مِن نَفَّسَ یُنَفَّسُ تَنْفیساً و نفَساً ،أَی فَرَّجَ عنه الهَمَّ تَفْریجاً ،کأَنَّه قال: تَنْفیسَ رَبِّکم من قِبَل الیَمَنِ .و إِنَّ الرِّیحَ مِن تنفِیسِ الرَّحْمنِ بها عن المَکْرُوبِینَ (2)،فالتَّفْرِیج:مَصْدَرٌ حقیقیٌّ ،و الفَرَجُ ،اسمٌ یُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ، و المَعْنَی:

أَنَّهَا ،أَی الرِّیحُ تُفَرِّجُ الکَرْبَ ،و تُنْشِ ءُ السَّحابَ ، و تَنْشُرُ الغَیْثَ ،و تُذْهِبُ الجَدْبَ ،قال القُتَیْبِیُّ (3):هَجَمْتُ علی وَادٍ خَصِیبٍ و أَهْلُه مُصْفَرَّهٌ أَلْوَانُهُم،فسأَلْتُهُم عن ذلک،فقال شیخٌ منهم:لیسَ لنارِیحٌ . و قولُه

14- فی الحَدِیثِ : « مِن قِبَل الیَمَن ». المُرَادُ و اللّه أَعْلَمُ : مَا تَیَسَّر له صلّی اللّه علیه و سلّم منْ أَهْل المَدینَهِ المُشَرَّفَه و هُم یَمَانُونَ یَعْنی الأَنْصَارَ،و هم من الأَزْد،و الأَزْدُ من الیَمَن، من النُّصْرَهِ و الإِیواءِ له،و التَّأْیید له برِجَالهم و هو مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذی یُرَدِّدُه (4)المُتَنَفِّسُ إِلی الجَوْف، فیُبَرِّدُ من حَرَارتِه و یُعَدِّلُها،أَو من نَفَسَ الرِّیح الّذی یَتَنَسَّمُه فیَسْتَرْوحُ إِلیه،أَو من نَفَس الرَّوْضه،و هو طِیبُ رَوائحها فیَنْفَرجُ به عنه.

و یقال: شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ :فیه سَعَهٌ و رِیٌّ ،قالَه ابنُ الأَعْرَابیّ ،و قد تقدَّم للمصنِّف ذِکْرُ مَعْنَی السَّعَهِ و الرِّیِّ ،فلو ذَکَرَ هذا القولَ هناک کانَ أَصابَ ،و لعلَّه أَعادَه لیُطَابقَ مع الکَلام الّذی یَذْکُرُه بَعْدُ،و هو قوله: و من المَجازِ:یقال:

شَرَابٌ غَیْرُ ذِی نَفَسٍ أَی کَرِیه الطَّعْمِ آجِنٌ مُتَغَیِّرٌ، إِذا ذاقَه ذائق لم یَتَنَفَّسْ فِیه ،و إِنَّمَا هی الشَّرْبَه الأولَی قَدْرَ مَا یُمْسِک رَمَقَه،ثُمَّ لا یَعُودُ له،قال الرَّاعِی و یُرْوَی لأبِی وَجْزَهَ السَّعْدِیّ :

و شَرْبَه مِنْ شَرَابٍ غَیْرِ ذِی نَفَسٍ

فی کَوْکَبٍ مِن نُجُومِ القَیْظِ وهَّاج

ص:17

سَقَیْتُهَا صَادیَا تَهوی مَسامِعهُ

قَدْ ظَنَّ أَنْ لَیْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِی (1)

أَی فی وَقْتِ کَوْکَبٍ ،و یُرْوَی:«فی صَرَّهٍ ».

و النَّافِسُ :الخَامِسُ مِن سِهَام المَیْسِرِ ،قال اللحْیَانِیُّ :

و فیه خَمْسَهُ فُرُوض،و له غُنْمُ خَمْسَهِ أَنْصِبَاءَ إِن فازَ،و عَلَیْه غُرْمُ خمْسَهِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم یَفُز،و یقَالُ :هُو الرابعُ ،و هذا القَوْلُ مَذْکُورٌ فی الصّحاح،و العَجَبُ من المُصَنفِ فی تَرْکِه.

و شَیْ ءٌ نَفِیسٌ و مَنْفوسٌ و مُنْفسٌ کمُخْرجٍ ،إِذا کانَ یُتَنَافَس فیه و یُرْغَبُ إِلیه لِخَطَرِه،قالَ جَریرٌ:

لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ

مِمَّا یُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفوسِ

المُطَّرَف:المُسْتَطْرَف.و قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ ،رضی الله تعالَی عنه:

لا تَجْزَعِی إِنْ مُنْفِساً أَهْلَکْتُهُ

فإِذَا هَلَکْتُ فعِنْدَ ذلِک فاجْزَعی

و قد نَفُسَ ،ککَرُمَ ، نَفَاسَهً ،بالفَتْحِ ، و نِفَاسا ،بالکَسْرِ، و نَفَساً ،بالتَّحْرِیک،و نُفُوساً ،بالضّمّ .

و النَّفِیسُ :المالُ الکَثیرُ الّذِی له قَدْرٌ و خَطَرٌ، کالمُنْفِس ، قالَه اللِّحْیَانِیُّ ،و فی الصّحاحِ :یُقَال:لفُلانٍ مُنْفِسٌ ،أَی مالٌ کَثیرٌ.و فی بعض النُّسَخ: مُنْفِسٌ ،بغیر واو.

و نَفِسَ به،کفَرِحَ ،عَن فُلانٍ : ضَنَّ عَلَیْه و به،و منه قَوْلَه تَعَالَی وَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ (2)و المَصْدَرُ:

النَّفَاسَهُ و النَّفَاسِیَهُ ،الأَخِیرَهُ نادرَهٌ .

و نَفِسَ عَلَیْه بِخَیْرٍ قَلیلٍ : حَسَدَ ،و منه

17- الحَدیثُ : «لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم فما نَفِسْنَاهُ عَلَیْکَ ».

و نَفِسَ عَلَیْهِ الشَّیءَ نَفَاسَهً :ضَنَّ به،و لم یَرَهُ یَسْتَأْهِلُه، أَی أَهْلاً لَهُ ،و لم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ یَصِلَ إِلیه.

و مِنْ المَجَازِ: النِّفَاسُ ،بالکَسْر:وِلاَدَهُ المَرْأَهِ و فیالصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَهِ ،مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ ،بِمَعْنَی الدَّمِ ، فإِذا وَضَعَتْ فَهی نُفَسَاءُ (3)،کالثُّؤَبَاءِ،و نَفْسَاءُ ،بالفَتْح ،مِثَالُ حَسْنَاءَ، و یُحَرَّکُ ،و قَال ثَعْلَبٌ : النُّفَساءُ :الوَالِدَهُ و الحَامِلُ و الحَائِضُ ،و ج نِفَاسٌ و نُفُسٌ (4)،کجِیَادٍ و رُخَالٍ نَادِراً ،أَی بالضّمّ ، و مِثْل کُتُبٍ ،بضَمَّتَیْنِ ، و مِثْل کُتْبٍ ،بضمٍّ فسُکُون. و یُجْمَعُ أَیْضاً علی نُفَسَاءَ (5)و نُفَسَاوَاتٍ ،و امْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ ،أَبْدَلُوا من هَمْزَه التّأْنِیثِ وَاواً،قال الجَوْهریُّ :

و لَیْسَ فی الکَلامِ فُعَلاءُ یُجْمَع علی فِعَالٍ ،بالکَسْرِ، غَیْرَ نُفَسَاءَ و عُشَرَاءَ. انتهی.و لیس لهم فُعَلاءُ یُجْمَع عَلی فُعَالٍ ،أَی بالضَّمّ غَیْرَهَا ،أَی غیرَ النُّفَسَاءِ ،و لذا حُکِمَ علیه بالنَّدْرَه.

و قد نُفِسَتِ المَرْأَهُ کسَمِعَ و عُنِیَ نَفَساً و نَفَاسَهً و نِفَاساً ، أَی وَلَدَتْ ،و قال أَبو حَاتِمٍ :و یُقَال: نُفِسَتْ ،علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه.و حَکَی ثَعْلَبٌ : نُفِسَتْ وَلَداً،علی فِعْل المَفْعُول، و الوَلَدُ مَنْفُوسٌ ،و منه

16- الحَدِیث: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَهٍ ». أَی مَوْلُودهٍ ،و

17- فی حَدِیث ابنِ المُسَیِّبِ : «لا یَرثُ المَنْفُوسُ حَتَّی یَسْتَهِلَّ صارِخاً». أَی حَتّی یُسْمَعَ له صَوْتٌ ، و منه قَوْلُهم:وَرِثَ فُلانٌ هذا قبل أَن یُنْفَسَ فُلانٌ ،أَی قبلَ أَن یُولَدَ.

و نُفِسَتِ المَرْأَهَ ،إِذا حَاضَتْ ،رُوِیَ بالوَجْهَیْنِ ، و لکِن الکَسْرِ فیه أَکْثَرُ ،و أَمّا قولُ الأَزْهَرِیّ :فأَمّا الحَیْضُ فلا یُقَال فیه إِلاّ نَفِسَتْ ،بالفَتْح:فالمُرَاد به فَتْحُ النُّونِ لا فَتْحُ العَیْنِ فی الماضِی.

و نَفِیسُ بنُ مُحَمَّدِ،مِنْ مَوَالِی الأَنْصَارِ،و قَصْرُه علَی مِیلَیْنِ مِن المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،علی ساکِنها أَفْضَلُ الصّلاهِ و السلامِ ،و قد قدَّمْنا ذِکْرَه فی القُصُور.

و یقال:لَکَ فی هذا الأَمْرِ نُفْسَهٌ ،بالضّمّ ،أَی مُهْلَهٌ و مُتَّسَعٌ .

و نَفُوسَهُ ،بالفَتْح: جِبَالٌ بالمَغْرِبٍ بَعْدَ إِفریقِیَّهَ ،عالیهٌ نَحْوَ ثَلاثَهِ أَمْیَالٍ فی أَقلَّ من ذلِک،أَهْلُهَا إِباضِیَّهٌ ،و طُولُ هذا الجَبَلِ مَسِیرهُ سِتَّهِ أَیامٍ من (6)الشَّرْقِ إِلی الغَرْبِ ،و بینَه

ص:18

و بینَ طَرَابُلُسَ ثلاثَهُ أَیّامٍ ،و إِلی القَیْروَانِ سِتَّهُ أَیّامٍ ،و فی هذا الجبلِ نَخْلٌ و زَیْتُونٌ و فَواکِهُ ،و افْتَتَح عَمْرُو بن العاصِ ،رضی اللّه تعالی عنه،نَفُوسَهَ ،و کانُوا نَصَارَی.

نَقَلَه یاقُوت.

و أَنْفَسَهُ الشَّیْ ءُ: أَعْجَبَهُ بنَفْسِه ،و رَغَّبَه فیها،و قال ابنُ القَطّاعِ :صار نَفِیساً عِنْدَه،و منه

16- حَدِیثُ إِسماعِیلَ علیه السّلامُ : «أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبِیَّهَ و أَنْفُسَهُم ».

و أَنْفَسَه فی الأَمْرِ:رَغَّبَهُ فیه و یُقَالُ منه: مالٌ مُنْفِسٌ و مُنْفَسٌ ،کمُحْسِنٍ و مُکْرَمٍ ،الأَخِیرُ عن الفَرّاءِ:أَی نَفِیسٌ ، و قیلَ : کَثِیرٌ ،و قیل:خَطیرٌ،و عَمَّه اللَّحْیَانِیُّ ،فقال:کُلُّ شیْ ءٍ له خَطَرٌ فهو نَفِیسٌ و مُنْفِسٌ .

و مِن المَجَازِ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ أَی تَبَلَّجَ و امتدَّ حتی یَصِیرَ نَهَاراً بَیِّناً (1)،و قال الفَرّاءُ فی قولِه تعالَی وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (2)قال:إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّی یَصِیرَ نَهَاراً بَیِّناً.

و

17- قال مُجَاهِدٌ: إِذا تَنَفَّسَ ،إِذا طَلَع. و قال الأَخْفَشُ :إِذا أَضاءَ،و قال غیرُه:إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَ انْفَلَق حتَّی یَتَبَیَّنَ منه (3).

و مِن المَجَاز: تَنَفَّسَتِ القَوْسُ :تَصَدَّعَتْ ،و نَفَّسَها هُو:

صَدَّعَها،عن کُرَاع،و إِنَّمَا یَتَنَفَّسُ مِنْهَا العِیدَانُ الّتِی لم تُغْلَقْ ،و هو خَیْرُ القِسِیِّ ،و أَمّا الفِلْقَهُ فلا تَنَفَّسُ .یُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد: تَنَفَّسَ و کذلک المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ و هو مَجَازٌ.

و تَنَفَّس فی الإِناءِ:شَرِب مِن غیرِ أَنْ یُبِینَه عن فِیهِ ،و هو مَکرُوهٌ .

و تَنَفَّسَ أَیْضاً: شَرِبَ من الإِنَاءِ بثَلاثَهِ أَنْفَاس ،فأَبَانَهُ (4)عن فِیهِ فی کُلِّ نَفَسٍ ،فهو، ضِدٌّ ،

14- و فی الحَدِیث: «أَنَّه صلّی اللّه علیه و سلّم کان یَتَنَفَّسُ فی الإِناءِ ثَلاثاً». و

14- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «أَنه نَهَی عَنِ التَّنَفُّسِ فی الإِناءِ . قالَ الأَزْهَرِیّ :قال بعضُهُم:الحَدِیثَانِ صَحِیحَانِ ،و التَّنفُّسُ له مَعْنَیَانِ ،فَذَکَرهما مِثْلَ ما ذَکَرَ المصنِّفُ . و نَافَسَ فیه مُنَافَسَهٌ و نِفَاساً ،إِذا رَغِبَ فیه علی وَجْهِ المُباراهِ فی الکَرَم، کَتَتَنافَسَ ،و المُنَافَسَهُ و التَّنَافُسُ :الرَّغْبَه فِی الشَّیْ ءِ و الانْفرَادُ به،و هو منَ الشَّیْ ءِ النَّفِیس الجَیِّدِ فی نَوعه،و قولُه عَزّ و جلّ : وَ فِی ذلِکَ فَلْیَتَنافَسِ اَلْمُتَنافِسُونَ (5)أَی فلْیَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ .

*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:

قال ابنُ خالَوَیْه: النَّفْسُ :الأَخُ ،قال ابنُ بَرّیّ :و شاهدُه قولُه تَعَالَی: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُیُوتاً فَسَلِّمُوا عَلی أَنْفُسِکُمْ (6)قلتُ :و یَقْرُبُ من ذلکَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَهَ قولَه تعالَی:

ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَیْراً (7)أَی بأَهْل الإِیمان و أَهْل شَرِیعَتهم.

و النَّفْسُ :الإِنْسَانُ جَمیعُه،رُوحُه و جَسَدُه،کقولهم:

عنْدی ثَلاَثَهُ أَنْفُس ،و کقوله تَعَالَی: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّهِ (8)قَالَ السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض:و إِنَّمَا اتُّسِعَ فی النَّفْسِ و عُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَه،لغَلَبَهِ أَوْصافِ الجَسَد علی الرُّوح حَتَّی صارَ یُسَمَّی نَفْساً ،و طَرَأَ علیه هذا الاسْمُ بسَبَبِ الجَسَد،کما یَطْرَأُ علی المَاءِ فی الشَّجَر أَسْمَاءٌ علی حَسَب اخْتِلافِ أَنواع الشَّجَر،من حُلْوٍ و حامضٍ و مُرٍّ و حِرِّیفٍ ،و غیر ذلک.انتهی.

و قال اللِّحْیَانِیُّ :الغَرَبُ تقولُ :رَأَیْتُ نَفْساً وَاحِدَهً ، فَتُؤنَّثُ ،و کذلک رأَیتُ نَفْسَیْن ،فإِذا قالوا:رأَیْتُ ثَلاثَهَ أَنْفُسٍ و أَربَعَهَ أَنْفُسٍ ،ذَکَّرُوا،و کذلک جمیعُ العَدَد،قال:و قد یکونُ التَّذْکِیرُ فی الواحِدِ و الاثْنَیْنِ ،و التَّأْنِیثُ فی الجَمْعِ ، قال:و حُکِیَ جمیعُ ذلِک عن الکِسَائِیّ .و قال سِیبَوَیْه:و قالُوا ثَلاثَهُ أَنْفُسٍ ،یُذکِّرُونَه،لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُمْ یُرِیدُون به الإِنْسَانَ ،أَلاَ تَرَی أَنَّهُم یَقُولُونَ : نَفْسٌ وَاحِدٌ،فلا یُدخِلون الهاءَ،قالَ :و زَعَم یُونُسُ عن رُؤْیَهَ أَنَّه قال:ثَلاثُ أَنْفُسٍ ، علی تَأْنِیثِ النَّفْسِ ،کما تَقُول:ثلاثُ أَعْیُنٍ ،للعَیْنِ مِن النّاسِ ،و کما قالُوا:ثَلاثُ أَشْخُصٍ فی النِّساءِ،و قال الحُطَیْئَهُ :

ص:19

ثَلاَثَهُ أَنْفُسِ و ثَلاَثُ ذَوْدٍ

لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَی عِیَالِی

و قَولُه تعالَی: اَلَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَهٍ (1)یَعْنِی آدَم،و[ «زَوْجَها» یعنی] (2)حَوَّاءَ،علیهِمَا السلام و یقال:ما رأَیْتُ ثُمَّ نَفْساً ،أَی أَحَداً.

و نَفَسُ السَّاعَهِ ،بالتَّحْرِیک،آخِرُ الزَّمَانِ ،عن کُراع.

و المُتَنَفِّسُ :ذو النَّفَسُ ،و رَجُلٌ ذو نَفس ،أَی خُلُقٍ .

و ثَوْبٌ ذو نَفسٍ ،أَی جَلَدٍ و قُوَّهٍ .

و النَّفُوسُ ،کصَبُورٍ،و النَّفْسَانِیُّ :العَیُونُ الحَسُودُ المُتَعَیِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لیُصِیبَها،و هو مَجَازٌ،و ما أَنْفَسَهُ ،أَی ما أَشَدَّ عَیْنَه،هذِه عن اللِّحْیَانِیّ ،و ما هذا النَّفْسُ ؟أَی الحَسَدُ، و هو مَجَازٌ.

و النَّفْسُ :الفَرَجُ مِن الکَرْبِ ،و نَفَّسَ عنه:فَرَّج عنه، و وَسَّع علیه،و رَفَّه له،و کُلُّ تَرَوُّحٍ بَیْنَ شَرْبَتَیْن: نَفَسٌ .

و التَّنَفُّسُ :استِمْدادُ النَّفْسِ ،و قد تَنَفَّسَ الرجُلُ ،و تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ.و کُلُّ ذِی رِئَهٍ مُتَنَفِّسٌ و دَوَابُّ الماءِ لا رِئَاتِ لَهَا.

و دَارُکَ أَنْفَسُ مِنْ دَارِی أَی أَوْسَعُ ،و هذا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هذا،أَی أَعْرَضُ و أَطْوَلُ و أَمْثَلُ .و هذا المکانُ أَنْفَسُ مِن هذا،أَی أَبْعَدُ و أَوسَعُ .

و تَنَفَّس فی الکلامِ :أَطالَ .و تَنَفَّسَتْ دِجْلَهُ :زادَ ماؤُها.

و زِدْنِی نَفَساً فی أَجَلِی أَی طَوَّلِ الأَجَلَ .عن اللِّحْیَانِیّ ، و عنه أَیضاً: تَنَفَّسَ النَّهَارُ:انتصَفَ ،و تَنَفَّس أَیضاً:بَعُدَ.

و تَنَفَّسَ العُمْرُ،مِنْه،إِمّا تَرَاخَی و تَبَاعَدَ،و إِمّا اتَّسَع.

و جَادَتْ (3)عینُه عَبْرَهً أَنْفَاساً ،أَی ساعهً بَعْدَ ساعهٍ .

و شیءٌ نافِسٌ :رَفُعَ و صارَ مَرْغُوباً فیه و کذلِکَ رجُلٌ نافِسٌ و نَفِیس ،و الجَمْع: نِفَاس .

و أَنْفَسَ الشَّیْ ءُ:صار نَفِیساً .و هذا أَنْفَسُ مالِی،أَی أَحَبُّه و أَکْرَمُه عِنْدِی،و قد أَنْفَسَ المالُ أَنْفَاساً .و نَفَّسَنِی فیه:رَغَّبَنِی،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ و أَنْشَدَ:

بأَحْسَنَ مِنْه یَوْمَ أَصْبَحَ غادِیاً

وَ نَفَّسَنِی فِیه الحِمَامُ المُعَجَّلُ

قلت:هو(لأُحَیْحَهَ بنِ الجَلاحِ ،یَرْثِی ابْنَا له،أَو أَخَاً له،و قد مَرَّ ذَکْرُه فی«هبرز».

و مالٌ نَفِیسٌ :مَضْنُونٌ بهِ .

وَ بَلَّغَکَ اللّه أَنْفَسَ الأَعْمَارِ.و فی عُمُرِه تَنَفُّسٌ و مُتَنَفَّسٌ .

و غائِطٌ مُتَنَفَّسٌ :بَعِیدٌ،و هو مَجَازٌ.

و یُجْمَعُ النُّفَسَاءُ أَیْضاً علَی نُفَّاسٍ و نُفَّسٍ ،کرُمّانٍ و سُکَّرٍ،الأَخِیرَهُ عنِ اللِّحْیَانِیّ .

و تَنَفَّسَ الرجُلُ :خَرَجَ مِن تَحْتِه رِیحٌ ،و هو علی الکِنَایَهِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : نَفَّسَ قَوْسَه،إِذا حَطَّ وَتَرَهَا،و تَنَفَّسَ القِدْحُ ،کالقَوْسِ ،و هو مَجازٌ.

و أَنْفٌ (4)مُتَنَفِّسٌ :أَفْطَسُ ،و هو مَجازٌ.

و فُلانٌ یُؤامِرُ نَفْسَیْهِ :إِذا اتَّجَه له رَأْیَانِ ،و هو مَجازٌ،قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ .قلتُ :و بَیَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعَلُ النَّفْسَ الّتِی یکونُ بها التَّمْیِیزُ نَفْسَیْن ،و ذلِکَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّیْ ءِ أَو تَنْهَاه عنه،و ذلِکَ عندَ الإِقْدامِ علی أَمْرٍ مَکْرُوه،فجَعَلُوا الّتی تَأْمُره نَفْساً ،و جَعَلُوا الّتی تَنْهَاه کأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَی، و علی ذلک قولُ الشاعِرِ:

یُؤامِرُ نَفْسَیْه و فِی العَیْشِ فُسْحَهٌ

أَیَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ یَطُورُها (5)

ص:20

و أَبُو زُرْعَهَ محمّدُ بنُ نُفَیْسٍ المَصِیصِیُّ ،کزُبَیْرٍ،کتَبَ عنه أَبو بَکْرٍ الأَبْهَرِیُّ بحَلَبَ .

و أُمّ القاسِمِ نَفِیسَهُ الحَسَنِیَّهُ ،صاحِبهُ المَشْهَدِ بِمِصْرَ، معروفهٌ ،و إِلیها نُسِبَت الخِطَّهُ .

و بَنُو النَّفِیسِ ،کأَمِیرٍ:بَطْنٌ من العَلَویِّینَ بالمَشْهَدِ.

و مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفیسٍ الدِّمَشْقِیُّ ،سَمِع علَی الزَّیْنِ العِراقیّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

نُفْیَاسُ ،بالضّمّ :قَرْیَهٌ بشَرْقِیَّهَ مِصْرَ.

و نُفْیُوسُ :أُخْرَی مِن السَّمَنُّودِیَّهِ .

و رواه قَومٌ :«لا نافِسٍ »بالفَاءِ،حَکَی ذلِک أَبُو حَنِیفَهَ ، و قال:لا أَعْرفُه إِنما المَعْرُوفُ : ناقِسِ ،بالقَاف.

و الأَنْقَسُ :ابنُ الأَمَهِ ،لِمَا بِهِ مِن الجَرَبِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

رَجُلٌ نَقِسٌ ،کَکَتِفٍ :یَعِیبُ النَّاسَ و یُلَقِّبُهم،و قد نَاقَسَهُم .

و انْتَقَسُوا:قَرَعُوا النَّاقُوسَ .

و النُّقُسُ ،بضمَّتَیْنِ :جَمْع نَاقُوسٍ ،علی تَوَهُّمِ حَذْفِ الأَلف،و به فُسِّر قولُ الأَسْوَدِ بنِ یَعْفُرَ:

و قَدْ سَبَأْتُ لِفِتْیَانٍ ذَوی کَرَمٍ

قَبْلَ الصَّباحِ و لَمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ

و نَقَسَ النَّاقُوسُ :صَوَّتَ .

و نَقَسَ بَیْنَ القَوْمِ :أَفْسَدَ.

و نَقَسَ المَرْأَهَ :بَاضَعَهَا،نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.

و قد نُکِسَ فی مَرَضه، کُعنِیَ ، نَکْساً :عاوَدَتْه العِلَّهُ ، فهو مَنْکُوسٌ .

و یقال: تَعْساً و نُکْساً ،بضَمّ النُّونِ ، و قد یُفْتَح هنا ازْدِواجاً ،أَو لأَنَّه لُغَهٌ .

و النَّاکِسُ :المُتَطَأْطِیءُ رَأْسهُ مِن ذُلٍّ ج: نَوَاکِسُ ،هکذا جُمِع فی الشِّعْر للضَّرُورَهِ ،و هو شاذٌّ کما ذکرناه فی فَوَارِسَ ،قال الفَرَزْدَقُ :

و إِذا الرِّجَالُ رَأَوْا یَزِیدَ رَأَیْتَهُمْ

خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاکِسَ الأَبْصَارِ

قال سیَبَوَیْه:إِذا کَانَ الفِعْلِ لِغَیْرِ الآدَمِیِّین جُمِعَ علَی فَوَاعِلَ ،لأَنّه لا یَجُوز فیه ما یَجُوزُ فیه فی الآدمِیِّین،من الواوِ و النُّونِ فی الاسمِ و الفِعْل،یُقَال:جِمَالٌ بَوَازِلُ و عَوَاضهُ ،و قد اضْطُرَّ الفَرَزْدَقُ فَقَال:« نَوَاکِسَ الأَبْصَارِ».

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و قد رَوَی الفَرّاءُ و الکسائِیُّ هذا البیتَ هکذا، و أَقَرَّا:« نَوَاکِسَ »علی لفظ الأَبْصَارِ،و قال الأَخْفَشُ :یجوزُ:

نَوَاکِسِ الأَبْصَارِ،بالجَرِّ،لا بالیَاءِ،کما قالوا:جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ ،و رَوَی أَحمدُ بنُ یَحْیَی:« نَوَاکِسِی الأَبْصَارِ»بإِدْخَال الیاءِ (1)،و قد مَرَّ البَحْثُ فی ذلک فی«ف ر س».

و مِن المَجَاز، نَکَسَ الطَّعَامُ و غیرُه دَاءَ المَرِیضِ ،إِذا أَعَادَهُ إِلی مَرَضِهِ ،و یُقَال:أَکَلَ کَذا فنُکِسَ .

و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : النُکُسُ ،بضمَّتَیْنِ :المُدْرَهِمُّونَ من الشُّیُوخ بَعْدَ الهَرَمِ .

و النَّکْسُ ، بالکَسْر:السَّهْمُ یَنْکَسِرُ فُوقُه فیُجْعَلُ أَعْلاهُ أَسْفَله ،قال الأَزْهَرِیُّ :أَنْشَدَنِی المُنْذِرِیُّ لِلْحُطَیْئهِ .

قَدْ ناضَلُونَا فسَلُّوا مِن کِنَانَتِهِمْ

مَجْداً تَلِیداً و عِزّاً غَیْرَ أَنْکَاسِ (2)

و النَّکْسُ : القَوْسُ جُعِلَ رِجْلُهَا رَأْسَ الغُصْنِ ، کالمَنْکُوسَهِ ،و هو عَیْبٌ . و النِّکْسُ :الرَّجُلُ الضَّعِیفُ و الجَمْع: أَنْکاسٌ .

و قیل: النَّکْسُ : النَّصْلُ یَنْکَسِرُ سِنْخُه فتُجْعَلُ ظُبَتُه سِنْخاً فلا یَرْجِعُ کما کَانَ ،و لا یَکُونُ فیه خَیْرٌ.و الجَمْع: أَنْکَاسٌ .

و النَّکْسُ : الیَتْنُ من الأَوْلاَدِ ،و هو المَنْکوسُ الَّذِی سَبَقَ قَریباً،نقلَه ابنُ دُرَیْدٍ عن بعضِهم،قال:و لیس بثَبْتٍ .

و من المَجَاز: النِّکْسُ مِن الرِّجَال: المُقَصِّرُ عَن غَایَهِ النَّجْدَهِ و الکَرَمِ . ج: أَنْکاسٌ ،و أَنْشَد إبراهیمُ الحَرْبِیُّ :

رَأْسُ قِوَام الدِّینِ و ابنُ رَأْسِ

و خَضِلُ الکَفَّیْنِ غَیْرُ نَکْسِ

و قال کَعْبُ بن زُهَیْرٍ،یَمْدَحُ الصَّحَابَهَ ،رضِیَ اللّهُ تعالَی عنهم:

زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْکَاسٌ وَ لاَ کُشُفٌ

عِنْدَ اللِّقاءِ وَ لا مِیلٌ مَعَازِیلُ

و المُنَکِّسُ کمُحَدِّثٍ :الفَرَسُ لا یَسْمُوا برَأْسه ،و قالَ ابنُ فارِسٍ :هو الَّذِی لا یَسْمُوا برأْسِه و لا بِهَادِیهِ إِذا جَرَی، ضَعْفاً ،فکأَنَّه نُکِسَ و رُدَّ، أَو الَّذِی لَم یَلْحَق الخَیْلَ فی شَأْوِهِم،عن اللَّیْثِ ،أَی لضَعْفِه و عَجْزِه،و هو النَّکْسُ أَیْضاً.

و انْتَکَسَ :وَقَعَ عَلَی رَأْسِهِ ،و هو مُطَاوِعُ نَکَسَه نَکْساً ، و

16- فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَهِ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّینَار و انْتَکَسَ ». أَی انْقَلَبَ علی رَأْسِه،و هو دُعَاءٌ علیه بالخَیْبَهِ ،لأَنَّ مَن انْتکَسَ فی أَمْرِه فقَدْ خابَ و خَسِر،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ فی الانْتِکاسِ :

و لَمْ یَنْتَکِسْ یَوْماً فیُظْلِمَ وَجْهُهُ

لیَمْرَضَ عَجْزاً أَو یُضَارِعَ مَأَثَمَا

أَی،لم یُنَکِّسْ رَأْسَه لأَمْرٍ یَأْنَفُ منه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

قال شَمِرٌ: نُکِسَ الرَّجُلُ ،إِذا ضَعُفَ و عَجَزَ.

و قال أَبو حَنِیفَهَ ،رَحِمَه اللّه تعالَی: النَّکْسُ :القَصِیرُ.

و أَنْشد ثَعْلَبٌ :

إِنِّی إِذا وَجْهُ الشَّرِیبِ نَکَّسَا

ص:23

قال ابنُ سِیَده:و لم یُفَسِّرْه،و أُراه عَنَی:بَسَرَ وَ عَبَسَ .

و من المَجازِ: نَکَسْتُ الخِضَابَ ،إِذا أَعَدْتَ علیه مَرَّهً بَعْدَ مَرَّهٍ ،قال:

کالوَشْمِ رُجِّعَ فی الیَدِ المَنْکُوسِ

و قال ابن شُمَیْلٍ : نَکَسْتُ فُلاناً فی ذلِکَ الأَمْرِ،أَی رَدَدْتُه فیه بَعْدَ ما خَرَجَ منه.

و إِنَّه لَنِکْسٌ من الأَنْکاسِ :لِلرَّذْلِ ،و هو مجازٌ.

و نُکِسَ الرَّجُلُ ،کعُنِیَ ،عن نْظَرائِه،قَصَّرَ.

و نُکِسَ السَّهْمُ فی الکِنانَه:قُلِبَ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:

أَنْکَس :نَوْعٌ من السمَک عَظیمٌ جِدًّا.

بضَمِّ النُّونِ ،و فَسَّرها بالقَطَا،نقله الصّاغَانِیُّ .

و التَّنْمِیسُ :التَّلْبِیسُ ،و قد نَمَّسَ علیه الأَمْرَ،إِذا لَبَّسَه، قیل:و منه اشتقَاقُ النِّمْس ،للدّابَّه.

و نَامَسَهُ مُنَامَسَهً و نِمَاساً : سَارَّهُ ،یقال:ما أَشْوَقَنِی إِلی مُنَاسَمَتِکَ و مُنَامَسَتِکَ ،و أَنشدَ الجَوْهَرِیُّ لِلْکُمَیْتِ :

فَأَبْلِغْ یَزیداً إِنْ عَرَضْتَ و مُنْذِراً

و عَمَّیْهِمَا و المُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا

هکذا وقع«و عَمَّیْهِمَا»علی التَّثْنِیَه،و الصَّوابُ :و عَمَّهُمَا، علی التَّوْحید.و یَزِیدُ:هو ابنُ ظالِمِ بنِ عبدِ اللّه و مُنْذِرٌ:هو ابنُ أَسَدِ بنِ عبدِ اللّه،و عَمُّهما:هو إِسماعِیلُ بنُ عبدِ اللّه.

و المُسْتَسِرُّ:هو خالِدُ بنُ عبدِ اللّه.قاله الجَوْهَرِیُّ (1).

و قیل: النَّامِسُ :هو الدّاخِلُ فی النّامُوسِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : أَنْمَسَ بَیْنَهُم إِنْماساً : أَرَّشَ و آکَلَ ، و أَنشد:

و ما کُنْتُ ذا نَیْرَبٍ فِیهِمُ

و لا مُنْمِساً بَیْنَهُمْ أَنْمِلُ

أُؤرِّشُ بَیْنَهُمْ دَائِباً

أَدِبُّ و ذُو النُّمْلَهِ المُدْغِلُ

و لکِنَّنِی رَائِبٌ صَدْعَهُمْ

رَفُؤءٌ (2)لِمَا بَیْنَهُمْ مُسْمِلُ

و انَّمَسَ الرَّجُلُ ، کافْتَعَل ،أَی اسْتَتَرَ ،قال الجوهریُّ :

و هو انْفَعَل،و إِنَّمَا وَزَنَه المصنِّفُ بافْتَعَل لِیُرِیَنا تَشدیدَ النُّونِ ، لا أَنَّه مِن بابِ الافْتِعَال،فتأَمَّلْ .و قالَ غیرُه: انَّمَسَ الرَّجُلُ فی الشَّیْ ءِ،إِذا دَخَلَ فیه،و انَّمَسَ انِّمَاساً :انْغَلَّ فی سُتْرَهٍ ، و قال ابنُ القَطّاعِ :یُقَال:انْدَمَجَ الرجُلُ و ادَّمَجَ و ادْرَمَّجَ و انَّمَسَ و انْکَرَسَ و انْزَبَقَ و انْزَقَب،إِذا دَخَل فی الشَّیْ ءِ و اسْتَتَر.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:

نَمَّسَ الشَّعْرُ تَنْمِیساً:أَصَابَهُ دُهْنٌ فتَوسَّخَ .و نَمَّسَ الأَقِطُ فهو مُنَمِّسٌ :أَنْتَنَ ،قال الطِّرِمّاحُ :

مُنَمِّسُ ثِیرانِ الکَرِیصِ الضوائنِ (3)

و الکَرِیصُ :الأَقِطُ .و ثِیرَانٌ :جَمْعُ ثَوْرٍ،و هی القِطْعَهُ منه.

و النَّمَسُ ،مُحَرَّکهً :رِیحُ اللَّبَنِ و الدَّسَمِ ،کالنَّسَمِ .

و النّامُوسُ :المَکْرُ و الخِداعُ ،یُقَال:فُلانٌ صاحِبُ نامُوسٍ و نَوَامِیسَ و منه نَوامِیسُ الحُکَمَاءِ.

و النَّامِسُ و النَّامُوسُ :دُوَیْبَّهٌ غَبْرَاءُ کهَیْئَهِ الذَّرَّهِ تَلْکَعُ النّاسَ ،قال الجَاحِظُ :تَتولَّدُ فی المَاءِ الرّاکِد.

و النّامُوسُ :بَیْتُ الرّاهِبِ .

و النَّامُوسُ :وِعَاءُ العِلْمِ .

و النّامُوسُ :السِّرُّ،مَثَّل به سِیبَوَیْه و فَسَّره السِّیرَافِیُّ .

و نَمَسْتُه:سارَرْتُه.

و نَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً :کَتَمْتُه.

و النّامُوسُ :الکَذَّابُ .

و نَمَسَ بَیْنَهُم نَمْساً :أَرَّشَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و النّامِسُ :لَقَبُ جَمَاعَهٍ .

و النُّمُوسِیُّ ،بالضَّمّ :لَقَبُ علیِّ بنِ الحُسَیْنِ بنِ الحَسَن، أَحَدِ الأَوْلِیَاءِ المَشْهُورِینَ ببُولاَق،لأَنَّه کان إِذا مَشَی تَبِعَتْه الأَنْمَاسُ ،و أَتْبَاعُه یُعْرَفُونَ بذلِک،نَفَعنا اللّه به.

و النُّوَاسِیُّ ،بالضّمِّ : عِنَبٌ أَبْیَضُ عَظیمُ العَنَاقید مُدَحْرَجُ الحَبِّ کثیرُ الماءِ حُلْوٌ جَیِّدُ الزَّبِیبِ یَنْبُتُ بالسَّرَاهِ ،و قد یَنْبُت بغیرِهَا.قالَه أَبو حَنِیفَه رحمه اللّه،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :و لا أَدْرِی إِلَی أَیَّ شَیءٍ نُسِبَ ،إِلاَّ أَنْ یکونَ من النَّسَبِ إِلی نَفْسِه،کدَوَّارٍ و دَوَّارِیّ ،و إِن لم یُسْمَع النُّوَاسُ هنا.

و النَّوَّاسُ ، ککَتّانٍ :المُضْطَرِبُ المُسْتَرْخِی من الرِّجَال.

و و النَّوَّاسُ بنُ سَمْعَانَ (1)بن خالدٍ العامِرِیُّ الکِلابِیُّ الشّامِیُّ الصَّحابِیُّ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،روی عنه غیرُ وَاحدٍ.

و فی الصّحاحِ : النَّاسُ قد یکونُ من الإِنْسِ و مِن الجِنِّ ،جَمْعُ إِنْسِ ،أَصْلُه أُنَاسٌ ،و هو جَمْعٌ عَزِیزٌ أُدْخِلَ علیهِ أَلْ ،قال شیخنَا:و کونُ أَصْلِه أُنَاسٌ ینافِیه جَعْلُه من نَوَسَ ،فتَأَمَّلْ .و قال الجَوْهَرِیُّ :و لم یجعلُوا الألفَ و الّلامَ عِوَضاً عن الهَمزِه المَحْذُوفهِ ،لأَنَّه لو کانَ کذلک لاَجْتَمَعَ مع المُعَوَّضِ منه فی قول الشّاعر:

إِنَّ المَنایَا یَطَّلِعْ

-نَ عَلَی الأُنَاسِ الآمِنِینَا

آخِرُه:

فیَدَعْنَهُمْ شَتَّی و قَدْ

کانُوا جَمِیعاً وَافِرِینَا

و النَّاسُ : اسْمُ قَیْسِ عَیْلانَ یُرْوَی بالوَصْلِ و القَطْعِ ، کما فی حاشِیَهِ الصّحاحِ ،و وْجِد بخَطِّ أَبِی زَکَرِیّا:هو إِلْنَاسُ بنُ مُضَرَبنِ نِزَارٍ،و أَخُوه إِلْیاسُ بنُ مُضَرَ،بالیَاء، هکذا بکسرِ الهَمْزَهِ و سکون اللاّمِ و فتحِ النّونِ ،و هو خَطَأُ، و الصَّوابِ : النَّاسُ ،کما للمُصنِّف و غیرِه،و تقدَّم البحثُ فیه فی«ق ی س»و فی«أَ ن س».

و النَّاسُ : مَا یَتَعَلَّقُ وَ یَتَدَلَّی من السَّقْفِ من الدُّخانِ و غیرِه،و فی التَّهْذِیبِ و الأَسَاسِ :هو النُّوَاسُ کغُرَابٍ ، و نقَلَه فی العُبَاب عن ابنِ عَبّادٍ.

و نَاسَ الإِبِلَ یَنُوسُهَا نَوْساً : ساقَها ،کنَسَّها نَسًّا.

و أَنَاسَهُ :حَرَّکَه و دَلاَّه،و منه حَدِیثُ أُمِّ زَرْعٍ :«و أَناسَ مِنْ حَلْی أُذُنَیَّ »أَرادَتْ أَنّه حَلَّی أُذُنَیْهَا قِرَطَهً و شُنُوفاً تَنُوسُ بأُذُنَیْهَا. و نَوَّسَ بالمَکَان تَنْوِیساً:أَقامَ ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .

و المُنَوِّسُ من التَّمْرِ ،کمُحَدِّثٍ : ما اسْوَدَّ طَرَفُه ،نقلَه الصّاغَانِیُّ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:

تَنَوَّسَ الغُصْنُ و تَنَوَّع،إِذا هَبَّت (2)به الرَّیحُ فهَزَّتْه فَکَثُر نَوَسَانُه .

و الخُیُوطُ نَائِسهٌ علی کَعْبَیْه،أَی مُتَدَلِّیَهٌ مُتَحَرِّکَهٌ .

و النَّوَسَاتُ ،محرَّکَهً :الذَّوَائبُ ،لأَنَّهَا تَتَحَرَّکُ کثیراً.

و نَاسَ لُعَابُه:سَالَ و اضْطَرب (3).

و نُوَاسُ العَنْکَبُوتِ :نَسْجُه،لاضْطِرَابه.

و النَّاوُوسُ :مَقَابِرُ النَّصَارَی،إِن کان عَرَبِیًّا فهو فاعُولٌ منه،و الجَمْع نَوَاوِیسُ .

و نَاوُوسُ الظَّبْیَهِ :مَوْضِعٌ قُرْبَ هَمَذَانَ .

و النَّاوُوسَهٌ :من قُرَی هِیتَ ،لهَا ذِکْرٌ فی الفُتُوح مع أَلُوس (4)،نقله یاقُوت.

و خُضَیْرُ بنُ نَوَّاسٍ ،ککَتّانٍ عن أَبی سُحَیْله ذکره ابنُ نُقْطَهَ ،و قَال:یُتَأَمَّلُ .

و ابنُ أَبی النَّاسِ :شاعِرٌ مُجِیدٌ،عَسْقَلانِیٌّ ،ذَکَرَه الأَمیرُ و لم یُسَمِّه.

و نُوَیْسُ ،کزُبَیْر:من قُرَی مصْرَ،بالغَرْبیَّه.

و نَوَسَهُ ،بالتَّحْریکِ :قَرْیَتَانِ بِمصْرَ من المُرْتَاحِیَّهِ ، إِحداهما:نَوَسَهُ البَحْرِ،و الثانیه:نَوَسَهُ الغَیْطِ ،و قد یُجْمَعَانِ بما مَعهما من الکُفُورِ،فیقال: النَّوَسَاتُ ،و قد دَخلْتُ الأُولَی،و هی بالقُربِ من المَنْصوره،و النِّسْبَهُ إِلیها:

النَّوَسَانِیُّ (5).

و ناسُ :قریهٌ کبیرهُ مِن نَوَاحِی خُرَاسَانَ .

فی نَوَادِرِه: أَخَذَهُ بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه و نَتَفَهُ ،و قیل:قَبَضَ علیه و نَتَرَهُ .و اقتصر الجَوْهَریُّ علی الأَخْذِ بمُقَدَّمِ الأَسْنَانِ ، و بالشِّینِ المُعْجَمَه:الأَخْذُ بجَمِیعِهَا،کما سَیَأْتی.و

16- فی الحَدیث: «أَخَذَ عَظْماً فَنَهِسَ مَا عَلَیْه مِن اللَّحْمِ ». أَی أَخَذَه بِفِیه،قالَهُ ابنُ الأَثِیرِ،و قَالَ غیرُه: نَهِسَ اللَّحْمَ نَهْساً و نَهَساً :انْتَزَعه بالثَّنایَا للأَکْل.

و المَنْهُوسُ :القَلیلُ اللَّحْمِ من الرِّجَال الخَفِیفُ .

و

14- فی صِفَتِه صَلَّی اللّه عَلَیْه و سَلَّم: «کَانَ مَنْهُوس الکَعْبَیْنِ »و یُرْوَی:« مَنْهُوس القَدَمَیْن». أَی مُعَرَّقهُمَا ،أَی لَحْمُهُمَا قَلیلٌ ،و یُرْوَی بالشّینِ المُعْجَمه أَیضاً (1).

و المَنْهَسُ ، کمَقْعَدٍ:المَکَانُ یُنْهَسُ منه الشَّیْ ءُ،أَی یُؤْخَذُ بالفَمِ و یُؤْکَلُ ،و الجَمْعُ : مَنَاهِسُ ،یُقَالُ :أَرْضٌ کَثیرَهُ المَنَاهِس .نقلَه ابن عَبّادٍ.

و النَّهَّاسُ ،ککَتَّانٍ : الأَسَدُ، کالنَّهُوسِ ،کصَبُورٍ.

و المِنْهَس ،کمِنْبَرٍ. قالَ ابنُ خَالَوَیْه:الأَسَدُ الّذِی إِذا قَدَرَ علی الشَّیءِ نَهَسَهُ ،أَی عَضَّهُ ،و قال رُؤْبَهُ :

أَلاَ تَخَافُ الأَسَدَ النَّهُوسَا

و النَّهَّاسُ بنُ فَهْمٍ ،هکذا بالفَاءِ فی سائرِ النُّسَخِ ، و صوابُه بالقاف کما ضَبَطَه الصّاغَانیُّ و الحَافظُ : مُحَدِّثٌ بَصْرِیٌّ ،رَوَی عن قَتادَهَ ،و عنه یَزِیدُ بنُ زُرَیْعٍ .قُلتُ :

و حَفیدُه أَبو رَجَاءٍ (2)قَهْمُ بنُ هِلالٍ بنِ النَّهَّاس ،رَوَی عنه عبدُ المَلِک بنُ شُعَیْبٍ ،مات فی حُدُود (3)العِشْرین و المائتین،و سیأْتی فی«ف ه م» (4).

و النُّهَسُ ، کصُرَدٍ ،قال أَبو حاتمٍ : طائرٌ ،و فی الصّحاح:و النُّهَسُ ،بالفَتْح:ضَرْبٌ من الطَّیْرِ،و فی التّهْذِیب:ضَرْبٌ من الصُّرَدِ یَصْطَادُ العَصَافِیرَ ،و یَأْوِی إِلی المَقَابرِ،و یُدِیمُ تَحْرِیکَ رأْسِه و ذَنَبِه، ج نِهْسَانٌ ،بالکَسْرِ.

و

17- فی حدیثِ زیدٍ بنِ ثابتٍ : «رأَی شُرَحْبِیلَ و قد صادَ نُهَساً بالأَسْوَافِ فأَخَذَه زیدٌ منه فأَرْسَلَه». قال أَبو عُبَیْدٍ: النُّهَس :طائرٌ،و الأَسْوَافُ :موضعٌ بالمدینهِ ،و إِنّمَا فَعَلَ ذلک زیدٌ لأَنّه کَرِهَ صَیْدَ المَدِینهِ ،لأَنّها حَرَمُ سَیِّدِنا رَسُولِ اللّه صَلَّی اللّه عَلَیْه و سَلَّم.

و نُهَیْسٌ ، کزُبَیْرٍ:جَدُّ نُعَیْمِ بنِ راشدٍ المُحَدِّث،هکذا ضَبَطَه الحافِظُ .

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

نَهَسَ اللَّحْمَ :تَعَرَّقَه بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه،ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ و اللِّحْیَانِیُّ .

و نَهَسَتْه الحَیَّهُ :نَهَشَتْه،ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ قولَ الراجِز:

و ذَاتِ قَرْنَیْنِ طَحْونِ الضِّرْسِ

تَنْهَسُ لَوْ تَمَکَّنَتْ مِنْ نَهْسِ

تُدِیرُ عَیْناً کشِهَابِ القَبْسِ

و ناقَهٌ نَهُوسٌ :عَضُوضٌ ،و منه قولُ الأَعْرَابِیِّ فی وَصْفِ النَّاقَهِ :إِنَّهَا لعَسُوسٌ ضَرُوسٌ (5)نَهُوسٌ .

و رُجلٌ نَهِیسٌ ،کأَمیرٍ، کمَنْهُوسٍ .

و وَظِیفٌ نَهِسٌ (6):خَفِیفُ اللَّحْمِ ،قالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ یصِفُ فَرَساً:

یَغْشَی الجَلامِیدَ بأَمْثَالِهَا

مُرَکَّبَاتٍ فِی وَظِیفٍ نَهِیسْ

و النَّهَّاسُ :الذِّئْبُ .

و أَرْضٌ کَثِیرَهٌ المَنَاهِسِ و المَعَالِقِ ،أَی المآکِلِ و المَرَاتِعِ تَعْلَقُ بالجثّه (7)نقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و ناهِسُ بنُ خَلَفٍ :بَطْنٌ مِن خَثْعَمٍ .

و النَّهَاسُ :لَقَبُ عَبْدَلٍ العِجْلِیّ کان شَرِیفاً فی قَوْمِهِ ، ذَکَرَه المُصَنِّفُ فی«ع ب د ل».

*و مِمّا یُسْتَدْرَک عَلَیْهِ .

الجِیمِ و ضَمِّها،أَی أَبَداً ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و حَکَی الفارِسِیُّ :سَجِیسَ عُجیسِ الأَوْجَسِ ،أَی لا أَفْعَلُه طُولَ الدَّهْرِ.

قالَ الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یَدُلّ علی إِحْسَاسٍ بشَیْ ءٍ و تَسَمُّع له.و مِمّا شَذَّ عن هذا التَّرْکِیبِ :لا أَفْعَلُه سَجِیسَ الأَوْجَسُ ،و ما ذُقْتُ عِنْدَکَ أَوْجَسَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الوَجْسُ :إِضْمارُ الخَوْفِ .

و أَوْجَسَتِ (1)الأُذُنُ ،و تَوَجَّسَت :سَمِعَتْ حِسّاً.

و الوَجّاسُ فی قَوْلِ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

حَتّی أُتِیحَ له یَوْماً بمُحْدَلَهٍ

ذُو مِرَّهٍ بدِوارِ الصَّیْدِ وَجّاسُ (2)

قالَ ابنُ سِیدَه:إِنّه عِنْدِی علی النَّسَبِ ،إِذْ نَعْرِفُ له فِعْلاً،و قالَ السُّکَّرِیُّ : وَجّاسٌ ،أَی یَتَوَجَّسُ .

و قالَ ابنُ القَطّاعِ : وَجَسَ الشیْ ءُ وَجْساً ،أَی خَفِیَ .

و قالَ الصّاغَانِیُّ :ما فِی سِقَائِهِ أَوْجَسُ ،أَی قَطْرَهُ ماءٍ.

و مِیجاسٌ ،کمِحْرَابٍ :مَوْضِعٌ بالأَهْوَازِ،و کانَ بهِ وَقْعَهٌ للخَوَارِجِ ،و أَمِیرُهُم أَبو بِلالٍ مِرْداسٌ ،قالَ عِمْرَانُ بنُ حِطّانَ :

و اللّه ما تَرَکُوا مِن مَتْبَعٍ لِهُدًی

و لا رَضُوا بالهُوَیْنَی یَوْمَ مِیجَاسِ (3)

هَمَجٌ ،نقَلَه یاقُوت،و ذَکَره الصّاغَانِیّ فی الَّتِی تَأْتِی بَعْدَها (1)،و قال:إِنّه حِصْنٌ ببلاد الرُّومِ ،و قِیلَ :هو من حَرّانَ .

قلتُ :و قیلَ :من سُمَیْسَاطَ ،کانت به وَقْعَهٌ لسَیْفِ الدَّوْلَهِ بن حَمْدَانَ ،قال أَبو فِرَاسٍ :

و أَوْطَأَ حِصْن وَرْتَنِیسَ خُیُولَه

و من قَبْلَها لم یَقْرَعِ النَّجْمَ حافِرُ

فهذا مُسْتَدْرَکٌ علَی المُصَنِّف،رَحِمَه اللّه تَعَالَی.آمین.

ذَفِرَ،أَی کَثُر،قال ابنُ سِیدَه:لمْ أَسْمَعْه إِلاّ هاهنا، قال:و لا فَسَّره غَیرُ أَبِی حَنِیفَه،رحمه اللّه.

و وَرِسَ الشَّجَرُ:أَوْرَقَ ،لغهٌ فی أَوْرَسَ ،نقله ابنُ القَطّاع.

و ثَوْبٌ وَرِسٌ ،ککَتِفٍ ،و وَارِسٌ ،و مُورِسٌ ،و وَرِیسٌ :

مَصْبُوغ بالوَرْسِ .

و أَصْفَرُ وَارِسٌ ،أَیّ شَدِیدُ الصُّفْرَه،بالَغُوا فیه،کما قالوا:أَصْفَرُ فاقعٌ .

و جَمَلٌ (1)وَارِسُ الحُمْرَهِ ،أَی شَدِیدُهَا،و هذِهِ عن الصّاغَانِیّ .

و رمْسٌ وَرِیسٌ :ذُو وَرْسٍ ،قال عبدُ اللّه بنُ سُلَیْم:

فی مُرْتعَاتٍ رَوَّحَتْ صَفَرِیَّهٍ

بنَوَاصِحٍ یَفْطُرْنَ غَیْرَ وَرِیسِ (2)

و الوَطْسُ :الدَّقُّ و الکَسْرُ ،یُقَال:وَطَسَتِ الرِّکابُ الیَرْمَعَ ،إِذا کَسَرَتْه،و قالَ عَنْتَرَهُ :

خَطّارَهٌ غِبَّ السُّرَی مَوَّارَهٌ

تَطِسُ الإِکَامَ بوَقْعِ خُفٍّ مِیثَمِ (1)

و یُرْوَی:«بِذَاتِ خُفٍّ ،أَی تَکْسِرُ ما تَطَؤُه،و أَصْلُ الوَطْسِ فی وَطْأَهِ الخَیْلِ ،ثمّ استُعْمِلَ فی الإِبِلِ کَمَا هُنَا.

و الوَطِیسُ :التَّنُّورُ ،قالَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْکرَه أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ،و قیل:هو تَنُّورٌ من حَدِید،و قِیلَ :هو شیْ ءٌ یُتخَذُ مِثْلَ التَّنُّور یُخْتَبَزُ فیه.

و قال الأصْمَعِیّ : الوَطِیسُ :حِجارَهٌ مُدَوَّرَهٌ ،فإِذا حَمِیَتْ لم یُمْکِنْ أَحَداً الوَطْ ءُ علیهَا.

و قال زَیْدُ بن کَثْوَهَ : الوَطِیسُ یُحْتَفَرُ فی الأَرْضِ و یُصَغَّرُ رَأْسُهُ و یُخْرَقُ فیه خَرْقٌ للدُّخانِ ثُمّ یُوقَدُ فیه حَتَّی یَحْمَی،ثُمَّ یُوضَعُ فیه اللَّحْمُ و یُسَدُّ،ثُمَّ یُؤْتَی من الغَدِ و اللَّحْمُ [غابٍ ] (2)لم یَحْتَرِقْ ،و رُوِیَ عَن الأَخْفَشِ نَحْوُه.

و من المَجَازِ

14- قولُ النّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلّم فی حُنَیْن: « الآنَ حَمِیَ الوَطِیسُ » . و هی کَلِمَهٌ لمْ تُسْمَع إِلاّ منه،و هو من فَصِیحِ الکَلامِ ،و

1,14- یُرْوَی: أَنّه قالَه حِینَ رُفِعَتْ له یَوْم مُؤْتَهَ ،فرَأی مُعْتَرَکَ القَوْمِ .و نَسَبَه أَبو سَعِیدٍ إِلی عَلِیٍّ کرَّمَ اللّه تَعَالَی وَجْهَه. أَی اشْتَدتِ الحَرْبُ و جَدَّتْ ،وَ حَمِیَ الضِّرَابُ ،عَبَّر به عن اشْتِبَاکِ الحَرْبِ ،و قِیَامِهَا علی ساقٍ ،و قال الأَصْمَعِیّ :

یُضْرَب مَثَلاً لِلأَمْرِ إِذَا اشْتَدَّ.

و الوَطِیسَهُ ، بِهَاءٍ:شِدَّهُ الأَمْرِ نقله الصاغانِیُّ .

و أَوْطَاسٌ :وَادٍ بدِیارِ هَوَازِنَ ،قال بِشّرُ بنُ أَبِی خَازِمٍ :

قَطَعْنَاهُمُ فبالیَمَامَهِ فِرْقَهٌ

و أُخْرَی بأَوْطَاس یَهِرُّ کَلِیبُهَا

و الوَطّاسُ ، ککَتّانٍ :الرّاعِی ، یَطِسُ علَیْهَا و یَعْدُو.

و یُقَال: تَوَاطَسُوا عَلَیَّ ،أَی تَوَاطَحُوا (3)،نَقَلَه الصاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّاد. و من المَجَازِ تَوَاطَسَ المَوْجُ ،إِذا تَلاطَمَ ،نَقَلَه الزّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه.

الوَطِیسُ :المَعْرَکه،لأَنّ الخَیْلَ تَطِسُهَا بحَوَافرِهَا.

و وَطَسْتُ الأَرْضَ :هَزَمْتُ فِیهَا،و یُقَال: طِسِ الشَّیْ ءَ، أَیْ أَحْمِ الحِجَارهَ ،وضَعْهَا علیه.

و قال ابنُ الأَعْرابِیّ : الوَطِیسُ :البَلاءُ الذِی یَطِسُ الناسَ و یَدُقُّهُم و یَقْتُلُهم،قال ابنُ سِیدَه:و لیس ذلِکَ بقَویّ ،و جَمْعُ الوَطِیسِ : أَوْطِسَهٌ و وُطُسٌ .

و مُحَمّدُ بنُ علیّ بنِ یُوسُفَ بنِ زَبّان الوَطّاسِیّ ، بالتشْدِید:وَزِیرُ صاحِبِ فاسَ بالمَغْرِبِ .

و مَکَانٌ أَوْعَسُ :سَهْلٌ لَیِّنٌ و أَمْکِنَهٌ أَوْعُسٌ و وُعْسٌ ، بالضّم و أَوَاعِسُ الأَخِیرَهُ جَمْ الجَمْعِ .

و قِیلَ : الأَوْعَسُ :أَعْظَمُ من الوَعْسَاءِ قال:

أُلبِسْنَ دِعْصاً بَیْنَ ظَهْرَیْ أَوْعَسَا

و قِیل: الأَوَاعِسُ :ما تَنَکَّبَ عن الغِلَظِ ،و هو اللَّیِّنُ عن الرَّمْلِ .

و المِیعَاسُ ،کمِحْرَاب: ما سَهُلَ من الرَّمْلِ ،و تَنَکَّبَ عن الغِلَظِ .

و قیل: المِیعَاسُ : الأَرْضُ الَّتی لم تُوطَأْ قاله أَبو عَمْرو.

و قیل:هو الرَّمْلُ اللَّیِّنُ تَغِیبُ فیه الأَرْجُلُ ، کالوَعْسِ ، قاله اللّیْثُ .

و قال ابنُ بُزُرْج: المِیعاسُ : الطَّرِیقُ ،و أَنْشَدَ:

وَاعَسْنَ مِیعَاساً و جُمْهُورَاتِ

من الکَثِیبِ مُتَعَرِّضاتِ

کأَنه ضِدٌّ فإِنّ مِن شَأْنِ الطَّرِیقِ أَنْ یکونَ مَوْطُوءاً.

و ذَاتُ المَوَاعِیسِ :ع قال جَرِیرٌ:

حَیِّ الهِدَمْلَهَ من ذاتِ المَوَاعِیسِ

فالحِنْو أَصْبَحَ قَفْراً غَیْرَ مَأْنُوسِ

و المُوَاعَسَهُ :ضَرْبٌ من سَیْرِ الإِبِلِ فی مَدِّ أَعناقٍ و سَعَهِ خُطاً فی سُرْعَهٍ .

و قیل: المُوَاعَسَهُ : مُوَاطَأَهُ الوَعْسِ ،و هو شِدّهُ وَطْئِهَا علی الأَرْضِ .

و المُوَاعَسَهُ : المُبَاراهُ فی السیْرِ ،و هو المُوَاضَخَه، أَو لا تَکونُ المُوَاعَسَه إِلاّ لَیْلاً.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المَوْعِسُ کالوَعْسِ ،و أَنشد ابنُ الأَعرَابِیّ :

لا تَرْتَعِی المَوْعِسَ من عَدَابِهَا

و لا تُبَالِی الجَدْبَ من جَنَابِهَا

و وَعْسَهُ الحُوْمَانِ :مَوْضِع،أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :

أَلْقَت طَلاً بِوَعْسَهِ الحَوْمانِ

و وَعَسَهُ الدَّهْرُ:حَنَّکَه و أَحْکَمَه.و الإِیعاسُ ،فی سَیْرِ الإِبِل،کالمُوَاعَسَهُ ،قال:

کَم اجْتَبْنَ من لَیْلٍ إِلَیْکَ و أَوعَسَتْ

بِنَا البِیدَ أَعْنَاقُ المَهارِیَ الشَّعَاشِعِ (1)

البِیدَ مَنْصُوبٌ علی الظّرْفِ ،أَو علی السَّعَهِ .و أَوْعَسْنَ بالأَعْنَاقِ ،إِذا مَدَدْنَها فی سَعَهِ الخَطْوِ.

و أَوْعَسْنَا :أَدْلَجْنَا.

و الأَوْعَاسُ :الأَراضِی ذاتُ الرَّمْلِ .

و وَاقِیسُ (1):ع،بنَجْدٍ ،عن ابن دُرَیْد.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

الأَوْقَاسُ من النّاسِ :المُتَّهَمُون المُشَبَّهون بالجَرْبَی، تقول العَرَبُ :لا مِسَاسَ لا مِسَاسَ ،و لا خَیْرَ فی الأَوْقَاس .

و صَارَ القَوْمُ أَوْقَاساً :أَی أَخْلاطاً،و قال الصّاغَانِیّ :أَی شِلاَلاً (2).

و قال ابنُ القَطّاع:وَقَسْتُ الإِنْسَانَ بالمَکْرُوه،إِذا قَذَفْتَهُ به.

و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

المُوَالَسَهُ :سَیْرٌ فَوْقَ العَنَق،یُقَال:الإِبِلُ تُوَالِس (1)بَعْضُهَا بعضاً فی السَّیْرِ.کذا فی التّهْذِیب.

و الوَلْس :السُّرْعَه.

و الْوَلْس :الوَلْغ.

و وَالِسُ :قَرْیَهٌ من أَعمالِ أَصْبَهَانَ ،منها أَبو العَبَّاس محمّدُ بنُ القاسِم بنِ محمّد الثّعَالِبِیّ الوَالِسیّ .

و الوَهْسُ : الکَسْرُ عامّهً ،و قیل:هو کَسْرُکَ الشّیْ ء و بَیْنَه و بینَ الأَرْضِ وِقَایَهٌ ،لئلاّ تُبَاشِرَ به الأَرْضَ .

و الوَهْسُ : الوَطْ ءُ ، وَهَسَه وَهْساً :وَطِئَه وَطْأً شَدِیداً.

و الوَهّاسُ ککَتّانٍ :الأَسَدُ ،قال رُؤْبَه:

کَأَنَّهُ لیْثُ عَرِین دِرْبَاسْ

بالعَثَّرَیْنِ ضَیْغَمِیٌّ وَهّاسْ

و وَهّاسٌ : عَلمٌ ،منهم بَنُو وَهّاسٍ :بَطْنٌ من العَلَوِیِّین بالحِجَاز و الیَمَنِ .

و قال ابن السِّکِّیت: الوَهِیسَهُ :أَنْ یُطْبَخ الجَرَادُ و یُجَفَّفَ و یُدَقَّ و یُقْمَح أَو یُبْکَلَ ،أَی یُخْلَطَ بدَسَمٍ ،هذا نصّ الجَوْهَرِیّ .

و مَرّ یَتَوَهَّسُ الأَرْضَ فی مِشْیَتِه ،أَی یَغْمِزُهَا غَمْزاً شَدِیداً ،و کذلِک یَتَوَهَّزُ،قالَه شَمِرٌ.

و تَوَهَّسَتِ الإِبِلُ :جَعَلَت تَمْشِی أَحْسَنَ مِشْیَهٍ ،و هو من ذلِک.

و (1)فی الصّحاح: التَّوَهُّسُ :مَشْیُ المُثْقَلِ فی الأَرْضِ ، عن أَبی عُبَیْد،کالتَّوَهُّزِ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

الوَهْسُ :شِدَّهُ الغَمْزِ.

و رَجُلٌ وَهْسٌ :مَوْطُوءٌ ذَلِیلٌ .

و تَوَاهَسَ القَوْمُ :سارُوا سَیْراً وَهْسَاً .

و الوَهْسُ :شِدَّهُ الأَکْلِ و شِدّهُ البِضَاعِ ،و قد وَهَسَ وَهْساً و وَهِیساً :اشْتَدّ أَکْلُه و بَضْعُه.

و الوَهْسَه من الطُّرُقِ :المَمْلُوکهُ المَوْطُوءَهُ .

و المُوَاهَسَهَ :المُسَارّهُ .

الصّاغَانِیّ عن ابنِ عبّاد،و هو مقلوبُ هَلْبَسٌ و هَلْبِیسٌ ، بفتحهما،الذی ذکره الجَوْهَرِیّ ،و سیأْتِی الکلامٌ علیه إِن شاءَ اللّه تَعَالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الهَاجِسُ :الخَاطِرُ،صِفَهٌ غَالِبَهٌ غَلَبَهَ الأَسماءِ،و الجَمْعُ الهَوَاجِسُ .

و قد عَنَی به حَمْزَهَ بنَ عَبْد المُطَّلِب،رضِیَ اللّه تَعَالَی عنه.

و مِهْرَاسٌ : ع بالیَمَامَهِ ،نَزَله الأَعْشَی و قال فیه:

فرُکْنُ مِهْرَاسٍ إلی مَارِدٍ

فقَاعُ مَنْفُوحَهَ (1)ذِی الحائِرِ

و أَوَّله:

شَاقَکَ مِنْ قَتْلَهَ (2)أَطْلالُهَا

بالشّطِّ فالوُتْرِ إِلی حاجِرِ

و من المَجَاز: المِهْرَاسُ : الشَّدِیدُ الأَکْلِ من الإِبِلِ تَهْرُس ما تَأْکُلُه بشِدَّه،و الجَمْع المَهَارِیسُ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ:

المَهَارِیسُ من الإِبِلِ :الَّتی تَقْضَمُ العِیدانَ إِذا قَلَّ الکَلأُ و أَجْدَبَت البِلادُ،فَتَبَلّغُ بها کأَنَّها تَهْرُسُها بأَفْوَاهِها هَرْساً ،أَی تَدُقُّها،قال الحُطَیْئَه،یصفُ إِبلَه:

مَهَارِیسُ یُرْوِی رِسْلُهَا ضَیْفَ أَهْلِهَا

إِذا النّارُ أَبْدَتْ أَوْجُهَ الخَفِرَاتِ

و قِیلَ : المِهْرَاسُ : الجَسِیمُ الشّدِیدُ الثّقِیلُ منهَا ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً،سُمِّیَت لأَنَّها تَهْرُسُ الأَرْضَ بشِدَّهِ وَطْئِهَا.

و مِنَ المَجَاز: المِهْرَاسُ : الرَّجُلُ لا یَتَهَیَّبُهُ (3)لَیْلٌ و لا سُریً ،نقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ عن ابن عَبّادٍ.

و الهراسُ ، کغُرَابٍ ،و کَتَّانٍ ،و کَتِفٍ :الأَسَدُ الشَّدِیدُ، الکَثِیرُ الأَکْلِ . و فی بعض النُّسَخ الشّدِیدُ الکَسْرِ (4)و الأَکْلِ .

و یُقَال:أَسَدٌ هَرّاسٌ : یَهْرُس کلَّ شَیْ ءٍ،و أَسَدٌ هَرِیسٌ ، أَیْ شَدِیدٌ،و هو من الدَّقِّ ،قال الشاعر:

شَدِیدَ السّاعِدَیْنِ أَخَا وِثَابٍ

شَدیداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا

و الهَرَاسُ : کسَحَابٍ :شَجَرٌ شَائِکٌ ،شَوْکُه کأَنَّهُ حَسَکٌ ، ثَمَرُه کالنَّبق،الواحِدَهُ بهاءٍ قال النابِغَهُ :

فبِتُّ کأَنَّ العائِدَاتِ (5)فَرَشْنَنِی

هَرَاساً بهِ یُعْلَی فِرَاشِی و یُقْشَبُ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للنَّابِغَهِ [الجعدی] (6):

و خَیْل یُطَابِقْنَ بالدّارِعِینَ

طِبَاقَ الکِلاَبِ یَطَأْنَ الهَرَاسَا

و مثلُه قولُ قُعَیْن:

إِنّا إِذا الخَیْلُ غَدَتْ أَکْدَاسَا

مِثْلُ الکِلاَبِ تَتَّقِی الهَرَاسَا

و أَرْضٌ هَرِسَهٌ :أَنْبَتَتْهَا ،و قال أَبو حَنیفَهَ ،رَحِمَه اللّه، الهَرَاسُ :من أَحْرَارِ البُقُولِ ،وَاحِدَتُه هَرَاسَهٌ ، و به سَمَّوْا رجُلاً،و

17- فی حَدیث عَمْرو بنِ العَاصِ : «کأَنّ فی جَوْفِی شَوْکَهَ الهَرَاسِ ». قال ابنُ الأَثِیر:و هو شَجَرٌ،أَو بَقْلُ ،أَو شَوْکٌ ،من أَحْرَارِ البُقُولِ .

و منه إِبراهِیمُ بنُ هَرَاسَهَ الشَّیْبَانِیّ الکُوفِیّ ،رَوَی عن الثَّوْرِیّ ، و هو مَتْرُوکُ الحَدیثِ ،تَرَکَه الجَمَاعَهُ ،قال الذَّهَبِیّ فی الدِّیوَانِ :تَکَلَّمَ فیه أَبو عُبَیْدهَ و غیرُه.

و الهَرِسُ ، ککَتِفٍ :الثَّوْبُ الخَلَقُ .و ضَبَطَه بعضُهُم بالفَتْحِ ،قال ساعدهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

صِفْرِ المَبَاءَهِ ذِی هَرْسَیْنِ مُنْعَجِفٍ

إِذا نَظَرْتَ إِلیهِ قُلْتَ :قَدْ فَرَجَا

و رَوَی الصّاغَانِیُّ عن الجُمَحِیّ :الثَّوْبُ الخَلَقُ هو الهِرْسُ ،بالکَسْر،کالدِّرْسِ ،فهو مُسْتَدْرَکٌ علی المُصَنِّف.

و الهَرِسُ ککَتِفٍ :السِّنَّوْرُ ،نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ عن ابن عَبّادٍ،و منه المَثَلُ :«أَزْنَی من الهَرِسٍ »و أَغْلَمُ منها،و رُوِیَ عن ابنِ عَبّادٍ: الهَرْس ،بالفَتح،و المَثَلُ المَذْکُور کأَنّه مُصَحَّف من:«أَزْنَی مِن الهِجْرِس»،و قد تَقَدَّم.

و هَرِسَ الرّجُلُ ،کفَرِحَ :اشْتَدَّ أَکْلُه ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .

و قیل: هَرِسَ یَهْرَسُ هَرَساً :أَخْفَی أَکْلَه،و قیل:بَالَغَ فیه،فکأَنّه ضِدٌّ،و هو مُسْتَدْرَکٌ علی المصنِّف.

ص:39

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ مِهْرَسٌ ،کمِنْبَرٍ:الشَّدِیدُ الأَکْلِ .

و الأَهْرَسُ :الشَّدیدُ الثَّقِیلُ ،یُقَال:هو هَرِسٌ أَهْرَسُ ، للّذی یَدُقُّ کُلَّ شیْ ءٍ.

و الفَحْلُ یَهْرُس القِرْنَ بکَلْکَلِه،و هو مَجَاز.

و الأَهْرَسُ :الأَسَدُ الشَّدِیدُ المِرَاسِ .

و لِبَنِی فُلانٍ هَرَاسَهٌ ،أَی عِزٌّ و قَهْرٌ یَهْرُسون به أَعداءَهم، و هو مَجَاز،نَقَلَه الزمخشریّ .

و الکِیَا الهَرّاسِیّ :من أَئمّه الشّافعیّه.

و أَبو الحَسَن بن القاسِمِ الوَاسِطِیّ ،المعروف بغُلامِ الهَرّاسِ :مُقْرِیءٌ.

و الزَّیْنُ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمّدِ بنِ أَبِی بَکْرِ بن عِیسَی القَاهِرِیّ ،عُرِفَ بالهَرَسانِیّ ،مُحَرَّکَه:من شُیوخ الحافِظِ ابنِ حَجر،و وَلَدُه الشّمْسُ محمّدٌ،سَمِعَ علی جَدِّه و الحَافِظَیْن:

العِرَاقِیّ و الهَیْتَمِیّ .

و الهَرّاسُ ،ککَتّانٍ :لَقَبُ خالِدِ بن سَعِیدِ بن مالِکِ بن مجدلٍ الّذِی کان عَلَی شُرْطَه هِشَام.

و الهَرَاسُ ،کسَحَابٍ :الخَشِن من الأَمَاکِنِ ،قالَه ابنُ عَبّاد،قال:و هَرَاسَهُ القومِ :عِزُّهُم.

بَیْصَرُ بنُ حام دُفِن فی مَوْضِع أَبی هِرْمِیس ،قال فهِی أَوّل مَقْبَرَهٍ قُبِرَ فیها بأَرْضِ مصرَ،قاله یاقوت.

قلتُ :و المعروفَهُ ببِهِرْمِس من القُرَی بأَرْضِ مِصْرَ ثلاثهٌ غیرهَا:منها وَاحِدَهٌ فی الدَّقَهْلِیّه،و تُعْرَفُ بمُنْیَهِ النَّصَارَی، و الثانیه فی الأَبْوانِیّه،و الثالِثَه فی الغَرْبِیّه،و أَصلُ کلِّ ذلک أَبو هِرْمِیس ،فلِذَا ذَکَرْتُهْا هُنَا.

و هُرْمُسُ ،بالضَّمِّ :اسمُ ذِی القَرْنَیْنِ ،علی أَحَدِ الأَقْوَال الَّتی نَقَلَهَا ابنُ هِشَام،کذا فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیّ .

و الْهِرْمِیسَه :الأُنْثَی من الحَیْقُطَانِ (1)،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّاد.

و هَسْهَسَ لیْلَتَه کُلَّهَا،و قَسْقَسَ ،إِذا أَدْأَبَ السَّیْرَ.

و الهُسَاهِسُ (1)بالضَّمِّ :حَدِیثُ النَّفْسِ .

و المُهَسْهِسَهُ :الحاذِقَهُ بسَوْقِ الغَنَمِ ،و هذانِ عن الصّاغَانِیّ .

و ما عِندَه هَلْبَسِیسَهٌ ،إِذا لم یَکُن عندَه شیءٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ما فِی السَّمَاءِ هَلْبَسِیسَهٌ ،أَیْ شیْ ءٌ من سَحَابٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و الْهَلْسُ -بالفَتْح-من الکَلامِ :الخُرَافَاتُ ،هکذا یَسْتَعْمِلُونَه،و کأَنّه مَهْزُولُ الکَلامِ ،بضَرْبٍ من المَجَازِ.

و مُحَمّدُ بنُ علیّ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبراهیمَ السّلْسِیلِیّ ،عُرِفَ بابن الهِلیس ،بالکَسْرِ،کَتَب عنه ابنُ فَهْدٍ و البِقَاعِیُّ

و الهَمْسُ : مَضْغُ الرَّجُلِ الطَّعَامَ و الفَمُ مُنْضَمٌّ ،عن أَبی زَیْدٍ،و أَنْشَد فی نَوَادِرِه:

یَأْکُلْنَ ما فِی رَحْلِهِنَّ هَمْسَا

و منه أَکْلُ العَجُوزِ الدَّرْدَاءِ سُمِّیَ هَمْساً ،عن أَبِی الهَیْثَم، و قیل: الهَمْسُ :المَضْغُ الَّذِی لا یُفغَر به الفَمُ .

و قال أَبو عمْرٍو: الهَمْسُ : السَّیْرُ باللَّیْلِ ،أَی بلا فُتُورٍ.

أَو هو قِلَّهُ الفُتُورِ باللَّیْلِ و النَّهَارِ ،قالَهُ أَبو السَّمَیْدَعِ .

و قِیلَ : الهَمْسُ : حِسُّ الصَّوتِ فی الفَمِ ،مِمّا لا إِشْرَابَ لهُ من صَوْتِ الصَّدْرِ و لا جَهَارَهَ فی المَنْطِق ،و لکِنَّه کَلامٌ مَهْمُوسٌ فی الفَمِ کالسِّرِّ،قالَه اللَّیْثُ .

و الحُرُوفُ المَهْمُوسَهُ عَشْره،یَجْمَعُهَا قولُکَ : حَثّه شَخْصٌ فسَکَتَ و إِنما سُمِّیَ الحَرْفُ مَهْمُوساً لأَنه أُضْعِفَ الاعتمادُ فی مَوْضِعِهِ حتّی جَرَی معه النَّفَسُ ،نقله الجَوْهَرِیّ .

قلتُ :و هکذا علَّلَه به سِیبَوَیْه،و قال ابنُ جِنِّی:فأَمَّا حُرُوفُ الهَمْسِ فإِنَّ (1)الصَوْتَ الّذی یَخْرُجُ معه نَفَسٌ ، و لَیْسَ من صَوْتِ ،إِنّما یَخرُجُ مُنْسَلاًّ.

قُلْتُ :و قد جَمَعَه بعضُ القُرّاء فی هذِه الأَبْیَات:

شُهُودُ حُزْنِی خافتِی

هَجَرْتُمُونِی سَادَتِی

تَرَکْتُمونِی کُلُّکُم

ثُمَّتَ خُنْتُم صُحْبَتِی

و الهَمُوسُ ،کصَبُور: السَّیّارُ باللَّیْلِ ،عن هِشامٍ ، و أَنشدَ قَول أَبِی زُبَیْدٍ:

بَصِیرٌ بالدُّجَی هادِ هَمُوسُ

یُقَالُ : هَمَسَ لَیْلَهُ أَجْمَعَ .

و الهَمُوسُ : الأَسَدُ الکَسّارُ لفَرِیسَتِه ،و قیل:الشَّدِیدُ الغَمْزِ بضِرْسِه، کالهَمَّاسِ ،ککَتّانٍ ،و قِیلَ :سُمّیَ الأَسَدُ هَمُوساً ،لأَنَّه یَهْمِسُ فی الظُّلْمَهِ ،و قال أَبو الهَیْثَم:لأَنّه یَمْشِی مَشْیاً بخُفْیَهٍ فلا یُسْمَع صَوْتُ وَطْئه. و أَسَدٌ هَمُوسٌ :یَمْشِی قَلِیلاً،و هو مَعْنَی قَولِ الجَوْهَرِیّ :الأَسَدُ الهَمُوسُ :الخَفِیُّ الوَطْ ءِ،قال رؤْبَهُ یَصِف نَفْسَه بالشِّدَّهِ :

لَیْثٌ یَدُقُّ الأَسَدَ الهَمُوسَا

و الأَقْهَبَیْنِ الفِیلَ و الجَامُوسَا

و الهَمِیسُ ،کأَمِیر: صَوْتُ نَقْلِ أَخْفافِ الإِبِلِ ،و به فُسِّر ما

17- رُوِی عن ابنِ عبّاسٍ ،رَضِیَ اللّه تَعالَی عنهما: أَنّه تَمَثَّلَ فَأَنْشَد:

و هُنَّ یَمْشِینَ بِنَا هَمِیسَا

إِنْ یَصْدُقِ الطَّیْرُ نَنِکْ لَمِیسَا.

و فی اللّسَان،أَنَّ الهَمُوسَ و الهَمِیسَ جَمِیعاً کالهَمْسِ فی جَمِیعِ ما ذُکِر من المَعَانِی.

و المُهَامَسَهُ :المُسَارَّهُ ، کالتَّهَامُسِ ،قال الشّاعِر:

فتَهَامَسُوا سِرَّاً و قالُوا:عَرِّسُوا

فی غَیْرِ تَمْئِنَهٍ بغیرِ مُعَرَّسِ

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الهَمْسُ :الشِّدَّه،و أَخَذَه أَخْذاً هَمْساً ،أَی شَدِیداً،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

و هَمَسَ الشَّیْطَانُ فی الصَّدْرِ:وَسْوَسَ ،و منه

16- الحَدِیثُ :

«أَنَّه کانَ یَتَعَوَّذُ من هَمْزِ الشَّیْطَانِ و لَمْزِهِ و هَمْسِه .

و الهَمِیسُ :المَشْیُ الخَفِیُّ الحِسِّ .و الهَمُوسُ ،کصَبُورٍ:

النّاقَهُ ،قال الکُمَیْتُ :

غُرَیْرِیَّهَ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِیَّهً

هَمُوساً تُبَارِی الیَعْمَلاَتِ الهَوَامِسَا

و ذِئْبٌ هَامِسٌ :شَدِیدٌ.

و یقال:عَضٌّ هَمّاسٌ ،قال رُؤْبَه:

فی نَمِرَاتٍ لِبْدُهُنّ أَحْلاسْ

عَادَتُهَا خَبْطٌ و عَضٌ هَمّاسْ (2)

و الهَمْسُ :القَبْرُ،عن ابنِ عبّاد.

و هَمَسَهُ :مَضَغَه.

ص:45

و المُهامَسَهُ :المُضَارَّه.

و قد سَمَّوْا هَمَّاساً ،و هُمَیْساً ،ککَتَّانٍ و زُبَیْرٍ.

أَو دَوِیٌّ (1)، و هو مُهَوَّسٌ :کمُعَظَّمٍ ،عن ابنِ عَبّاد.و قد یُطْلَق علَی الَّذِی به المالِیخُولْیا و الوَسَاوِسُ ،و عَلَی من یَشْتَغِلُ بعِلْمِ الکِیمیاءِ،و العامّه تَسْتَعْمل الهَوَسَ بمعنَی الأَمَل،و هو من ذلِکَ .

و الهَوَّاسَهُ -مشَدَّدَه-:الأَسَدُ الهَصُورُ الکَاسِرُ،قال رُؤْبَه:

إِنّ لنا هَوّاسَهً عِرَبْضَا

نَعْلُو بِه و مَخْبِطا مِهَضَّا

العِرَبْضُ ،کسِبَحْلٍ :الفَحْلُ العَرِیضُ المَبْرَک، کالهَوّاسِ ،کشَدّادٍ،و أَنشد الجَوْهَرِیّ للکُمَیْتِ :

هُوَ الأَضْبَطُ (2)الهَوّاسُ فِینَا شَجَاعَهً

و فیمَنْ یُعَادِیهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ

و الهَاءُ ،فی الهَوّاسَهِ ، للمُبَالَغَهِ لا لِلتّأْنِیثِ .

و الهَوّاسَهُ : الشُّجَاعُ المُجَرَّبُ ، کالهَوَّاسِ .

و تقولُ العَرَب:

النّاسُ هَوْسَی و الزّمَانُ أَهْوَسُ

أَی النّاسُ یَأْکُلُونَ طَیِّباتِ الزّمان و الزَّمانُ یأْکُلُهُمْ بالمَوْتِ . هکذا فسره ابنُ الأَعْرَابِیّ .

و الهَوِیسُ ،کأَمِیرٍ:النَّظَرُ و الفِکْرُ ،قال رُؤْبَه:

إِذَا البَخِیلُ آمَرَ الخَنُوسَا

شَیْطَانَه و أَکْثَرَ الهَوِیسَا

و قال الصّاغَانِیُّ :هو مَا تُخْفِیهِ فی صَدْرِکَ ،و العَامّه یَقُولُون بالتَّحْرِیک:

و الهَوِسُ ،ککَتِفٍ :الفَحْلُ المُغْتَلِمُ الهَائِجُ ، کالهَوّاسِ ، ککَتّان ،قال زیدُ بن تُرْکِیّ :

مِنْهَا هَدِیمُ ضَبَعٍ هَوّاسِ

و قال الفَرّاءُ: الهَوِسَهُ ، بِهَاءٍ:النّاقَهُ الضَّبِعَهُ ،و قد هَوِسَت هَوَساً ،إِذا اشتَدّت ضَبَعَتُهَا،و قیل:تَردَّدَت للضَّبَعَهِ ، و الاسمُ الهِوَاسُ ، ککِتَابٍ ،و یُرْوَی قولُ زَیْدِ بن تُرْکِیّ أَیضاً علی أَحَدِ الأَوْجُه فی الرِّوَایَه،و سَیَأْتِی تَفْصِیل ذلِک فی «ه د م».

*و مما یستدرک علیه:

نَمِرٌ هَوّاسٌ :یَدُورُ باللَّیْلِ .

وَ ضَبَعٌ هَوّاسٌ :شَدِیدٌ.

و هَوِسَ النّاسُ هَوَساً :وَقَعُوا فی اخْتِلاطٍ و فَسَادٍ.

و التَّهَوَّسُ :المَشْیُ الثَّقِیلُ فی الأَرضِ اللَّیِّنَه.

و الهَوّاسُ :الأَکُولُ .

و الأَهْیَسُ مِنَ الإِبِلِ :الجَرِیءُ الذی لا یَنْقَبِضُ عن شَیءٍ ،عن ابن عَبّاد.

و هَیْسَانُ :قریه بأَصْفَهَانَ (1)،نقله یاقُوت،و منها أَبو علیّ الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ حَمْزَه الهَیْسَانِیّ ،عن یَحْیَی بنِ أَکْثَمَ القاضِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه.

الهَیْسُ من الکَیْلِ :الجُزَافُ .

و الهَیْسَهُ :أُمُّ حُبَیْنٍ ،عن کُرَاع.

و الأَهْیَسُ :الذی یَدُقُّ کُلَّ شَیْ ءٍ،قال الأَصْمَعِیّ :هُسْتُه هَوْساً،و[هِسْتُه] (2)هَیْساً ،و هو الکَسْرُ و الدَّقُّ .

و عن أَبی عَمرو: هَاسَاهُ إِذا سَخِر منه،فقال: هَیْسِ هَیْسِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :إِنّ لُقْمَانَ بنَ عاد قال-فی صِفَه النَّمْلِ -أَقْبَلَتْ مَیْساً،و أَدْبَرَتْ هَیْساً .قال: تَهیسُ الأَرْضَ هَیْساً :تَدُقُّهَا.

و الأَهْیَسُ :الکَثِیرُ الأَکْلِ .

و هَاسَی:مدینَهٌ بالهِنْدِ،فیها قَلْعَه صَعْبَهُ المُسْتَفْتَح.

و هَیْسُ بنُ سُلَیمانَ بنِ عَمْرِو بنِ نافِعٍ الشّراحِلِیّ الحَکَمِیّ أَبو العُلَیْفِ بنُ هَیْسٍ :بَطْن من الیَمَن،منهم الجَمَالُ محمّدُ ابنُ الحَسَن،و عِیسَی العُلَیْفِیّ ،سَمِع علی العِزِّ بنِ جَمَاعَه، و مات بمکّه.

أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْب إِذْ یَیْسِرُونَنِی:

أَلَمْ تَیْأَسُوا أَنِّی ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ

یَقُول:أَلَمْ تَعْلَمُوا،و قولُه:یَیْسِرُونَنِی،مَن أَیْسَارِ الجَزُور،أَیْ یَقْتَسِمُونَنِی،و یُرْوَی یَأْسِرُونَنِی،من الأَسْرِ، و زَهْدَم:اسمُ فَرَسِ بِشْرِ بن عَمْرٍو أَخِی عَوْفِ بن عَمْرٍو، و عَوْفٌ جَدُّ سُحَیْم بن وَثِیلٍ ،قالَه أَبو محمّد الأَعْرَابِیّ ، و یُرْوَی:

...«أَنّی ابنُ قاتِلِ زَهْدَمِ ».

و هو رَجُلٌ من عَبْسٍ ،فعلَی هذا یَصِحّ أَن یکونَ الشّعْرُ لِسُحَیْمٍ ،و یُرْوَی هذا البیتُ أَیضاً فی قصیدَهٍ أُخْرَی علَی هذا الرَّوِیِّ :

أَقُولُ لأَهْلِ الشِّعْبِ إِذْ یَیْسِرُونَنِی

أَلَمْ تَیْأَسُوا أَنِّی ابنُ فارِسِ لازِمِ

و صاحِبِ أَصْحَابِ الکَنِیفِ کأَنّمَا

سَقَاهُمْ بکَفَّیْهِ سِمَامَ الأَرَاقِمِ

و عَلَی هذِه الرّوَایَهِ أَیْضاً یکونُ الشِّعْرُ له دُونَ وَلَدِه،لِعَدَمِ ذِکْرِ زَهْدَم فی البَیْت.

و

14- فی حَدِیث أُمِّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِیَّه،رضی اللّه تعالَی عنها، فی صِفَهِ النَّبِیِّ ،صلّی اللّه علیه و سلّم : «لا یَأْسٌ (1)مِنْ طُولٍ » . أَی قَامَتُه لا تُؤْیِسُ مِنْ طُولِهِ ،لِأَنّه کانَ إِلی الطُّولِ أَقْرَبَ منه إِلی القِصَرِ،و الیَأْسُ :ضِدُّ الرَّجَاءِ،و هو فی الحَدِیثِ اسمٌ نَکِرَهٌ مفتوحٌ بلا النّافِیهِ ، و یُرْوَی:لا یَائِسٌ مِنْ طُولٍ ،هکذا رَوَاه ابنُ الأَنْبَارِیّ فی کِتَابِه،و قال: لا، مَیْؤُوسٌ منه،أَیْ مِنْ أَجْلِ طُولِه،أَی لا یَیْأَسُ مُطَاوِلُهُ مِنْهُ ،لإِفْرَاطِ طُولِهِ ، فیائِسٌ هُنَا بمَعْنَی مَیْؤُوسٍ ،کماءٍ دافِقٍ ،بمَعْنَی مَدْفُوقٍ .

و الیَأْسُ بنُ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ أَخُو الْنَّاسِ ،و اللاّمُ فیهِمَا کَهِیَ فی الفَضْلِ و العَبّاسِ ،و حَکَی السُّهَیْلِیّ عن ابنِ الأَنْبَاریّ أَنّه بکَسْرِ الهَمْزَهِ ،و قد تَقَدَّم البَحْثُ فیه،یُقَال: أَوَّلُ مَنْ أَصابَهُ الیَأَسُ ،مُحَرَّکَهً ،أَی السِّلُّ . و قال السُّهَیْلِیّ فی الرّوْضِ :و یُقَال:إِنّمَا سُمِّیَ السِّلُّ داءَ یَأَسٍ ،أَو داءَ الیَأْسِ لأَنّ الْیَأْسَ بنَ مُضَرَ ماتَ مِنْه،و به فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَ أَبی العَاصِیَهِ السُّلَمِیّ :

فَلَوْ أَنَّ داءَ الیَاسِ بِی فأَعَانَنِی

طَبِیبٌ بأَرْوَاحِ العَقِیقِ شَفانِیَا.

و أَیْأَسْتُه ،و آیَسْتُه ،الأَخِیرُ بالمَدّ: قَنَّطْتُه ،و المَصْدَرُ الإِیئاسُ ،علی مِثال الإِیعاسِ ،قال رُؤْبَهُ :

کَأَنَّهُنّ دَارِسَات أَطْلاسْ

من صُحُفٍ أَو بالیَاتُ أَطْرَاسْ

فِیهِنّ من عَهْدِ التَّهَجِّی أَنْقَاسْ

إِذْ فی الغَوَانِی طَمَعٌ و إِیئاسْ

و قال طَرَفَه بنُ العَبْدِ:

و أَیْأَسَنِی من کُلِّ خَیْرٍ طَلَبْتُه

کأَنّا وضَعْنَاهُ إِلی رَمْسِ مُلْحَدِ

وَ قَرَأَ ابنُ عَبّاسٍ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنهما: لا یِیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّه (2)علی لُغَهِ من یَکْسِرُ أَوّلَ المُسْتَقْبَلِ إِلاَّ ما کانَ بالیَاءِ ،و هی لُغَهُ تَمِیمٍ و هُذََیْلٍ و قَیْسٍ و أَسَدٍ،کذا ذَکَرَه اللِّحْیَانِیّ فی نوادِرِه،عن الکِسَائِیّ ،و قالَ سِیبَوَیْه:و إِنّمَا اسْتَثْنَوْا الیاءَ،لأَنّ الکَسْرَ فی الیاءِ ثَقِیلٌ ،و حکَی الفَرّاءُ أَنّ بَعْضَ بَنِی کَلْبٍ یَکْسِرُون الیاء أَیْضاً،قال:و هی شاذَّهٌ ،کما فی بُغْیَه الآمَالِ لِأَبِی جَعْفَر اللَّبْلِیّ ، و إِنّمَا کَسَرُوا فی یِیْأَسُ و یِیْجَلُ لِتَقَوِّی إِحْدَی الیاءَیْنِ بالأُخْرَی ،و سیأْتی البَحْثُ فیه فی:وجل،إِن شاءَ اللّه تَعَالَی.

بَقِیَ أَنّ الزَّمَخْشَرِیَّ لَمّا صَرّحَ فی الأَسَاسِ أَنَّ یَئِسَ بمعْنَی عَلِمَ مَجَازٌ فإِنّه قال:یُقَال:قد یَئِسْتُ أَنّکَ رَجُلُ صِدْقٍ ،بمعْنَی عَلِمْتُ ،لأَنَّ مَع الطَّمَعِ القَلَقَ ،و مع انْقِطَاعِه السُّکُونَ و الطُّمَأْنِینَهَ ،و لِذلک قِیلَ :« الیَأْسُ إِحْدَی الرّاحَتَیْنِ ».

و قِیلَ : ما أَصْلُه الیُبُوسَهُ و لَمْ یُعْهَدْ رَطْباً قطُّ فیَبَسٌ ، بالتَّحْرِیکِ ،یُقَال:هذا شَیْ ءٌ یَبَسٌ ،فإِنْ کان عُهِدَ رَطْباً ثمّ یَبِسَ فیَبْسٌ ،بالسُّکُون،یُقَال:هذا حَطَبٌ یَبْسٌ قال ثَعْلَبٌ :

کأَنّه خُلِقَ یَبْساً ،و مَوْضِعٌ یَبْسٌ ،أَی کانَا رَطْبَیْنِ ثمّ یَبِسَا هکذا تَقُولُه العربُ .

و أَما طَرِیقُ مُوسَی ،علیه السّلام،الَّذِی ضَرَبَه اللّه له و لأَصْحَابِه فی البَحْرِ فإِنَّه لم یُعْهَد قَطُّ طَرِیقاً لا رَطْباً و لا یَابِساً ،إِنَّمَا أَظْهَرَه اللّه تعالَی لَهُمْ حینَئذٍ مَخْلُوقاً عَلَی ذلِکَ لِتَعْظِیمِ الآیَهِ و إِیضاحِهَا، و تُسْکَّنُ الباءُ أَیْضاً فی قِرَاءَهِ الحَسَن البَصْرِیّ ، ذَهَاباً إِلَی أَنّه و إِنْ لَمْ یَکُنْ طَرِیقاً فإِنَّه مَوْضِعٌ قد کانَ فیهِ ماءٌ فیَبِسَ . و قَرَأَ الأَعْمَشُ : یَبِساً ،بکَسْرِ الباءِ.

و یُقَالُ : الیَبْسُ فی قَوْلِ عَلْقَمَهَ :

تَخَشْخَشُ أَبْدَانُ الحَدِیدِ عَلَیْهمُ

کمَا خَشْخَشَتْ یَبْسَ الحَصَادِ جَنُوبُ

جَمْعُ یَابِسٍ ،کرَاکِبٍ و رَکْبٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیت،و حَرَّکَ العَجّاجُ الباءَ للضّرُورَهِ فِی قَوْلِه:

تَسْمَعُ لِلْحَلْیِ إِذَا ما وَسْوَسَا

و الْتَجَّ فی أَجْیَادِهَا و أَجْرَسَا

زَفْزَفَهَ (1)الرِّیحِ الحَصَادَ الیَبَسَا

و امْرَأَهٌ یَبَسٌ ،مُحَرَّکَهً :لا خَیْرَ فِیهَا ،و هو مَجازٌ،و کَذلک امْرَأَهٌ یَابِسَهٌ و یَبِیسٌ (2)،کما نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و نَصّ الصّحاح:لا تُنِیلُ خَیْراً،و أَنْشَدَ لِلرّاجِزِ:

إِلی عَجُوزٍ شَنَّهِ الرَّأْسِ یَبَسْ (3)

و یُقَالُ أَیضاً: شَاهٌ یَبَسٌ :بِلا لَبَنٍ ،أَی انْقَطَع لبَنُهَا فَیبِسَ ضَرْعُهَا، و تُسَکَّنُ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و الفَتْحُ عن ثَعْلَبٍ ، حکاهما أَبو عُبَیْدَه.

و فی المُحِیط :الیَبَسَه،التی لا لَبَنَ لهَا من الشّاءِ، و الجَمْع الیَبَسَاتُ و الیِبَاسُ (4)و الأَیْبَاسُ . و الأَیْبَسُ : الیَابِسُ .

و من المَجَازِ: الأَیْبَسُ : ظُنْبوبٌ فی وَسَطِ السّاقِ الَّذِی إِذَا غَمَزْتَه آلَمَکَ ،و إِذا کُسِرَ فقد ذَهَبَ السّاقُ ،قاله أَبو الهَیْثَمِ ،قالَ :و هو اسمٌ لیْسَ بنَعْتٍ ،و کذلِکَ قِیلَ :

الأَیَابِسُ :الجَمْعُ .

و قیل: الأَیْبَسَانِ (5):عَظْمَا الوَظِیفَیْنِ من الیَدِ و الرِّجْلِ ، و قیل:ما ظَهَر منهما،و ذلِک لِیُبْسِهِمَا .

و الأَیَابِسُ :ما کَانَ مثل عُرْقُوبٍ و سَاقٍ ،و فی الصّحَاح:

الأَیْبَسَانِ :ما لا لَحْمَ عَلَیْهِ من السّاقَیْنِ ،و قال أَبو عُبَیْدَه:فی ساقِ الفَرَسِ أَیْبَسانِ ،و هُمَا ما یَبِسَ علیه اللّحْمُ من السَّاقَیْنِ ،و قال الرّاعِی:

فقُلْتُ له أَلْصِقْ بأَیْبَسِ سَاقِهَا

فإِنْ تَجْبُرِ العُرْقُوبَ لا تَجْبُرِ النَّسَا (6)

و الأَیَابِسُ : مَا تُجَرَّبُ علیهِ السُّیُوفُ و هی صُلْبَهٌ .

و عن أَبی عَمْرٍو: یَبِیسُ الماءِ کأَمِیرٍ: العَرَقُ ،و هو مَجَاز،و قیل:العَرَقُ إِذَا جَفَّ ،قال بِشْرُ بنُ أَبی خازِم یَصِفُ الخَیْلَ :

تَرَاهَا من یَبِیسِ الماءِ شُهْباً

مُخَالِطَ (7)دِرَّهٍ مِنْهَا غِرَارُ

الغِرَارُ:انقِطَاعُ الدِّرَّهِ ،یقول:تُعْطِی أَحْیَاناً و تَمْنَع أَحْیَاناً،و إِنَّمَا قالَ شُهْباً،لأَنّ العَرَق یَجِفُّ عَلَیْهَا فیَبْیَضُّ ، کذا فی الصّحاح.

و الیَبِیسُ مِنَ البُقُولِ : الیَابِسَهُ من أَحْرَارِهَا و ذُکُورِهَا، کالجَفِیف و القَفِیفِ ،قاله الأَصْمَعِیُّ ،قال و أَمّا یَبِیسُ البُهْمَی فهو العُرْقُوبُ (8)و الصُّفَارُ.

أَو لا یُقَالُ لِمَا یَبِسَ مِن الحَلِیّ و الصِّلِّیَانِ و الحَلَمَهِ یَبِیسٌ ، و إِنّمَا الیَبِیسُ : مَا یَبِسَ من العُشْبِ و البُقُولِ التی تَتَناثَرُ إِذَا یَبِسَتْ ،کالیُبْسِ ،قاله الجَوْهَرِیّ ،و أَنشَد قولَ ذِی الرُّمّهِ :

ص:50

و لَمْ یَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمّا عَنَتْ بهِ

من الرُّطْبِ إِلاّ یُبْسُهَا و هَجِیرُهَا

و یُرْوَی یَبْسُهَا ،بالفَتْح،و هُمَا لُغَتَان، أو هو عامٌّ فی کُلِّ نَبَاتٍ یَابِسٍ ،یقال: یَبِسَ فهو یَبِیسٌ ،کسَلِمَ فهو سَلِیمٌ ، کذا فی الصّحَاحِ .

و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ یَبَاسِ ، کقَطَامِ هی: السَّوْأَهُ أَو الفُنْدُورَهُ ،أَی الاسْتُ .

و یَبُوسُ ،بالضّمِّ ،کصَبُور ،هکذا فی النُّسَخ،و لَعَلّ قولَه کصَبُورٍ غَلَطٌ ،و الصّوَاب فی ضَبْطِه الضَّمُّ ،کما قَیّدَه الصّاغَانِیُّ ،أَو سَقَطَ من بَیْنِهما واو العَطْفِ ،ففیه الوَجْهِان:

الضَّمُّ و الفَتْح،و علَی الأَخِیر اقتصَرَ یاقوت (1)،أَو المُرَاد من قَوْل المُصَنِّف من الضّم مَبْنَیّاً علی الضَّمّ ،و أَمّا ما ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ بضَمِّ الیاءِ غَلَطاً فهو یَفْعُل من بَأَسَ بُؤْساً،بمعنی الشِّدّهِ : ع،من أَرْضِ شَنُوءَهَ (2)،بوَادِی التَّیْمِ (3)،قالَ عبدُ اللّه بن سَلِیمَهَ (4)الغَامِدِیُّ :

لِمَنْ الدِّیَارُ بِتَوْلَعٍ فیَبُوسِ

فبَیَاضِ رَیْطَهَ غَیْرَ ذَاتِ أَنِیسِ

1- و: الیابِسُ :سَیْفُ حَکِیمِ بنِ جَبَلَهَ العَبْدِیّ ،و فیه یَقُولُ یومَ الجَمَلِ ،و کانَ معَ علیٍّ رَضِی اللّه تعالی عنه:

أَضْرِبْهُمُ بالیَابِس

ضَرْبَ غُلامٍ عابِس

مِن الْحَیَاهِ أَیِس (5)

فی الغُرُفَاتِ ناعِس.

و جَزِیِرَهٌ (6)یَابِسَه ،فی بَحْرِ الرُّومِ ،و قال الحَافظ :

یابِسَهُ :جَزِیرَهٌ من جَزائرِ الأَنْدَلُسِ .

قلتُ :فی طریق من یَبْلُغُ من دَانِیَهَ یُرِیدُ مَیُورْقَهَ ،فیَلْقاها قبلَها، ثَلاثُونَ مِیلاً فی عِشْرِینَ مِیلاً. و بَهَا بَلْدَهٌ حَسَنَهٌ کثیرَهٌ الزَّبِیبِ ،و فیها تُنْشَأُ المَرَاکِبُ ،لِجَوْدَهِ خَشَبِهَا،و إِلیهَا نُسِب أَبو عَلِیٍّ ٍّ إِدْرِیسُ بن الیَمَانِ الیابِسِیّ الشاعِرُ المُفْلِق،فی حُدُودِ الأَرْبَعِین و أَرْبَعِمِائَهٍ کانَ بالأَنْدَلُس. و من المَجَاز: أَیْبِسْ یا رَجُلُ ، کأَکْرِمْ ،أَی اسْکُتْ .

و أَیْبَسَتِ الأَرْضُ : یَبِسَ بَقْلُهَا ،فهی مُوبِسَهٌ ،نقله الجَوْهَرِیّ عن یَعْقُوب.

و أَیْبَسَ الشَّیْ ءَ:جَفَّفَه، کیَبَّسَهُ فایْتَبَس (7)،الأَخِیرُ عن ابنِ السَّرّاجِ ،و شاهِدُ الأَوّل فی قولِ جَرِیر:

فلا تُوبِسُوا بَیْنِی و بَیْنَکُمُ الثَّرَی

فإِنّ الَّذِی بینِی و بَیْنَکُمُ مُثْرِی

و هو مَجَاز،کما صَرَّح به الزّمَخْشَرِیّ .

و أَیْبَسَ القَوْمُ :صَارُوا ،و فی بعض النُّسَخ سارُوا، فی الأَرْضِ الیَابِسَه ،کما یُقَال:أَجْرَزُوا:إِذا سَارُوا فی الأَرْضِ الجُرُزِ،کما فی الصّحاحِ .

و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

شَیْ ءٌ یَبُوسٌ ،کصَبُورٍ:أَی یَابِسٌ ،قال عَبِیدُ بنُ الأَبْرَصِ :

أَمّا إِذا اسْتَقْبَلْتَهَا فَکَأَنَّهَا

ذَبُلَتْ مِنَ الهِنْدِیّ غَیْرَ یَبُوسِ

أَرادَ قَنَاهً ذَبُلَت (8)،فحَذَفَ المَوْصُوف.

و کذلِک شَیْ ءٌ یَبَاسٌ ،أَی یَابِسٌ ،و منه قَوْلُهُم:«أَرَطْبٌ أَمْ یَبَاسٌ »فی قِصَّهٍ تَقَدّم ذِکْرها.

و جَمْع الیابِس یُبَّس ،قال:

أَوْرَدَها سَعْدٌ علیَّ مُخْمِسَا

بِئراً (9)عَضُوضاً و شِنَاناً یُبَّسَا

و أْتَبَسَ یَأْتَبِسُ کیَبِسَ و اتَّبَس .

و یقال:أَرْضٌ یَبْسٌ ،بالفتح: یَبِسَ مَاؤُهَا و کَلَؤُهَا، و یَبَسٌ ،بالتَّحْرِیک:صُلْبَهٌ شَدِیده.

و طَرِیقٌ یَبَسٌ :لا نُدُوَّهَ فیه و لا بَلَل،و منه:

إِنّ السَّفِینَهَ لا تَجْرِی علی الیَبَسِ

و الشَّعرُ الیَابِسُ (10):أَرْدَؤُهُ ،لا یُؤَثِّر فیه دُهْنٌ و لا مَاءٌ،و هو مَجَاز.

ص:51

و وَجْهٌ یَابِسٌ :قَلِیلُ الخَیْرِ،و هو مَجاز.

و أَتَانٌ یَبْسَهٌ و یَبَسَهٌ : یَابِسَهٌ ضَامِرَه.

و کَلَأٌ یَابِسٌ .

و یَبِسَ ما بَیْنَهما:تَقَاطَعَا،و هو مَجازٌ،و منه قَولُهُم:

لا تُوبِسِ الثَّرَی بَیْنِی و بَیْنَکَ .

و أُعِیذُکَ باللّهِ أَن تُیَبِّسَ رَحِماً مَبْلُولَهً .

و بَیْنَهما ثَدْیٌ (1)أَیْبَسُ ،أَی تَقَاطُعٌ .

و العِرْق الیَبِسُ (2):الذَّکَرُ،حکاه اللِّحْیَانِیّ .

و یَبِسَتْ الأَرْضُ :ذَهَب ماؤُهَا و نَدَاهَا.

و أَیْبَسَتْ :کَثُرَ یَبَسُهَا .

حَجَرٌ یابِسٌ ،أَی صُلْبٌ .

و رَجُلٌ یَابِسٌ و یَبِیسٌ :قَلیلُ الخَیْرِ،و هو مَجاز.

و یقال:سَکْرانُ یَابِسٌ :لا یَتَکَلّم من شِدّهِ السُّکْر،کأَنَّ الخَمْرَ أَسْکَتَتْه لحَرارَتِهَا،و حَکَی أَبو حنیفهَ ،رَحِمَه اللّه:

رجُلٌ یَابِسٌ من السُّکْر.قال ابنُ سِیدَه:و عندی أَنَّهُ سَکِرَ جِدّاً حتَّی کأْنَّه ماتَ فجَفَّ .

و أَبُو مُحَمّدٍ عبدُ اللّه بنُ عَبْدِ الرّحمن العُثْمَانِیّ الإِسْکِنَدرَانِیّ ،یُعْرَفُ بابن أَبِی الیَابِس :مُحَدِّثٌ مشهورٌ.

و وَادِی الیَابِس :مَوضعٌ ،قیل إِن منه یَخْرُج السُّفْیَانِیّ فی آخِرِ الزَّمَانِ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَاب: یُقَالُ لِلحارِضِ من القَوْمِ الضَّعِیفِ : أُتَیْشَهٌ ،کجُهَیْنَه ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیّ ،رَحِمَهُ اللّه،و سَیَأْتِی له أَیْضاً فی«و ت ش»أَنّهُ یُقَال له وَتَشَهٌ أَیْضاً.

الشَّهِیدِیّ .و القُدْوَهُ شَرَفُ الدِّینِ عَلِیُّ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِیٍّ الوَاعِظ ،نَزِیلُ خُجَنْدَ.

الأُوشِیُّونَ ،ذکرَهم أَبو عَلِیّ الفَرَضِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

وَادِی آش ،بالمَدّ:وَادٍ بالأَنْدَلُس،من کُورَه أَلْبِیرَهَ ، و بَیْنَهَا و بین غَرْنَاطَهَ أَرْبَعُون فَرْسَخاً.

و قَصْرُ آش :مَوْضِعٌ آخَرُ بِهَا.

و إِلی وَادِی آش یُنْسَب العلاّمهُ أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ جابرٍ الأَنْدَلُسِیّ الوَادِی آشِیّ ،من المُحَدّثِینَ .

أَعْرِفُ بَحَشَ فی الکلامِ ،و أَوْرده الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللِّسانِ فی«ب ه ش»استِطّراداً،و لا یَخْفَی أَنّ مِثْلَ هذا لا یکونُ مُسْتَدْرَکاً به علی الجوَهرِیّ .

بَکْرِ بنِ وَائِلِ ،و الصَّوَاب ذِکْرُ الحارِث بَدَلَ ذُهْلٍ ،فإِنّه ثالِثُ الإِخْوَه،و أَمّا ذُهْلٌ فإِنّه وَلَدُ شَیْبَانَ ،کما حَقَّقه ابن الکَلْبِیّ (1)،لُقِّبَت لبَرَشٍ أَصَابَهَا ،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ، أَوْ لِمَا جَرَی بَیْنَها و بَیْنَ ضَرَّتِهَا،و هُمْ بَنُو البَرْشَاءِ ،و اسمُهَا رَقَاشِ بنتُ الحارِثِ بن عُبَیْدِ (2)بن غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ ،و قال النابِغَهُ الذُّبْیَانِیّ :

و رَبِّ بَنِی البَرْشَاءِ ذُهْلٍ و قَیْسِها

و شَیْبَانَ حَیْثُ اسْتَبْهَلَتْهَا المَنَاهِلُ

و یروی:

«فَعَمْرُ بَنِی البَرْشَاءِ ...»

و

...«حَیْثُ اسْتَبْهَلَتْهَا (3)

السّواحِل».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ابْرَشَّ الفَرَسُ ابْرِشَاشاً ،ذَکَرَه الجَوْهَرِیّ .

و شَاهٌ بَرْشاءُ :فی لَوْنِهَا نُقَطٌ مختَلِفه.و حَیَّهٌ بَرْشاءُ ،أَیْ رَقْطاءُ.

و بُرْشَانُ :اسْمُ .

و الأَبْرَشِیَّهُ :مَوْضِعٌ ،أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِیَّهِ نَظْرهً

و طَرْفِی وَرَاءَ الناظِرِینَ قَصِیرُ

قُلْت:و هو قَوْل الأُحَیْمِرِ السَّعْدِیّ ،و المَوْضِع مَنسوب إِلی الأَبْرَشِ .

و بَرَاش (4)،و بُرَیْش ،کسَحَاب و زُبَیْر:حِصْنَان من حُصُون صَنْعَاءِ الیَمَنِ ،نقله الصّاغَانِیّ .

قلتُ :و بَرَاشٌ هذا علی جَبَلِ نُقُم (5)مُطِلٌّ علی صَنْعَاء، و برَاش أَیْضاً:حِصْنٌ آخَرُ من نَوَاحِی أَبْیَنَ لابن العُکَیْم (6).

و بَرْشانَهُ ،بالفَتْح:من قُرَی إِشْبِیلِیَهَ ،بالأَنْدلُس،منها أَبو عَمْرو أَحْمدُ بنُ محمَّدِ بنِ هِشَامِ بن جَهْوَر البَرْشَانِیّ ،روی عن أَبِیه و عَمِّه،و عنه محمَّدُ بنُ عبدِ اللّه الخَوْلانِیّ . و الأَبْرَشُ :لَقَبُ سَعِیدِ بنِ الوَلِیدِ الکَلْبِیّ ،صاحِب هِشَام،و هو وَلَد عَمْرِو بنِ جَبَلَهَ ،الَّذِی وَفَدَ علی النّبیّ صَلَّی اللّه تَعَالَی علیه و سلَّم.

و الشَّمْسُ محمّدُ بنُ محمَّدِ بنِ بُرَیْشٍ ،کزُبَیْرٍ،البَعْلِیّ الخُضْرِیّ ،حَدّث.

و بَرِّشُو،بالفَتْح ثُمَّ الکَسْر و التّشدید،اسمُ نَهْرٍ بین المَوْصِل و إِرْبِل.

و بُرْشانُ ،بالضّمّ :بلد أَو قَبِیلَه،و سیأْتی للمصَنّفِ فی النون.

الجَوْهَرِیّ ،قالَ ابنُ فارِسٍ :هو البَعُوضُ یَلْکَعُ الناسَ ، و أَنشد:

لَقَدْ لَقِینَا بالبِلاَدِ شَرّا

و بَرْغَشاً یَلْسَعُ لَسْعاً مُرَّا

و منه قَوْلُ بعضِهِم:

ثَلاثُ باءَاتٍ بُلِینَا بِهَا

البَقُّ و البُرْغُوثُ و البَرْغَشُ

و قال أَبو زَیْدٍ: ابْرغَشَّ الرّجُلُ مِنْ مَرَضِهِ ،إِذا بَرَأَ و انْدَمَلَ ،و قَامَ و مَشَی و کَذلک اطْرَغشَّ ،قالَهُ الأَزْهرِیّ ، رَحِمَه اللّه تَعَالَی.

و نَحَرُوا جَزُوراً إِکراماً له، فَراحَ ابنُ بَرَاقِشَ إِلی أَبِیهِ بِعرْقٍ منْ جَزُورٍ و نص ابن القُطامِیّ :فرَاحتْ بَراقِشُ بِعَرْقٍ من الجَزُورِ،فدَفعتْهُ لزوجِها، فأَکَلَ لُقْمانُ ،فقالَ :ما هذَا،فَما تَعَرَّقْتُ طَیِّباً مِثْلَه قَطُّ؟ فقالَ :جَزُورٌ نَحَرَها أَخْوالِی ،و نصُّ ابنِ القُطَامِیّ :فقالت بَرَاقِشُ :هذا من لحْم جَزُورٍ،قال:أَوَ لُحُومُ الإِبِلِ کُلِّها هکذا فی الطِّیبِ ؟قالت:نَعَم، فَقالَتْ :

جَمِّلُوا ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّوَابُ (1)«جَمِّلْنَا و اجْتَمِلْ »، فأَرْسلْتَهَا مَثَلاً، أَی أَطْعِمْنَا الجَمَلَ و اطْعمْ أَنْتَ مِنْهُ ،و کَانَتْ بَرَاقِشُ أَکْثَرَ قَوْمِهَا بَعِیراً،فأَقْبَلَ لُقْمَانُ علی إِبِلِهَا و إِبِلِ أَهْلِهَا، فَأَشْرَعَ فِیهَا،و فَعَلَ ذلِکَ بنُو أَبِیهِ لمّا أَکَلُوا لَحْمَ الجَزُورِ ،هکذا فی النُّسخ،و الصَّوَابُ لُحُومَ الجَزُورِ، فقِیلَ :«عَلَی أَهْلِهَا تَجْنِی بَراقِشُ » ،فصارَتْ مَثَلاً.

و بَراقِشُ و هَیْلانُ :جبَلانِ ،عن أَبِی عَمْرٍو، أَو وَادِیَانِ ، عن الأَصْمَعِیّ ، أَو مدِینَتَانِ عادِیَّتَانِ بالیَمنِ خَرِبَتَا ،و هذا الأَخِیرُ هُو قَوْلُ أَبِی حَنِیفَه الدِّینَوَرِیّ ،قال:زَعَمُوا.و قال النّابِغَهُ الجعْدِیّ یَذکر امْرأَهً :

یُسَنُّ بالضِّرْوِ من بَرَاقِشَ أَو

هَیْلانَ أَو ضَامِرٍ من العُتُمِ

أَیْ یُسَوَّکُ ،و یُرْوَی«نَاضِر»کذا فی التّکْمِلَهِ ،و فی المُعْجَم:یَسْتَنّ (2)،و قال:یَصِفُ بَقَراً،قال:و الضِّرْوُ:

شَجَرٌ یُسْتَاکُ به،و العُتْمُ :شَجَرُ الزَّیْتُونِ ،قال الصَّاغانیّ :

و رَوَاه الجاحِظُ :

و یَرْتَعِی الضِّرْوَ مِنْ بَرَاقِشَ ..

إِلی آخره،قال:

و لیستْ رِوَایَتُه بشَیْ ءٍ.

و بَرْقَشَ عَلیَّ فی الکَلاَمِ :خَلَّطَهُ .

و بَرْقَشَ فی الأَکْلِ :أَقْبَلَ عَلَیْه ،و هذانِ قد ذَکَرَ مَصْدَرَیْهِمَا آنِفاً،و تفریقُ المَصَادِرِ من الأَفْعَالِ غیرُ مُناسِب. أو خَلَّطه (3).

و کَذا قولُه البَرْقَشَهُ ،و فی بَعْضِ النُّسَخ (4)،أَو البَرْقَشَهُ :

التَّفَرُّقُ ،قد تقَدَّمَ بِعَیْنِه قریباً،فهو تَکْرارٌ مَحْضٌ . و البَرْقَشَهُ : اخْتِلافُ لَوْنِ الأَرْقَشِ .

و یُقَال: تَبَرْقَشَ لَنَا ،أَی تَزَیَّنَ بأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَهٍ مِنْ کُلّ لونٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

بَرْقَشَ الرّجُلُ بَرْقَشَهً :وَلَّی هارِباً.

و البَرْقَشَهُ :شِبْهُ تَنْقِیشٍ بأَلْوَانٍ شَتَّی،و بَرْقَشَهُ :نَقَشَه.

و تَبَرْقَشَ النَّبْتُ :تَلَوَّنَ ،و تَبَرْقَشَتِ البِلاَدُ:تَزَیَّنَت، و تَلَوَّنَتْ ،و أَصلُه من أَبِی بَرَاقِشَ .

و یُقَال:تَرَکْتُ البِلادَ بَرَاقِشَ ،أَی ممتَلِئَهً زَهْراً مُخْتَلِفَه مِنْ کلّ لَوْنٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنشَدَ للْخَنْسَاءِ تَرْثِی أَخَاهَا:

تَطَیَّرَ حَوْلِی و البِلادُ بَرَاقِشٌ (5)

بأَرْوَعَ طَلاّبِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ

و یُرْوَی:تُطَیِّرُ،أَی تُسْرِع و تَعْدُو.

و قِیل:بلادٌ بَرَاقِشُ :أَیْ مُجْدِبَهٌ خَلاءٌ،کبَلاَقِعَ :سَوَاءٌ، فإِنْ کَانَ کذلِکَ فهُوَ من الأَضْداد.

و المُبْرَنْقِشُ :الفَرِحُ المَسْرورُ کالمُبْرَنْستِقِ .

و ابْرَنْقَشَت العِضَاهُ :حَسُنَت.

و ابرَنْقَشَت الأَرْضُ :اخْضَرَّتْ .

و ابْرَنْقَشَ المَکَانُ :انْقَطَعَ عن غَیْرِه.

و حَکَی أَبُو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِیّ ،عن أَبِی عَمْرِو بن العَلاَءِ أَنّ بَرَاقِشَ و مَعِینَ مَدِینَتان بُنِیَتَا فی سَبْعِینَ أَو ثَمَانِینَ سَنَهً ،و قد فَسَّرَهما الأَصْمَعِیُّ فی شِعْرِ عَمْرِو بنِ مَعْدِیکَرِب، و هُمَا مَوْضِعَان،و هو:

دَعانَا من بَراقِشَ أَوْ مَعِینٍ

فأَسْرَعَ و اتْلأَبَّ بِنَا مَلِیعُ (6)

ص:60

و فسّرَ أَتْلأَبَّ باسْتَقَامَ ،و المَلِیعَ بالمُسْتَوِی من الأَرْض، و زاد فی المعجَمِ :کان بعضُ التَّبَابِعَهِ أَمَرَ ببِنَاءِ سَلْحِینَ فبُنیَ فی ثَمَانِینَ عاماً،و بُنی بَرَاقِشُ و مَعِینُ بغُسَالَهِ أَیْدِی صُنّاعِ سَلْحِینَ ،و لا تَرَی لِسَلْحِینَ أثَراً،و هَاتَانِ قائِمَتَانِ .

قلتُ :و الظّاهِرُ أَنَّهما غَیْرُ اللَّتَیْنِ ذَکَرَهُمَا المُصَنِّف،من وُجُوهٍ ،فتَأَمَّلْ .

قال الزَّمَخْشَرِیّ :و یُقَالُ للمُتَلَوِّنِ :أَبُو بَرَاقِشَ .

و بُرْقَاشُ ،بالضّمِّ :من القُرَی المِصْریّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

البَشِیشُ ،کأَمِیرٍ: البَشَاشَهُ .

و قال أَبو زَیْدٍ:یُقَال:جاءَ بالمالِ مِنْ عَشِّه و بَشِّهِ ،و عَسِّه و بَسِّه:أَی من حیْثُ شَاءَ،و قِیلَ :من جَهْدِه و طاقَتِه.

و بَشَّ له بخَیْرٍ:أَعْطَاهُ ،و هو مَجَاز.

و بنُو بَشَّهَ :بطْنٌ من بَلْعَنْبَر،کَما فی العُبَاب.

و بِشْبِیش ،بالکَسْر:قَرْیَهٌ بالقُرْب من المَحَلَّه،منها:

الشّمْسُ محمَّدُ بنُ عُبَیْدِ بنِ سَلْمَانَ بنِ أَحْمَدَ البِشْبِیشیّ ، الشّافِعیّ ،نَزِیلُ مکّهَ ،ولد سنه 837،و أَخَذَ العِلْم عن البُلْقِینِیِّ و غیرِه،و سافَرَ الیَمَنَ و الحَبَشَهَ ،و حَدَّثَ .

و من المُتَأَخِّرِین:شَیْخُ مَشَایِخِ بَعْضِ شُیُوخِنَا الشِّهَابُ أَحمَد بن عَبْدِ اللَّطِیفِ البِشْبِیشِیّ ،أَحَدُ المُکْثِرِینَ من الحَدِیثِ ،حَدَّث عن الشَّمْسِ البَابِلِیِّ ،و غیرِه،رَحِمَهم اللّه تَعَالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

بُغِشَتِ الأَرْضُ ،کعُنِیَ ،فهِیَ مَبْغُوشَهٌ :أَصَابَهَا بَغْشٌ من المَطَر.

و البَغْشَه :السَّحَابَهُ .

و البُغَاشُ ،کغُرَابٍ :أُمَّهٌ من الأُمَمِ ،من وَلَدِ برناطِل أَخِی سام.

و باغِش ،کصاحِبٍ من قُرَی جُرْجَانَ ،نَقَلَه أَبو سَعِید (1)، و منها أَبُو العَبّاسِ أَحمدُ بنُ مُوسَی بن باغیش الجُرْجَانِیٌ عن أَبِی نُعَیْمٍ الأَسْتَراباذِی.

بالضِّدِّیّهِ ،و لِذَا قالَ فی العُبَابِ :و لا یُقَالُ لِبَنِی الأَبِ إِذا اجْتَمَعُوا: بَوْشٌ ،فتَأَمَّلْ .

و البَوْشُ : طَعَامٌ بمِصْرَ من حِنْطَهٍ و عَدَسٍ ،یُجْمَعُ و یُغْسَلُ فی زِنْبِیل،و یُجْعَلُ فی جَرَّهٍ ،و یُطَیَّنُ ،و یُجْعَل فی التَّنُّورِ و یُؤْکَل،کَأَنَّه سُمِّیَ به لاِخْتِلاطِه.

و البَوْشُ : ضَجِیجُ الأَخْلاطِ من النّاسِ ،و هُمُ الغَوْغَاءُ و قَدْ بَاشُوا بَوْشاً .

و یُقَالُ : تَرَکْتُهُم هَوْشاً بَوْشاً ،أَیْ مُخْتَلِطِینَ فی بَعْضِهِم.

و أَبُو القَاسِم یَحْیَی بنُ أَسْعَدَ بنِ یَحْیَی بْنِ بَوْشٍ البَوْشِیُّ ،نِسْبَه إِلی جَدِّه: مُحَدِّثٌ .

و البَوْشِیُّ :الفَقِیرُ المُعِیلُ :الکَثِیرُ العِیَالِ .

و رَجُلٌ بَوْشِیٌّ :کثیرُ البَوْشِ ،و أَنْشَد الجَوْهَرِیُّ لأَبی ذُؤَیْبٍ :

و أَشْعَثَ بَوْشِیٍّ شَفَیْنَا أُحَاحَهُ

غَدَاتَئِذٍ ذی جَرْدَهٍ مُتَمَاحِلِ

قَالَ أَبو سَعِید: بَوْشِیٌّ :ذُو بَوْشٍ و عِیَالٍ .

و البوْشِیُّ : مَنْ هُوَ مِنْ خُمّانِ النّاسِ و دِهْمائهِم ،کَأَنَّهُ لکَثْرهِ بَوْشِهِم،أَی صَخَبِهِم، و یُضَمُّ ،و هکذا روَاه بعْضُهُم فی قَوْلِ أَبی ذُؤَیْبٍ .

و بَاشَ فُلاناً ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و الَّذِی فی التَّکْمِلَه:بَاوَشَهُ ،إِذا أَهْوی لَهُ بِشَیْ ءٍ ،عن ابنِ عَبّادٍ، و کَذلِک تَبَاهَشَ ،کَمَا سَیَأْتِی.

و تَبَاوَشَا تَنَاوَشَا ،بِمَعْنًی (1).

و لا یَنْباشُ مِنْ شَیْ ءٍ،أَی لا یَنْحاشُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و قیل: لا یَنْقَبِضُ مِنْ شَیْ ءٍ.

و بَوَّشُوا تَبْوِیشاً،و تَبَوَّشُوا :کَثُرُوا،و اخْتَلَطُوا ،نَقَله ابن دُرَیْدٍ (2).

و بُوشُ ،بالضّمّ :ه،بِمِصْرَ من أَعْمَالِ البَهْنَسَا (3)، یُنْسَبُ إِلَیْهَا ثِیَابٌ بُوشِیَّهٌ تُجْلَب إِلَی مِصْرَ و أَعْمَالِهَا.

و عَلِیُّ بنُ إِبْرَاهِیمَ البُوشِیُّ ، المُحدِّثُ ،عن مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الرّحْمنِ الحَضْرَمِیّ ،و عَنْهُ ابنُ نُقْطَهَ .

و فَاتَه:عَوَضُ بنُ مَحْمُودٍ البُوشیّ ،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَه، و حمودی بن وَشْوَاشٍ البُوشِیّ سَمِعَ منه المُنْذِرِیّ ،و نُسِب إِلیها أَیضاً جَمَاعَهٌ تَأَخَّرُوا،من أَهْلِ مِصْر.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

باشَ یَبُوشُ بَوْشاً ،إِذا خَلَطَ ،قاله الفَرّاءُ.

و بَاشَ یَبُوشُ بَوْشاً ،إِذا صَحِبَ البَوْشَ ،و هُم الغَوْغَاءُ، عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و جاءَ بالبَوْشِ البَائشِ :الکثیر.

و یَحْیَی بنُ أَسْعَدَ بنِ مَمّاتِیّ بن بَوْش ،بالفَتْح،أَبُو القَاسِم،الخَبّازُ البَوْشِیّ .

و بَهَشَ الرَّجُلُ إِلی شَیْ ءٍ بَهْشاً : تَنَاولَ الشَّیْ ءَ لِیَأْخُذَه و لَمْ یَأْخُذْه.

و بَهَشَ الرَّجُلُ ،إِذا تَهَیَّأَ للبُکَاءِ وَحْدَه قالَه أَبو عَمْرٍو.

و بَهَشْتُ إِلی الرّجُلِ ،و بَهَشَ إِلَیَّ :تَهَیَّأْتُ لِلْبُکَاءِ،و تَهَیَّأَ لَهُ .

و (1) بَهَشَ ،إِذَا تَهَیَّأَ للضَّحِکِ ،أَیْضاً ،فأَصْلُ البَهْشِ :

الإِقْبَالُ عَلی الشَّیْ ءِ.

و بَهَشَ بِیَدِه إِلیَه یَبْهَشُ بَهْشاً ،و بَهَشَه بِهَا: مَدَّهَا لِیَتَنَاوَلَه ، نالَتْهُ أَو قَصُرَتْ عنه.

و قالَ اللَّیْث: بَهَشَ القَوْمُ و بَحَشُوا: اجْتَمعُوا، کتَبَهَّشُوا ، قالَ الأَزهریّ :و هذا و هَمٌ ،و الصَّوَابُ :تَهَبَّشُوا و تَحَبَّشُوا، إِذا اجْتَمَعُوا،و لا أَعْرِفُ بَحَشَ فی کَلاَم العَرَب.و قد تَقَدَّم.

و بُهَیْشٌ ،کزُبَیْرٍ:جَدُّ ذِی الرُّمَّهِ ،الشاعر،و هو غَیْلانُ بنُ عُقْبَهَ بن بُهَیْشٍ العَدَوِیّ ،و یُقَالُ فیه:نَهْشَلٌ .

و عَلِیُّ بنُ بُهَیْشٍ الکُوفِیّ : مُحَدِّثٌ ،عن مُصْعَبِ بن سَلام،وَ عَنْهُ یَحْیَی بنُ زَکَریّا بنِ شَیْبَانَ .

و سَمَّوْا بَهْوَشاً ،کجرْوَلٍ ،و منه بَهْوشُ بنُ جَذِیمهَ بنِ سَعْدِ بن عِجْلِ بن لُجَیْمٍ ،و أُمُّه مِنْ بَنی حَنِیفَهَ ،قالَه ابنُ الکَلْبِیّ .

و سَیْرٌ مُبَهَّشٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أَیْ سَرِیعٌ .

و تَباهشَا بَینهُمَا الشَّیْ ءَ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و فی التَّکْمِله بشَیْ ءٍ: أَهْوَی کُلّ وَاحِدٍ مِنْهما إِلَی الآخَرِ بشَیْ ءٍ ، عن ابن عَبّادِ.

و فی المُحْکَم: تَبَاهَشَا ،إِذا تَنَاصَیَا برُءُوسِهِمَا.

و قد بَهَشَ الرّجُلَ ،کأَنَّهُ یَتَنَاوَلَهُ لیَنْصُوَه،عن ابن عبّادٍ، یُقَال:نَصَوْتُ الرَّجُلَ نَصْواً،إِذا أَخَذْتَ برَأْسِهِ ،و لِفُلاَنٍ رَأْسٌ طَوِیلٌ ،أَیْ شَعرٌ طَوِیلٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

البَهْشُ :المُسَارَعَهُ إِلَی أَخْذِ الشیْ ءِ،و رَجُلٌ بَاهِشٌ و بَهُوشٌ .

و قال أَبو عُبَیْد:یُقَال للإِنْسَان إِذا نَظَر إِلَی شیْ ْءٍ فأَعْجَبَهو اشْتَهَاه،فتَنَاولَه و أَسْرَع نَحْوَهُ و فَرِحَ به: بَهَشَ إِلَیْهِ .و قَالَ المُغِیرَهُ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِیمِیُّ :

سَبَقْتَ الرِّجَالَ البَاهِشِینَ إِلی النَّدَی

فَعَالاً و مَجْداً و الفَعَالُ سِبَاقُ

و بَهَشَ القَوْمُ إِلَی بَعْضٍ بَهْشاً ،و هُو مِنْ أَدْنَی القِتَال.

و بَهْشُ الصَّقْرِ الصَّیْدَ:تَفَلُّتُه علیه.

و بَهَشَتْه ،و بَهَشَتْ إِلَیْکَ الحَیَّهُ :أَقْبَلَتْ إِلَیْکَ تُرِیدُکَ (2).

و ابْتهَشَ ابْتِهَاشاً :ابْتَهَجَ و فَرِحَ .

و رَجُلٌ بَهِشٌ ،ککَتِفٍ :حَنُونٌ .

و بَهَشَ بهِ :فَرِحَ ،عن ثَعْلَب.

و فی الصّحاح:و یُقال:إِذا کانُوا سُودَ الوُجوهِ قِبَاحاً:

وُجُوهُ البَهْشِ .انتهی.

قُلْتُ :و منه

16- حَدِیثُ العُرَنِیِّین: «اجْتَوَیْنَا المَدِینَهَ ،و انْبَهَشَت لُحُومُنَا».

و بَهْوَاشُ :بمصر،قَرْیَهٌ من أَعْمَالِ المُنُوفِیّه.

رِوَایَه:قال لِرَسُول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم«إِنَّ خَیْرَ الماءِ الشَّبِم،و خَیْرَ المالِ الغَنَم،و خیرَ المَرْعَی الأَراکُ و السَّلَم،إِذا أَخْلَف کانَ لَجِینا،و إِذا سَقَط کان دَرِینَا،و إِذا أُکِلَ کان لَبِینا» (1).

و البِیشُ ،بالکَسر:نَبَاتٌ ببلادِ الهِندِ، کالزَّنْجَبِیلِ رَطْباً و یَابِساً و اصْلَحُه العَرَبِیّ ،و هوَ فی غَایَهِ الحَرَارَهِ و الیُبْسِ و الحِده،یُذْهِبُ البرَص و طِلاَءً،و یَنْفعُ من الجُذَامِ ،مع أَدْوِیهٍ أُخَر،و أَکْثَرُ ما یُسْتَعْمَل منه مَع أَدْویهٍ أُخَرَ علَی ما ذَکَره و قَدَّره إِسْحاقُ إِلَی قَدْرِ دَانِقٍ (2)،و قَال صاحِبُ المنْهَاج:

و أَظُنّ أَنَّ هذَا القَدْرَ خَطرٌ جِدّاً. و رُبّمَا نَبَتَ فِیه سَمٌّ قَتّالٌ لکُلِّ حَیوَانٍ ،و أَشَدُّ مَضَرَّتِه بالدِّماغ،و یَعْرِضُ عنه وَرَمُ الشَّفَتَیْن و اللِّسَانِ ،و جُحُوظُ العَیْنَیْن،و دُوارٌ و غَشْیٌ ،و رِیحُهُ قَدْ یُصَدِّع،و إِذا سُقِیَ عصِیرَه النُّشَّابُ قَتَل منْ یُصِیبُه فی الحالِ ، و تِرْیاقُه فَأْرَهُ البِیشِ ،و یُقَال لهَا: بِیش یُوس،و هو حَیوان کالفَأْرِ،یسْکُنُ فی أَصْلِ البِیش ،و هُوَ تِرْیاقٌ ،یُقَال:

إِنَّهَا تَتغَذَّی به (3)،و السُّمَانَی تَتغَذَّی به أَیْضاً. علی ما یُقَالُ و لا تموتُ ،و منه المَثَلُ :«أُعْجبُ منْ فَأْرَهِ البِیشْ ،تَتَغذی بالسَّمُوم و تَعِیشُ ». و دوَاءُ المِسْکِ یُقَاوِمُه ،مِنْ بَیْنِ المَعْجُونَات،یُؤْخذ مِنْه مع قِیراطِ مِسْکٍ ،و یُدَاوَی بِهِ مَنْ سُقِیَ منه أَیْضاً بالقیْ ءِ بسَمْنِ البَقَرِ،و بزْرِ السَّلْجَمِ ،ثُمَّ البادزَهْر،أَو الْمِسَک مع البَادزَهْر.

و قال أَبو زَیْدٍ: بَیَّشَ اللّه وَجْهَهُ و سَرَّجه،بالجِیم،أَیْ بَیَّضَهُ و حَسَّنَهُ ،و أَنشد:

لَمّا رأَیْتُ الأَزْرَقَیْنِ أَرَّشَا

لا حَسَنَ الوجْهِ و لا مُبَیَّشَا

*و ممّا یُسْتدْرَک علیه:

بِیش ،بالکَسْر:بَلَدٌ بالیَمَنِ قُرْبَ دَهْلَکَ .

و جَاءَ أَیْضاً فی شِعْرِ عَمْرِو بن الأَیْهَمِ ،فی قَتْل عُمَیْرِ بنِ الحُبابِ ،و هو قُتِل بالجَزِیره،فیَقْتَضِی أَنْ یکونَ أَیْضاً مَوْضِعاً بالجَزِیره،فتأَمّلْ .

و بِیش مُوسَی (4)،أَیضاً:حَشِیشَهٌ تَنْبُتُ مع البِیشِ ،و هوأَعْظَمُ تِرْیَاقِ البِیشِ ،مع أَنَّ له جمیعَ مَنَافعِ البِیشِ فی البَرَصِ و الجُذَامِ ،و هو تِرْیَاقٌ لِکُلِّ سُمِّ ،و لِلأَفَاعِی،ذکرَه صاحبُ المِنْهَاج.

و الشّمْسُ محمّدُ بنُ محمَّدِ بن أَحْمَدَ بن عُمَرَ البِیشِیّ ، سَمِعَ علی الزَّیْنِ العِرَاقِیّ ،مات سنه 854.

جِدًّا،و قال الصّاغَانِیُّ :لم أَجِدْهُ فی کِتَابِ الجَمْهَرَهِ لابنِ دُرَیْدٍ.

ذلِکَ قبلَ أَنْ یُفْطَم، ج: جِحَاشٌ و جِحْشَانٌ ،بِکَسْرِهما، و هی بهاءٍ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الجَحْشُ مِنْ أَوْلادِ الحَمِیرِ، حِینَ تَضَعُه أُمُّه إِلی أَن یُفْطَمَ من الرَّضاعِ ،فإِذَا اسْتَکْمَلَ الحَوْلَ فهو تَوْلَبٌ .و زادَ فی الجُمُوعِ : جِحَشَه .

و و رُبَما سُمِّیَ مُهْرُ الفَرَسِ جَحْشاً :تَشْبِیهاً بِوَلَدِ الحِمَارِ.

و الجَحْشُ : الجَفَاءُ و الغِلَظُ .

و الجَحْشُ : الجِهَادُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،قالَ :و قد تُحَوَّل الشِّین سِیناً و أَنشدَ:

یَوْماً تَرَانَا فی عِرَاکِ الجَحْسِ

تَنْبُو بأَجْلادِ الأُمُورِ الرُّبْسِ

و قد تَقَدَّم.

و الجَحْشُ : الظَّبْیُ ،فی لُغَه هُذَیْلٍ ،عن ابنِ عبّادٍ.

و جَحْشٌ : صَحَابِیٌّ جُهَنِیٌّ ،مَجْهُولٌ ،بل مَعْدُومٌ ،رَوَی ابنُه عَبْدُ اللّه عنه،و حَدِیثُ (1)الصَّحِیح مَجِیئُه عن ابنِ عَبْدِ اللّهِ بن أُنَیْس عن أَبِیه،کما فی مُعْجَم ابن فَهْدٍ.

و زَیْنَبُ أُمُّ المُؤْمِنِینَ و أَخَواها عَبْدُ اللّه و عَبْدٌ ،و أُخْتاهَا:

حَمْنَهُ و أُمُّ حَبِیبَهَ ، بَنُو جَحْشِ بن رِئَاب ،الأَسَدِیُّون مِنْ بَنِی غَنْم بنِ دُودَان بنِ أَسَد،أَمّا عَبدُ اللّهِ فکُنْیَتُه أَبو مُحَمّدٍ،و أُمُّه و أُمُّ أُخْتِه زَیْنَبَ أُمَیْمَهُ عَمَّهُ النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلّم،من السّابِقِینَ ،هَاجَرَ الهِجرَتَیْنِ ،و شهِدَ بَدْراً،و أَخُوهُ عَبْدٌ یُکْنَی أَبا أَحْمَدَ،حَلِیفُ بَنِی أُمیَّهَ ، رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُمْ . و أَمّا أَخُوهُمْ عُبَیْدُ اللّه بنُ جَحْشٍ فَقْد کان أَسْلَم ثُمَّ تَنَصَّرَ بأَرْضِ الحَبَشَه،و

14- فی کِتاب المُؤْتَلِف و المُخْتَلِفِ للدّارَقُطْنِیّ : و کان اسمُ جَحْشِ ابن رِئابٍ بُرَه،بالضَّمّ ،فقالت زَیْنَبُ لِرَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم:یا رَسُولَ اللّه لو غَیَّرْتَ اسْمَه،فإِنّ البُرَهَ صَغِیرَهٌ ،فقِیل:إِنَّ رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم قال لها:لوْ کانَ أَبوکِ مُسْلِماً لسمَّیتُه باسم من أَسماءِ أَهْلِ البَیْتِ ،و لکِنْ قد سَمَّیْتُه جَحْشاً . و الجَحْشُ أَکْبَرُ من البُرَهِ .کذا فی الرّوْضِ للسُّهَیْلِیّ . و الجَحْشُ :ه، بالخابُورِ ،کذا فی العُبَاب،و الَّذِی ضَبَطَه فی التَّکْملَهِ و جَوَّدَه أَنّها الجَحْشیَّهُ (2).

و الجَحْشَهُ :صُوفٌ یُجْعَلُ کحَلْقَهٍ ،یَجْعَلُه الرّاعِی فی ذِرَاعِه،و یَغْزِلُه ،عن ابن دُرَیدٍ و عِبَارَهُ الصّحاح:صُوفهٌ یَلُفُّها الرّاعِی علی یَدِه یَغْزِلُها،و قال غَیرُه:حَلْقَهٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ.

و الجَحْوَشُ ،کجَرْوَلٍ :الصَّبِیُّ قَبْلَ أَنْ یَشْتَدَّ ،کما فی الصّحاح،و أَنْشدَ للمُعْتَرِضِ السُّلَمِیِّ :

قَتَلْنا مَخْلَداً و ابْنَیْ حُرَاقٍ

و آخَرَ جَحْوَشاً فَوْقَ الفَطِیمِ

و قال غیره: الجَحْوَشُ :الغُلامُ السَّمِینُ ،و قِیلَ :هُوَ فَوقَ الجَفْرِ،و الجَفْرُ:فَوْقَ الفَطِیمِ و قال ابنُ فارِسٍ :و إِنّمَا زِیدَ فی بِنائه لِئَلاّ یُسَمَّی بالجَحْشِ ،و إِلاّ فالمَعنَی وَاحِدٌ.

و الجَحِیشُ ،کأَمِیرٍ: الشِّقُّ و النّاحِیَه ،عن شَمِر،و یُقال:

نَزَل فلانٌ الجَحِیشَ . و رَجُلٌ جَحِیشُ المَحَلِّ ،إِذا نَزَلَ ناحِیَهً عن النّاسِ ،و لمْ یَخْتَلِطْ بِهِمْ ،عن ابنِ دُرَیدٍ،و قال الأَعْشَی یَصِفُ رَجُلاً غَیُوراً عَلَی امرأَتِه:

إِذا نَزَلَ الحَیُّ حَلَّ الجَحِیشَ

حَرِیدَ المَحَلِّ غَوِیّاً غَیُورَا (3)

لَها مالکٌ کانَ یَخْشَی القِرَافَ

إِذَا خَالَطَ الظَّنُّ مِنْه الضَّمِیرَا

قال ابنُ بَرِّیّ :مَنْ رَوَاه: الجَحِیشُ ،بالرّفْعِ ،رَفَعَه بحَلَّ (4)،و مَنْ رَوَاه مَنْصوباً نصَبَه علی الظَّرْفِ ،کأَنَّه قالَ :

ناحِیَهً مُنْفَرِدَهً ،و قال أَبْو حَنِیفَه: الجَحِیشُ :الفَرِیدُ الَّذِی لا یُزاحِمُه فی دَارِه مُزاحِمٌ ،یُقال:نَزَل فُلانٌ جَحِیشاً ،إذا نزل حَرِیداً فَرِیداً.

و المَجْحُوشُ :مَنْ أُصِیبَ جَحِیشُه،أَی شِقُّهُ ،و لا یَکُون الجَحْشُ فی الوَجْهِ ،و لا فی البَدَنِ ،أَنشد شَمِر:

ص:68

لجَارَتِنا الجَنْبُ الجَحِیشُ و لا یُرَی

لِجَارَتِنا مِنّا أَخٌ و صَدِیقُ

و جِحَاشٌ ، ککِتَاب:ابنُ ثَعْلَبَهَ ،أَبُو حَیٍّ مِنْ غَطَفَانَ ، و هو ابنُ ثَعْلَبَهَ بنِ ذُبْیَانَ بنِ بَغِیضِ بنِ رَیْثِ بنِ غَطَفانَ ،قال الجَوْهَرِیّ :و هُمْ قَوْمُ الشَّمَّاخِ بن ضِرَار،قال الشاعِر:

و جَاءَتْ جِحَاشٌ قَضّها بقَضِیضِها

و جَمْعُ عُوَالٍ ما أَدَقَّ و أَلْأَمَا

و یُقال: هُوَ جُحَیْشُ وَحْدِه،کزُبَیْر ،أَی مُسْتَبدٌّ برَأْیهِ ، مستَأْثِرٌ بکَیْسه (1)لا یُشاوِرُ النّاسَ و لا یُخالِطُهُمْ ،و کذلِک عُیَیْرُ وَحْدِه.و هُوَ مَجَازٌ،یُشبِّهُونه فی ذلِک بالجَحْشِ و العَیْرِ، و هُوَ ذَمٌّ .

و جَاحَشَه جِحَاشاً : دَافَعَهُ ،قال اللَّیْث: الجِحَاشُ :

مُدَافعَهُ الإِنْسَانِ الشّیْ ءَ عن نفْسِه،و عن غَیْرِه،و قال غَیْرُه:

هو الجِحَاشُ و الجِحَاسُ ،و قد جَاحَشَهُ و جَاحَسَهُ :دافَعَهُ و قَاتَلَهُ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ شَهادَهِ الأَعضاءِ یَوْمَ القِیَامَهِ : «بُعْداً لَکُنَّ و سُحْقاً،فعَنْکُنَّ کُنْتُ أُجَاحِشُ ». أَی أُحامِی و أُدافِعُ .

وَ اجْحَنْشَشَ بَطْنُ الصَّبِیّ :عَظُمَ ،عن ابنِ عَبّادِ،و الأَوْلَی أَنْ یَقُول:و اجْحَنْشَشَ الصَّبِیُّ :عَظُمَ بَطْنُه،و قِیلَ :قَارَبَ الاحتِلامَ ،کمَا فی التَّکْمِلَه،و قِیل:إِذا احْتَلَمَ ،و قیل:إِذا شکّ فیه.

*یُسْتدرَک علیه:

الجَحْشُ :وَلَدُ الظَّبْیَهِ ،هُذَلِیّه،و هو مَجَاز،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :

بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّیْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها

فقد وَلِهَتْ یَوْمَیْنِ فَهْیَ خَلُوجُ

قلتُ :و یُرْوَی:خِشْفُها.

و بَیتٌ جَاحِشٌ :مُنْفرِدٌ عن الحَیّ .و الجِحَاشُ و المُجَاحَشَه :المُزَاوَلَه فی الأَمرِ،و المُزاحَمَه.

و الجِحَاشُ :القِتَالُ .

و قَد سَمَّوْا مُجَاحِشاً و جُحَیْشاً .

و من المَجَازِ: جَاحَشَ عن خَیْطِ رَقبَتِه،أَی عن نَفْسِه.و مِنْ أَمْثالهم:

الجَحْشَ لَمّا بَذَّکَ الأَعْیَارُ (2)

أَی سَبَقَک الأَعیَارُ فعَلَیْکَ بالجَحْشِ .یُضْرَبُ لِمَنْ یَطْلُبُ الأَمْرَ الکَثِیرَ فیَفُوتُه،فیُقالُ له،اطْلُبْ دونَ ذلِکَ .

تَقَدَّم ذِکْرَهُ فی«ج ح ش»،و لو قال کاجْحَنْشَشَ ،لأَصَابَ ، فتأَمَّلْ .

الزای،و نافِعُ بنُ الجُرَشِیّ ،و یَزِیدُ بن الأَسْوَدِ عن أَبِی عَمْرٍو،و أَیُّوبُ بنُ حَسّانَ الجُرَشِیّ عن الوضین بن عَطَاءٍ، و سُلَیْمَان بن أَحْمَد الجُرَشِیّ ،و أَبُو سُفْیَانَ الجُرَشِیّ ، و قَتادَهُ بنُ الفَضْلِ الجُرَشِیّ ،نَزِیل حَرّانَ .و غَیْرهم مِمَّنْ هُمْ مَذْکُورُون فی مَحَلِّهِم.

و جَرَشِیٌّ و حَرَشِیٌّ ،مُحَرّکتانِ بالجِیمِ و الحاءِ و الشین فیهما: ابْنا عَبْدِ اللّه بن عُلَیْمِ بن جَنَابٍ ،فی قُضَاعَهَ ،و أُمُّهما سُعْدَی،و بها یُعْرفانِ .

و الجِرِشَّی ، کالزِّمِکَّی:النَّفْسُ ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،قال الشّاعرُ:

بَکَی جَزَعاً مِنْ أَنْ یَمُوتَ و أَجْهَشَتْ

إِلَیْهِ الجِرِشَّی و ارْمَعَنَّ خَنِینُهَا

و الجَرِیشُ ، کأَمِیرٍ:الرَّجُلُ الصّارِمُ النّافِذُ ،کما تَقُول:

جَشِنٌ (1)عن اللَّیْثِ .

و الجَرِیشُ من المِلْحِ :ما لَمْ یُطَیَّبْ و هو المُتَفَتِّتُ ، کأَنَّهُ قد حَکَّ بعْضُه بعضاً.

و جَرِیش : اسمُ عَنْز.

و عَبْدُ قَیْسِ بنُ خُفَافِ بنِ عَبْدِ جَرِیش بن مُرَّهَ من عَمْرِو بن حَنْظَلَهَ التَّمِیمِیّ ، شَاعِرٌ و ابنُه جُبِیْله (2)بن عَبْدِ قیْس،له ذِکْر.

و جُرَیْش ،کزُبَیْرٍ:صَنَمٌ کانَ فی الجاهِلِیَّهِ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و هو غَلَط ،و الصَّوَابُ أَنّه کأَمِیرٍ،کما ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ و الحَافِظُ ،و زاد الأَخِیر:و إِلیه نُسِبَ عَبْدُ جَرِیش المَذْکُور،وَالِدُ عَبْدِ قَیْسٍ ،فتَأَمَّلْ .

و تَمِیمُ بْنُ جُرَاشَهَ ،الثَّقَفِیّ ،بالضَّمّ : صَحَابِیٌّ ،له وِفَادَهٌ مع ثَقِیفٍ ،قاله ابنُ مَاکُولاَ.

و أَسَدُ بنُ عَبْدِ المَلِکِ بنِ مُحَمَّدِ بن مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرّحْمنِ بن جُرَاشَهَ ،أَبو مُحَمّد الخَطِیب الرَّقِّیُّ :

مُحَدِّثٌ .

و الجُرّاشُ ،کرُمّانٍ :الجُنَاهُ ،جَمْعُ جَارِشٍ ،و هو الجانِی،عن ابنِ عَبّادٍ،و کَأَنَّه لُغَهَ فی السین المهمله. و قال أَبو الهُذَیْلِ (3): اجْرَأَشَّ :ثَابَ جِسْمُه بَعْدَ هُزَالٍ ، و قال أَبو الدُّقَیْش:هو الَّذِی هُزِلَ و ظَهَرَتْ عِظَامُه، کاجْرَوَّشَ ،و هذِه عن ابنِ عبّادٍ.

و اجْرَأَشَّتِ الإِبِلُ :امْتَلأَتْ بُطُونُهَا و سَمِنَتْ ،فهی مُجْرَأَشَّه ،بالفَتْح ،أَی بفَتْح الهَمْزَه،و هو شاذٌّ،کأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ ،و الفَجُ ،[فهو مُلْفَجٌ ]،و أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ، قاله ابنُ خَالَوَیْه فی«کتابِ لَیْس»قال:وَجَدْتُ هذِه اللَّفْظَه- یعنی فهی مُجْرَأَشَّه-بعدَ سَبْعِینَ سَنهً ،و الحمد للّهِ علی طُولِ الأَعْمارِ،و تَرَدُّدِ الآثارِ،و مُصَاحَبَه الأَخْیَارِ،و مُجَانَبَهِ الأَشْرارِ، و الإِکثارِ من الازْدِیار،و الحَجّ و الاعْتِمَار،جَعَلنی اللّه تَعَالَی من أَولیائه الأَبْرَار،فإِذا عَرَفْتَ ذلِکَ فقولُ شَیْخِنَا:مُرَادُه بالفَتْح صِیغَهُ اسْمِ المَفْعُول.و لَیْسَ بصَوَابٍ فی إِطْلاقِه، لِمَا فِیه من الإِیهام،و لو قال:کمُکْرَمه،لَکَانَ أَظْهَر، انْتَهَی.فیه تَأَمَّل،و کأَنَّه ظَنّ من أَجْرَشَت الإِبِلُ ،کأَکْرَم، و لَیْسَ کَذلِکَ .

و المُجْرَئِشُّ ،علی صِیغَهِ الفَاعِلِ : الغَلِیظُ الجَنْب الجافِی،قالَهُ الأَصْمعِیُّ ،و قیل:مُجْتَمِعُه.قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و قیل:مُنْتَفِخُ (4)الوَسَطِ من ظاهِرٍ و باطِنٍ ،قالَه اللَّیْثُ ،و أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :

إِنّکَ یا جَهْضَمُ مَاهِی القَلْبِ

جافٍ عَرِیضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ

و قال ابنُ السِّکِّیتِ :فَرَسٌ مُجْفَرُ الجَنْبَیْنِ ،و مُجْرَئِشُّ الجَنْبَیْنِ ،و حَوْشَبٌ ،کلُّ ذلک انْتِفَاخُ الجَنْبَیْنِ .

و اجْتَرَشَ لِعِیَالِه:کَسَبَ ،و السِّین لُغَهٌ فیه،قاله أَبو سَعِیدٍ.

و اجْتَرَشَ الشَّیْ ءَ:اخْتَلَسَه ،نقله ابنُ عَبّادٍ.

و المُجْرَوَّشُ ،هکذا بتَشْدِیدِ الواو المَفْتُوحَه: أَوْسَطُ

ص:71

الجَنْبِ ،عن ابنِ عَبّادٍ. و الجُرَائِشُ ،کعُلابِطٍ :الضَّخْمُ .

قال الصّاغَانِیُّ :و التّرْکِیبُ یَدُلّ علی ما یَدِقّ و لا یُضَمّ ، و قد شَذّ عنه مَعْنَی جَرْشٍ من اللّیْلِ ،و الجِرِشَّی :النَّفْسُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

جُرَاشَهُ الشّیْ ءِ:مَا سَقَطَ منه جَرِیشاً إِذا أُخِذَ ما دَقَّ منه.

و الجَرِیشُ :دَقِیقٌ فِیه غِلَظٌ ،یَصْلُح للخَبِیصِ المُرَمَّلِ .

و الجَرْشُ :صَوْتٌ یَحْصُلُ من أَکْلِ الشَّیْ ءِ الخَشِنِ ، و قیل:هو بالسِّینِ المُهْمَله.

و التَّجْرِیشُ :الجُوعُ و الهُزالُ ،عن کُرَاع.

و الجَرْشُ :الإِصَابَهُ ،یقال:ما جَرَشَ منه شَیئاً،و ما اجْتَرَش ،أَیْ ما أَصابَ .

و جُرَشِیَّه :بِئْرٌ (1)معروفَهٌ ،قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

تَحَدُّرَ (2)ماءِ البِئْرِ عَنْ جُرَشِیَّهٍ

عَلَی جِرْبَهٍ تَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُهَا

و قِیلَ :هی هُنَا دَلْوٌ مَنْسُوبَهٌ إِلی جُرَشَ ،و قال الجَوْهَرِیّ :

یقولُ :دُمُوعی تَتَحَدَّرُ کتَحَدُّرِ ماءِ البِئرِ عن دَلْوٍ تَسْتَقِی بها ناقَهٌ جُرَشِیَّه ،لِأَنَّ أَهْلَ جُرَشَ یَسْتَقُون عَلَی الإِبِلِ .

و نَاقَهٌ جُرَشِیَّهٌ ،أَی حَمْرَاءُ.

و الجُرَشِیُّ :ضَرْبٌ من العِنَبِ ،أَبْیَضُ إِلی الخُضْرَه، رَقِیقٌ صغِیرُ الحَبَّهِ ،و هُوَ أَسْرَعُ العِنَبِ إِدْراکاً،و زَعَمَ أَبو حَنِیفَهَ أَنّ عَناقِیدَه طِوَالٌ ،و حَبّه مُتَفَرِّقٌ ،قال:و زَعَمُوا أَنّ العُنْفُودَ منه یکونُ ذِرَاعاً،یُنْسَبُ إِلی جُرَشَ ..

و الجَرْشُ :الأَکْلُ ،قال الأَزْهَرِیّ :و الصّوابُ بالسیّنِ .

و الجُرَشِیَّهُ :ضَرْبٌ من الشَّعِیرِ أَو البُرّ.

و مُجْرَئِشُّ الأَرْضِ :أَعالِیهَا.

و اجْرَأَشَّ :ارْتَفَعَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:اجْرَوَّشَ فُلانٌ :کانَ مَهْزُولاً ثمّ سَمِنَ .و جَرِیشَهُ الجَبَلِ :مثْلُ حَرِیسَتِه (3)،نقله الصّاغَانِیّ عن ابنِ عَبّادٍ،قال:و هُوَ تَصْحِیفٌ .

و جُرَشُ بنُ عَبْدَهَ ،کزُفَرَ:مُحَدِّثٌ ،رَوَی عنه الهَیْثَم بنُ سَهْل.

و فی حِمْیَر جُرَشُ بنُ أَسْلَمَ ،و اسمهُ مُنَبِّه الَّذِی نُسِبَ إِلَیْه المِخْلاف.

و مُحَمّد بنُ أَحْمَدَ بنِ أَقوش الدِّمَشْقِیّ ،عُرِفَ بابنِ جَوَارِشَ ،بالفَتْحِ ،سَمِعَ من المُحِبِّ الصّامِتِ ،مات سنه 860.

و الجَارُوشَهُ :رَحَی الیَدِ.

و لَوْ قَالَ بعد قَوْله:و البئْرَ نَقّاهَا کجَشْجَشَها لأَصابَ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ (1):الجَشْجَشَهُ :اسْتِخْرَاجُکَ ما فِی البِئْرِ من تُرَابٍ و غیرِه،مثل الجَشِّ .

و هاشِمُ بنُ عَبْدِ الواحِدِ الجَشّاشُ الکُوفِیّ ،یَرْوِی عنه جَعْفَرُ بنُ محمّدِ بنِ شاکِرٍ. و إِبْرَاهِیمُ بنُ الوَلِیدِ الجَشّاشُ ، یَرْوِی عن أَبِی بَکْرٍ الرَّمَادِیّ : مُحَدِّثانِ .

و الجَشِیشَهُ :ما جُشَّ من بُرٍٍّّ و نَحْوِه ،کالجَشِیشِ ،و قِیلَ :

الجَشِیشُ :الحَبُّ ،حینَ یُدَقُّ قَبْلَ أَنْ یُطْبَخ،فإِذا طُبخَ فهُوَ جَشِیشَهٌ .قال ابنُ سِیدَه:و هذا فَرْقٌ لَیْسَ بقَوِیّ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أَوْلَمَ عَلَی بَعْضِ أَزْوَاجِه بجشِیشَهٍ ».

و المِجَشُّ و المِجَشَّهُ :الرَّحَی الَّتِی یُطْحَنُ بها الجَشِیشُ .

و الجَشِیشُ :السَّوِیقُ ،و قال الفَارِسیّ : الجَشِیشَهُ :وَاحِدُ الجَشِیشِ ،کالسَّوِیقَهِ وَاحِدَهُ السَّوِیقِ ،و قالَ غَیْرُه:و لا یُقَالُ للسَّوِیقِ جَشِیشَهٌ و لکِنْ یُقَال جَذِیذَه.

و قال شَمِرٌ،رَحِمَه اللّه: الجَشِیشُ : حِنْطَهٌ تُطْحَنُ طَحْناً جَلِیلاً،فتُجْعَلُ فی قِدْرٍ،و یُلْقَی فِیهَا لَحْمٌ أَو تَمْرٌ فیُطْبَخُ ، فهذا الجَشِیشُ ،و یُقَالُ لَهَا:دَشِیشَهٌ ،بالدال.

و کأَمِیرٍ:اسمٌ ،و لا یَخْفَی أَنَّهُ لا یَحْتَاجُ إِلی ضَبْطِه کأَمِیر،لِعَدَم مُخَالَفَتِه مع السّابِقِ .

و کزُبَیْرٍ جُشَیْشُ بنُ الدَّیْلَمِیّ : صَحَابِیٌّ مِمّنْ أَعَانَ علی قَتْلِ الأَسْوَدِ العَنْسِیِّ ،و کان بالیَمَنِ ،قاله ابنُ ماکُولاَ.

و جُشَیشُ بنُ مالِکٍ ،فی تَمِیم ،و هو ابنُ مالِکِ بنِ حَنْظَلَهَ بنِ مالِکِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ ،و أُمُّه حُطَّی بنتُ رَبِیعَهَ بنِ مالک بن زَیْدِ مَناهَ ،إِلیها یُنْسَبُون.

و جُشَیْشُ بنُ مُرٍّ،فی مَذْحِجٍ ،و مُرٌّ هُوَ ابنُ صُدَاءٍ.

و جُشَیْشُ بنُ عَوْف بن حَیْوَه بنِ لَیْثِ بنِ بَکْرٍ،فی کِنَانَهَ ،هکذا نَقَلَهُم الحافِظُ فی التّبْصِیر.

و الجَشُّ :المَوْضِعُ الخَشِنُ الحِجَارَهِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و قال غیرُه: الجَشَّ :ما ارْتَفَعَ من الأَرِض،و لَمْ یَبْلُغ أَنْ یَکُونَ جَبَلاً.

و الجَشُّ من الدَّابَّهِ و القَفْرِ:وَسَطُهُمَا،کالجُشَّانِ ، بالضّمِّ . و قال ابنُ فارِس: الجُشُّ بالضَّمِّ :الجَبَلُ ،و الجَمْعُ جِشَاشٌ بالکسر،و قد خَالَف قاعِدَته هُنَا،حیث لَمْ یُشِرْ لِلْجَمْع بالجِیمِ ،و سُبْحَانَ من لا یَسْهُو.

و یُقَال:مَضَی جُشٌّ مِنَ اللّیْلِ ،أَیْ سَاعَهٌ مِنْه ،و قیل:

هو ما بَیْنَ أَوَّلِه إِلی ثُلُثه.

و الجُشُّ :النَّجَعَهٌ (2)شِبْهُ شَفَهٍ -و فی بعض النّسخ:شِبْهُ نَسْفَهٍ - فیه غِلَظٌ و ارْتِفَاعٌ .

و جُشّ (3): د،بَیْنَ صُورَ و طَبَرِیَّهَ ،علی سَمْتِ البَحْرِ.

و جُشٌّ : جَبَلٌ صَغِیرٌ بالحِجَازِ لجُشَمَ بنِ بَکْرٍ.

و جُشُّ إِرَمَ : جَبَلٌ عندَ أَجَأَ أَمْلَسُ الأَعْلَی،سَهْلٌ تَرْعَاه (4)الإِبِل و الحَمِیرُ،کَثِیر الکَلإِ، بذِرْوَتِه ،أَی أَعْلاَه، مَسَاکِنُ عادٍ و إِرَمَ ، و عَجَائِبُ من صُوَرٍ مَنْحُوته فی الصُّخُورِ.

و جُشُّ أَعْیَارٍ:ع ،قال بَدْرٌ المازِنِیّ (5):

ما اضْطَرَّکَ الحِرْزُ من لَیْلَی إِلی بَرَدٍ

تَخْتَارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْیَارِ

أَو هو ماءٌ مِلْحٌ ،بأَکْنَافِ شَرَبَّهَ ،بعَدَنَهَ ،لبَنِی فَزَارَهَ .

و الجَشَّهُ ،بالفَتْحِ : جَمَاعَهُ النّاسِ یُقْبِلُونَ معاً فی نَهْضَهٍ أَو ثَوْرَهٍ ،قاله اللَّیْثُ ، و یُضَمُّ ،یُقالُ :دَخَلَتْ جَشَّهٌ مِن النّاس.

و قال أَبو مالِکٍ : الجَشَّهُ : نَهْضَهُ القَوْمِ ،یُقَال:شَهِدْتُ جَشَّتَهُم ،أَیْ نَهْضَتَهم.

و أُمّ یَحْیَی جَشَّهُ بنْتُ عَبْدِ الجَبّارِ بنِ وَائِلٍ : مُحَدِّثَهٌ ، رَوَتْ عَنْهَا مَیْمُونَهُ بِنْتُ حُجْر.

و الجُشَّهُ ، بالضّمّ :شِدَّهُ الصَّوْتِ ،کالجَشَشِ ،مُحَرَّکهً .

و الجُشَّهُ ،و الجَشَشُ : صَوْتٌ غَلِیظٌ ،یَخْرُج من الخَیَاشِیمِ ،فیه بُحَّهٌ و غِلَظٌ .

ص:73

و الأَجَشُّ :الغَلِیظُ الصَّوْتِ من الإِنْسَانِ ،و منه

16- الحَدِیث:

«أَنّه سَمِعَ تکْبِیرَ (1)رَجُلٍ أَجَشِّ الصّوْتِ ». و منَ الخَیْلِ ، یُقَال:فَرَسٌ أَجَشُّ الصَّوْتِ :فی صَهِیلِهِ جَشَشٌ ،قالَ لَبِیدٌ:

بأَجَشِّ الصَّوْتِ یَعْبُوبٍ إِذا

طَرَقَ الحَیَّ مِنَ الغَزْوِ صَهَلْ

قال ابنُ دُرَیْد:و هُوَ مِمَّا یُحْمَد فی الخَیْلِ ،قال النَّجَاشِیُّ :

و نَجَّی ابنَ حَرْبٍ سَابِحٌ ذُو عُلاَلَهٍ

أَجَشُّ هَزِیمٌ و الرِّمَاحُ دَوَانِی

و مِنَ الرَّعْدِ و غیرِه. قال الأَصْمَعِیُّ :من السحّابِ :

الأَجَشُّ :الشَّدِیدُ الصَّوْتِ ،صَوْتِ الرَّعْدِ،و یُقَال:رَعْدٌ أَجَشُّ :شَدِیدُ الصَّوْتِ ،قالَ صَخْرُ الغَیِّ :

أَجَشَّ رِبَحْلاً لَهُ هَیْدَبٌ

یُکَشِّفُ لِلْحَالِ رَیْطاً کَثِیفَا

و الأَجَشُّ : أَحَدُ الأَصْواتِ الَّتِی تُصاغُ مِنْهَا ،و فی بَعْضِ الأُصُول الصَّحِیحَه عَلَیْهَا الأَلْحَانُ ،و کانَ الخَلِیلُ یَقُول:

الأَصْواتُ الَّتِی تُصاغُ بها الأَلْحَانُ ثَلاثَهٌ :مِنْهَا الأَجَشُّ ، و هو:صَوْتٌ مِنَ الرَّأْسِ یَخْرُجُ مِنَ الخَیَاشِیمِ ،فِیهِ غِلْظَهٌ و بُحَّهٌ ،فیُتْبَعُ بِخَدِرٍ (2)مَوْضُوعٍ عَلَی ذلِک الصَّوْتِ بِعَیْنِه،ثمَّ یُتْبَعُ بِوَشْیٍ مِثْلِ الأَوَّلِ ،فَهِیَ صِیَاغَتُه،فهذا الصَّوْت الأَجَشُّ .

و الجَشّاءُ :الغَلِیظَهُ الإِرْنَانِ مِنَ القِسِیِّ . قال أَبو حَنِیفَهَ :

هی التِی فی صَوْتِهَا جُشَّهٌ عِنْدَ الرَّمْی،قال أَبو ذُؤَیْبٍ .

و نَمِیمَهٍ مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ

فی کَفِّه جَشْ ءٌ أَجَشُّ و أَقْطُعُ

قال: أَجَشّ ،فذَکَّرَ و إِنْ کَانَ صِفَهً للجَشْ ءِ،و هُوَ مُؤَنّث، لأَنَّهُ أَرَادَ العُودَ،و قال السُّکَّرِیّ :النَّمِیمَهُ :صَوْتُ الوَتَر، و الجَشْ ءُ:قَضِیبٌ خَفِیفٌ ،و الأَجَشُّ :الغَلُیظُ الصَّوْتِ .

و الجَشّاءُ : السَّهْلَهُ ذاتُ الحَصْبَاءِ مِنَ الأَرَاضِی الصّالِحَهِ للنَّخْلِ ،قال:

مِنْ ماءِ مَحْنَیَهٍ جَاشَتْ بجَمَّتِهَا

جَشّاءُ خَالَطَتِ البَطَحَاءَ و الجَبَلاَ

و لَوْ قَال:السّهْلَهُ ذاتُ حَصْبَاءَ تُسْتَصْلَحُ للنَّخْلِ ،لَکَانَ أَصَابَ فی الاخْتِصَارِ و قال الأَصْمَعِیّ : أَجَشَّت الأَرْضُ و أَبَشَّت،إِذا الْتَفَّ نَبْتُهَا و حَشِیشُهَا ،و لَیْسَ فی نَصِّ الأَصْمَعِی هذِه الَّلفْظَهُ ، و قِیل:أَنْبَتَت أَوَّلَ نَبَاتِهَا.

*و ممّا یُسْتَدْرک عَلَیْه:

جَشَّ القَوْمُ :نَفَرُوا و اجْتَمَعُوا،قال العَجّاج:

بجَشَّهٍ جَشُّوا بِهَا مِمَّن نَفَرْ

و جُشَیْشٌ ،کزُبَیْرٍ:لَقَبُ الوَازعِ بنِ عَبْدِ اللّه بن مُرٍّ الشاعِر،نقله الحَافِظُ .

و حُصَیْنُ بنُ تَمِیمٍ الجُشَیْشِیّ ،کانَ عَلَی شُرْطَهِ ابنِ زِیَاد.

و أَجَشُّ :أُطُمٌ مِن آطامِ المَدِینَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الجُعْشُوش :اللَّئِیمُ .

و الجِعُش :أَصْلُ النَّبَاتِ ،و قِیلَ :أَصْلُ الصِّلِّیَانِ خَاصَّهً ، و مِنْهُ

16- حَدِیثُ طَهْفَه: «و یَبِسَ الجِعْشُ ».

یَجْمُشُها ،قالَهُ الأَزْهَرِیّ ،و قال غَیْرُه:هُوَ النِّخَاسُ و الأَعْقَابُ .

و جَمّاشٌ ، ککَتّانٍ :اسْمٌ ،قِیل کانَ یَطْلُبُ الرَّکَبَ الجَمِیشَ ،کَذا فی العُباب.

و قالَ أَبُو عُبَیْده: لا یَسْمَعُ فُلانٌ أُذُناً جَمْشاً ،بالفَتْح، أَی أَدْنَی صَوْتٍ ،أَی لا یَقْبَلُ نُصْحاً و لا رُشْداً، أَوْ مَعْنَاهُ مُتَصَامٌّ عَنْکَ و عمّا لا یَلْزَمُه ،هکذا فی التّهْذِیب،و یُقَال للمُتَغابِی المُتَعَامِی (1)عَنْکَ و عَمّا یلْزَمُه،قالَ :و قالَ الکِلابِیّ :لا تَسْمَع أُذُنٌ جَمْشاً ،أَیْ هُمْ فی شَیْ ءٍ یُصِمُّهم،مُشْتَغِلون عن الاسْتماعِ إِلَیْکَ ،و هو من الجَمْشِ ،و هُوَ الصَّوْتُ الخَفِیُّ ، قال الصّاغَانِی:و التَّرْکِیبُ یَدُلّ علَی شَیْ ءٍ من الحَلْقِ ،و قَدْ شَذّ عَنْه الجَمْشُ :الحَلْبُ بأَطْرَافِ الأَصَابِعِ ،و الجَمْشُ :

الصَّوْتُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

رَجُلٌ جَمّاشٌ :غِزِّیلٌ ،و امْرَأَهٌ جَمّاشَهٌ کَذلِک.

و الجُوشُ ، بالضَّمِّ :صَدْرُ الإِنْسَانِ و اللّیْلِ ، و یُفْتَح ، یُقَال،مَضَی جُوُشٌ من اللَّیْلِ :أَی صَدْرٌ منه،مِثْل جَرْشٍ ، و أَنشد الجَوْهَرِیُّ لِرَبِیعَهَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّیِّ :

و فِتْیَانِ صِدْقٍ قَدْ صَبَحْتُ سُلاَفَهً

إِذَا الدِّیکُ فی جَوْشٍ من اللَّیْلِ طَرَّبَا

و جُوشٌ : قَبِیلَهٌ ،أَو هو: ع.

و جُوشُ : ه،بِطُوسَ .

و جُوَشُ کزُفَر:ه،بِأَسْفِرَایِنَ ،نقله الصّاغَانِیّ .

و تَجَوَّشَ اللَّیْلُ :مَضَی منه جَوْشٌ ،أَی قِطْعَهٌ .

و تَجَوَّشَ فی الأَرْض ،إِذا جَشَّ فِیهَا ،و فی التّکْمِلَه:

خَشَّ فیها،بالخَاءِ المُعْجَمه.

و المُتَجَوِّشُ :المَهْزُولُ لا شَدِیداً ،و کَذلک المُتَخَوِّشُ ، بالخَاءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

جاشٌ ،بغَیْرِ هَمْزٍ:بَلَدٌ،نقَلَه الصّاغَانِیّ :

و الجوشی (1):العَظِیم الجَنْبَیْنِ .

و جَاشَتِ العَیْنُ :فَاضَتْ بالدُّمُوعِ .

و جَاشَ الوَادِی یَجِیشُ جَیْشاً : زَخَرَ و امتَدَّ جِدًّا.

و من المَجَاز: جَاشَتِ النّفْسُ :غَثَثْ ،أو دَارَتْ للغَثَیَانِ ، کتَجَیَّشَتْ ،و

16- فی الحَدِیث: «جاءُوا بِلَحْمٍ فتَجَیَّشَتْ أَنْفُسُ أَصْحَابِه». أَیْ غَثَتْ ،و هُوَ من الارْتِفَاع،کَأَنّ ما فی بُطُونهِم ارْتَفَع إِلَی حُلُوقِهِم،فحَصَلَ الغَثْیُ ،و یُرْوَی بالحاءِ أَیْضاً:أَی فَزِعَتْ و نَفَرَتْ ، و قال الجَوْهَرِیّ :فإِنْ أَرَدْتَ أَنّهَا ارْتَفَعَتْ من حُزْنٍ أَو فَزَعٍ قلتَ :جَشَأَتْ .

و الجَائِشَهُ :النَّفْسُ ،و مِنْهُمْ مَنْ ذَکَرَهَ فی الهَمْز.

و الجَیْشُ ،وَاحِدُ الجُیُوشِ : الجُنْد. و قیل:جَماعهُ الناسِ فی الحَرْبِ أَو السّائِرُونَ لِحَرْبٍ أَوْ غَیْرِها ،کما فی التَّهْذِیب.

و أَبُو الجَیْشِ :ماجِدُ بنُ عَلیٍّ ،و محمّدُ بنُ جَیْشٍ .

مُحَدِّثانِ ،الأَخِیرُ سَمِعَ أَبا جَعْفَرٍ الطحَاوِی.

و عبدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِی الجَیْشِ :مُقْرِیءُ العِراقِ ، سمع أَبُوه أَحمَدُ من ابنِ کُلَیْبٍ .

و جَیْشُ بنُ مُحَمَّدٍ:مُقْرِیءٌ نافِعِیٌّ ،مَنْسُوبٌ إِلی قِرَاءَهِ نافِعٍ ،قال الحافِظُ :و قَدْ أَقْرَاَ بمِصْرَ.

و ذاتُ الجَیْشِ ،أَوْ أُولاَتُ الجََیْشِ :وَادٍ قُرْبَ المَدِینَهِ ، علی سَاکِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ، و فِیه انْقَطَع عِقْدُ عائِشَهَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهَا ،فی حَدِیثٍ طَوِیلٍ ،أَخْرَجَه الشَّیْخَانِ ،و قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِیُّ :

لِلَیْلَی بذَاتِ البَیْنِ دارٌ عَرَفْتُهَا

و أُخْرَی بِذَاتِ الجَیْشِ آیَاتُهَا سَفْرُ

و الجِیشُ : بالکَسْرِ:نَبَاتٌ طَوِیلٌ ،لَهُ قُضْبَانٌ خُضْرٌ طِوَالٌ ،و لَهُ سِنَفَهٌ کَثِیرَهٌ طِوَالٌ مَمْلُُوءَهٌ حَبًّا صِغَاراً،و السِّنَفَه هِیَ الخَرَائِطُ الطِّوَالُ ،قال أَبو حَنِیفَهَ الدِّینَوَرِیُّ :أَرانیه بَعْضُ الأَعْرَابِ ،فإِذا هُوَ النَّبْتُ الَّذِی یُقَالُ فارِسِیَّتُهُ :شِلِّمَیْز ، بکَسْرٍ فتَشْدِیدِ لامٍ مَکْسُورَهٍ (1)،قالَ :و هو من الأَعْشَابِ .

و جَیْشَانُ :خِطَّهٌ بالفُسْطَاطِ عُرِفَتْ بالجَیْشانِیِّینَ من حِمْیَر، و هی الآنَ خَرابٌ . و جَیْشَانُ : مِخْلافٌ بالیَمَنِ (2)،نُسِبَ إِلی بَنِی جَیْشَانَ ، من آلِ ذی رُعَیْن،و قالَ ابنُ الکَلْبِیّ :هو رَجُلٌ من حِمْیَر، لَیْسَ بِمُمْتَنِعٍ ،کما أَنَّ خَوْلاَنَ اسمٌ لِرَجُلٍ ،ثمّ غَلَبَ علی مَرْحَلَهٍ من الیَمَن.

و جَیْشَان : لَقَبُ عَبْدانَ (3)،بالباءِ، ابنِ حَجْرِ بنِ ذِی رُعَیْنٍ ،و إِلیه یُنْسَبُ الجَیْشَانِیُّونَ بالیَمَنِ و بزَبِید،منهم بَقِیَّهٌ إِلَی الآنَ .

و أَبُو تَمِیمٍ عبدُ اللّه بنُ مالِکٍ الجَیْشَانِیّ :تابِعِیٌّ کَبِیرٌ من أَهْلِ الیَمَنِ ،هاجَرَ من الیَمَن زَمَنَ عُمَرَ،و سَمِعَ منه،و مِنْ عَلِیٍّ ،و تَلاَ علی مُعَاذٍ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهم،و عَنْه بَکْرُ بنُ سَوَادَهَ ،و کَعْبُ بنُ عَلْقَمَهَ ،و عبدُ اللّه بنُ هُبَیْرَهَ ،و کانَ من العَابِدِینَ ،مات سنه 77،قالَه الذَّهَبِیُّ فی الکاشِفِ .

وفَاتَه:أَبو سالِم سُفْیَانُ بنُ هانِیءٍ الجَیْشَانِیّ :تابِعِیٌّ ، رَوَی عن أَبِی ذَرٍّ،و عُقْبَهَ بنِ عَمْرٍو،و عَنْهُ ابنُه سالِمٌ ،ماتَ بالإِسْکَنْدَرِیَّه،و ابنُه ماتَ بدَمَنْهُورَ،و قَد أَلَّفْتُ فی تَحْقِیقِ حَالِه رِسَالَهً صغِیرهً .

و الجَیّاشُ ،ککَتّانٍ : الفَرَسُ الَّذِی إِذا حَرَّکْتَهُ بِعَقِبِکَ جَاشَ ،أَی ارْتَفَع و هَاجَ ،قالَ امرُؤُ القَیْسِ یَصِفُ فَرَساً:

عَلَی الذَّبْلِ جَیّاشٌ کَأَنَّ اهْتِزَامَهُ

إِذا جَاشَ فِیهِ حَمْیُه غَلْیُ مِرْجَلِ

و جَیّاشٌ : جَدٌّ لمُحَمّدِ بنِ عَلیِّ بنِ طَرْخَانَ بنِ عَبْدِ اللّه، أَبی مُحَمّدٍ الحافِظِ البِیکَنْدِیّ البَلْخِیّ ،و هذا تَصْحِیفٌ من المُصَنِّف،و الصوابُ أَنّه بالجِیم و المُوَحّده،کما سَبِق و العَجَبُ أَنّه وَصَفَه أَوّلاً بالمُحَدِّث،و هُنَا بالحَافِظِ ،و سَیَأْتِی له أَیْضاً مِثْلُ ذلک فی«ح ب ش»،فلیُتَنبّهْ لذلِکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

جَاشَت الحَرْبُ بَیْنَهُم إِذا بَدَأَتْ (4)أَنْ تَغْلِیَ ،و هو مَجَاز و جاشَ المِیزَابُ :تَدَفَّقَ و جَرَی بالماءِ.

و جَیْشَاتُ الأَباطِیل:جَمْعُ جَیْشَهٍ ،و هی المَرّهُ مِنْ جَاشَ إِذا ارْتَفع.

ص:78

و جَاشَ الهَمُّ فی صَدْرِه،و جَاشَ صَدْرُهُ ،إِذا غَلَی غَیْظاً.

و جَاشَتْ نَفْسُ الجَبَانِ ،و جَأَشَت :إِذا هَمّت بالفِرَارِ، و قِیلَ :ارْتاعَتْ .

و جَیَّشَ فُلانٌ :جَمَعَ الجُیُوشَ .

و اسْتَجَاشَه :طَلَبَ منه جَیْشاً .

و قد أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

قامَتْ تَبَدَّی لَکَ فی جَیْشَانِهَا

أَیْ قُوَّتِهَا و شَبَابِهَا،سکّنَ للضَّرُورهِ ،قالَهُ ابنُ سِیدَه.

و جَیْشَانُ أَیْضاً:مَلاّحَهٌ بالیَمَن،ذَکَرَه الصّاغَانِیّ بَعْد ذِکْرِ المِخْلاف.

أَورَدَهم الحافِظُ هکذا فی التّبْصِیر،و اقْتصارُ المصَنّف، رَحِمَه اللّه تَعالَی،علی الثّلاثَهِ الّذِینَ ذَکَرَهم فِیهِ نَظَرٌ.

و الحَبَشَهُ ،مُحَرَّکَهً : بِلادُ الحُبْشَانِ ،عَلَمٌ علیها،و منه فُلانٌ مِنْ مُهَاجِرَهِ الحَبَشَهِ .

و الحُبْشَانُ ،بالضّمِّ :ضَرْبٌ من الجَرَادِ ،و هُوَ الَّذِی صارَ کأَنَّه النَّمْلُ سَوَاداً،الوَاحَدَهُ حَبَشِیَّهٌ ،هذا قولُ أَبی حَنِیفَهَ ، و إِنَّمَا قِیَاسُه أَنْ تَکُونَ وَاحِدَته حُبْشَانَهٌ (1)،أَو حُبْشٌ ،أَو غیرُ ذلِکَ مِمَّا یَصْلُح أَنْ یَکُونَ فُعْلانٌ جَمْعَه.

و الحُبَاشَهُ ، کثُمَامَهٍ :الجَمَاعَهُ مِنَ النّاسِ لَیْسُوا من قَبِیلَهٍ وَاحِدَهٍ ،کالهُبَاشَهِ ،و الجَمْعُ حُبَاشَاتٌ و هُبَاشَاتٌ کالأُحْبُوشَهِ ، بالضَّمِّ ،و الجَمْعُ الأَحَابِیشُ .

و حُبَاشَهُ : ه.

و حُبَاشَهُ : سُوقُ تِهَامَهَ القَدِیمَهُ ،و منه الحَدِیثُ ،

14- روَی الزُّهْرِیّ أَنّه: «لَمَّا بَلَغَ رسولُ اللّه،صلّی اللّه علیه و آله و سلّم،أَشُدَّهُ ،و لَیْسَ له کَثِیرُ مالٍ اسْتَأْجَرَتْهُ خَدِیجَهُ ،رَضِی اللّه تَعَالَی عنها،إِلَی سُوقِ حُبَاشَهَ ». و حُبَاشَهُ أَیْضاً: سُوقٌ أُخْرَی،کانَتْ لِبَنِی قَیْنُقَاعَ ، فی الجَاهِلِیّه.

قُلْتُ :و علی لَفْظِ حُبَاشَهَ کان سَبَبُ تَأْلیفِ یاقُوتٍ ،رَحِمهُ اللّه،کِتَابَهُ المُعْجَمَ فی أَسماءِ البُلدانِ و البِقَاع،فقد قَرَأْتُ فی أَوّلِ کتَابِهِ (2)ما نَصّهُ :و کانَ [من] (3)أَوَّلِ البَوَاعِثِ لِجَمْعِ هذا الکِتَابِ أَنّنِی سُئلْتُ بمَرْوِ الشّاهِجَان،فی سَنَهِ خَمْسَ عَشْرَهَ و سِتَّمَائهٍ -فی مَجْلِس شَیْخِنَا الإِمَامِ السّعِیدِ الشّهِیدِ فَخْرِ الدِّینِ بنِ (4)المُظَفَّرِ،عَبْدِ الرَّحِیمِ ابنِ الإِمَامِ الحَافِظِ تاجِ الإِسْلامِ بن (5)سَعْدِ بن عَبْدِ الکَرِیم بن أَبِی بَکْرٍ السَّمْعانِی،تغَمَّدَهُم اللّه تَعَالَی برَحْمَتِه و رِضْوَانِه،و قد فعل إِنْ شَاءَ اللّه تَعَالَی-عن حُبَاشَهَ :اسْم مَوْضِعٍ جَاءَ فی الحَدِیثِ النَّبَوِیّ ،و هو سُوقٌ من أَسْوَاقِ العَرَبِ فی الجَاهِلِیّه،فقلْت:أَرَی أَنَّه حُبَاشَهُ ،بضم الحاءِ قِیاساً علی أَصْلِ هذِه اللُّغَهِ ،لأَنّ الحُبَاشَهَ :الجَمَاعَهُ من النّاسِ منقَبَائلَ شَتَّی،و حَبَشْتُ لَهُ حُبَاشَهً ،أَی جَمَعْتُ لَهُ شَیْئاً.

فانْبَرَی لِی رَجُلٌ من المُحَدِّثِینَ ،و قالَ :إِنّمَا هو حَبَاشَه ، بالفَتْح،و صَمَّم علَی ذلِک،و کابَرَ،و جَاهَم (6)بالعِنَادِ،من غَیْرِ حُجّه،و نَاظَر،فأَرَدْتُ قَطْعَ الاحْتِجَاجِ بالنَّقْلِ ،إِذْ لا مُعَوَّل فی مِثْل هذا علی اشْتِقَاقٍ و لا عَقْل،فاستَقْصَیْتُ کَشْفَه فِی کُتُبِ غَرَائبِ الأَحَادِیثِ ،و دَوَاوِینِ اللُّغَاتِ ،مَعَ سَعَهِ الکُتُبِ کانَتْ بمَرْوَ یَوْمَئذٍ،و کَثْرَهِ وُجُودِهَا فی الوُقُوفِ ،و سُهُولَهِ تَنَاوُلِهَا،فلَمْ أَظْفَرْ بِه إِلاَّ بَعْدَ انْقِضَاءِ ذلِک الشَّغْبِ و المِرَاءِ،و یَأْسٍ مَعَ وُجُودِ بَحْثٍ و اقْتَراءٍ (7)،فکانَ مُوَافِقاً-و الحمدُ للّه-لِمَا قُلْتُه،وَ مکِیلاً بالصّاعِ الَّذِی کِلْتُه، فأُلْقِیَ حِینَئذٍ فی رُوعِی افْتِقَارُ العَالَم إِلَی کتابٍ (8)فی هذا الشّأْنِ مَضْبُوطاً،و بالإِتْقَانِ و تَصْحِیحِ الأَلْفَاظِ ،بالتّقْیِید مَحُوطاً (9)،لِیَکُونَ فی مِثْلِ هذِه الظُّلْمَهِ هَادِیاً،و إِلَی ضَوْءِ الصَّوابِ دَاعِیاً،و شَرَحَ صَدْرِی لِنَیْلِ هذِه المَنْقَبَهِ الَّتِی غَفَلَ عنها الأَوّلُونَ ،و لَمْ یَهْتَدِ لَهَا الغابِرُون.إِلَی آخِر ما قَالَ .

و حُبَاشَهُ : جَدُّ حَارِثَهَ ،هکذا فی النُّسَخ،بالحَاءِ و المُثَلّثه،و الصَّوَابُ جَارِیَهُ بنِ کُلْثُومٍ التُّجِیبِیّ ،شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ،و أَخُوهُ قَیْسَبَهُ (10)بنُ کُلْثُومِ بنِ حُبَاشَهَ ،و کانَ أَکْبَرَ منه، ذَکَرَه ابن یُونُسَ .قُلْتُ :و لَهُ وِفَادَهٌ ،و شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ کأَخِیه، عِدَادُه فی کِنْدَهَ ،و کان شَرِیفاً.

و کزُبَیْرٍ : حُبَیْشُ بنُ خَالِدٍ الأَشْعَرِیّ بنِ خُلَیْفِ بنِ مُنْقِذِ بنِ أَصْرَمَ بنِ حُبَیْشِ بن حَرَامِ بنِ حُبْشِیّهَ بنِ سَلُول الخُزاعِیّ (11)، صاحِبُ خَبَرِ أُمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِیَّه،رَوَی عنه ابنُهُ هِشَامٌ . و عبدُ اللّه بنُ حُبَیْشٍ الحَنَفِیّ ،نزیلُ مکّه،رَوَی عنه مُحَمَّدُ بنُ جُبَیْرٍ،و عُبَیْدُ بنُ عُمَیْرٍ.

و فَاطِمَهُ بنتُ أَبِی حُبَیْش بنِ أَسَد،الأَسَدِیّهُ ،التی سأَلَتْ عن الاسْتِحَاضَهِ .

و حُبْشِیُّ بنُ جُنادَهَ ،بالضّمِّ فسُکُون،و الیَاءُ مُشَدَّدَه، صحَابِیُّونَ رَضِیَ اللّه تَعَالی عنهم.

ص:80

و فاتَه:سَلَمَهُ بنُ حُبَیْشٍ ،له وِفَادَهٌ ،ذکرَه أَبو مُوسَی.

و حُبَیْشٌ غیرُ مَنْسُوبٍ یَرْوِی عن علیٍّ رضی اللّه تعالی عنه.

و حُبَیْشٌ الحَبَشِیّ عن عُبَادَهَ بن الصّامِت.

و حُبَیْشُ بنُ سُرَیْجٍ الحَبَشِیّ الشامِیّ أَبو حَفْصَهَ ،رَوَی عن عُبَادَهَ بنِ الصّامِتِ ،و عنه (1)إِبراهِیمُ بنِ أَبی عَبْلَهَ ،ذکَرَه المِزِّیُّ فی التّهْذِیبِ .قلت:و هُوَ مع ما قَبْلَه تَکْرَارٌ،فإِنّهما وَاحدٌ،فتأَمّل.

و حُبَیْشُ بنُ دِینَارٍ ،عن زَیْدِ بن أَرْقَمَ ، تَابِعِیُّونَ . و قال الذَّهَبِیُّ فی الدِّیوان: حُبَیْشُ بنُ دِینَارٍ،عن زَیْدِ بنِ أَسْلَمَ ، قال الأَزْدِیّ :مَتْرُوکٌ .قُلْت:و کأَنَّه غیرُ الَّذِی یَرْوِی عن زَیْدِ بنِ أَرْقَمَ .

و حُبَیْشُ بنُ سُلَیْمَانَ المِصْرِیُّ :حَدَّثَ عن یَحْیَی بن عُثْمَانَ بنِ صالِحٍ ،ماتَ سنه 245.

و حُبَیْشُ بنُ سَعِیدٍ الخَوْلانِیّ ،عن اللّیْثِ مات سنه 208.

و حُبَیْشُ بنُ مُبَشِّرٍ ،من شُیُوخِ ابنِ صاعِدٍ.

و حُبَیْشُ بنُ عَبْدِ اللّه الطِّرَازِیّ ،عن مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ النَّشَائِیّ (2).

و حُبَیْشُ بنُ مُوسَی :شَیْخٌ للخَرَائِطیّ .

و حُبَیْشُ بنُ دُلْجَهَ القَیْنِیّ الذی قَتَلَه الحَنْتَف (3)بنُ السِّجْفِ التّمِیمِیّ .

قلْتُ :و إِیْرَادُه بین رُواهِ الحَدِیث غیر مُنَاسب،فإِنّه یَظْهَرُ بأَدْنَی بَدِیهَهٍ للنَّاظِرِ فیه أَنَّه[لیس]مِنْ رُوَاهِ الحَدِیثِ ،فتَأَمّل.

و حُبَیْشُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُبَیْشٍ ،و المَوْصِلِیّ :شَیْخٌ لابنِ طاهِرٍ.

و أَبو حُبَیْشٍ ،مُعَاوِیَهُ ، أَو هو مُعَاوِیَهُ بنُ أَبی حُبَیْشٍ ، عن عَطِیّه العَوْفِیّ . و رَاشِدٌ وزِرٌّ:ابْنَا حُبَیْشٍ الأَسَدِیّ ،هذا غَلَطٌ ، و الصوابُ أَنّ أَخا زِرٍّ هُوَ الحارِثُ ،رَوَی الحارِثُ هذا عن عَلِیٍّ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ ،کما سَیَأْتِی،و أَمّا رَاشِدٌ الَّذِی ذَکَرَه المُصَنِّفُ فإِنّه یَرْوَی عن عُبَادَهَ بنِ الصّامِتِ ،و کِلاهُمَا تابِعِیّان،فَلَوْ ذَکَرَهُمَا فی التَّابِعِینَ کانَ أَصابَ .

و رَبِیعَهُ بنُ حُبَیْشٍ ،مِمَّن أَلَّبَ علی عُثْمَانَ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ ،بمِصْرَ،و حَفِیدُه خالِدُ بنُ سَعِیدِ بنِ رَبِیعَهَ ، حَدّثَ عن یَحْیَی بن أَیُّوب،و ابنه عِمْرانُ بنُ رَبِیعَهَ حَدّثَ عنه ابنُ لَهِیعَهَ .

و القَاسِمُ بنُ حُبَیْشٍ التُّجِیبِیّ ،عن هَارونَ الأَیْلِیّ ،و ابنُه عبد الرَّحْمنِ ،عن أَبِی غَسّانَ مالِکِ بن یَحْیَی،مات سنه 325.

و مُحَمَّدُ بنُ جامِعِ بنِ حُبَیْشٍ المَوْصِلِیّ ،شَیْخٌ للبَاغَنْدِیّ .

و محمَّدُ بنُ إِبْراهِیمَ بنِ حُبَیْشٍ ،عن عَبّاس الدُّورِیّ ، ضُعِّف.

و إِبْرَاهِیمُ بنُ حُبَیْشٍ ،عن إِبراهِیمَ الحَرْبِیّ .

و محَمَّدُ بنُ عَلِیِّ بنِ حُبَیْشٍ ،شَیْخٌ لأَبِی علیِّ بنِ شَاذَانَ .

و الحارِثُ بنُ حُبَیْشٍ ،أَخُو زِرِّ بنِ حُبَیْشٍ ،عَلَی الصواب،و قد وَهِمَ المُصَنّف فجَعَل رَاشِداً أَخاهُ ،کما تَقَدّم،یَرْوِی عَنْ عَلیِّ ٍّ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه.

و السَّائِبُ بنُ حُبَیْشٍ الکَلاَعِیّ ،عن مَعْدَانَ ،و عنه زَائِدَهُ ، و قد صَحَّفَه ابن مَهْدِیّ فقال:ابن حَنَشٍ .

و الحُسَیْنُ بنُ عُمَرَ بن حُبَیْشٍ :شیخٌ للجُورِیّ .

و أَبو البَرَکات عَبْدُ الرّحْمنِ بنُ یَحْیَی بنِ حُبَیْشٍ الفَارِقیِّ مات سنه 525.

و المُبَارَکُ بنُ کامِلِ بنِ حُبَیْشٍ الدّلاّل،عَنْ عَلِیِّ بنِ البشْرِیّ .

و خَطِیبُ دِمَشْقَ المُوَفَّقُ بنُ حُبَیْشٍ الحَمَوِیّ ،سَمِعَ منه الذَّهَبِیُّ ، من رُوَاهِ الحَدِیثِ .

و اخْتُلِفَ فی مُعَاذَهَ بِنْتِ حُبَیْشٍ ،فقِیلَ :هکذا،و قیل:

هِیَ بنتُ حَنَشٍ بالنُّونِ المَفْتُوحَه بغَیْرِ یاءٍ،رَوَتْ عَنْ أُمِّ سَلَمَهَ .

ص:81

و قد فاتَه ذِکْرُ جَمَاعَه منهم.

زِرُّ بنُ حُبَیْشِ بنِ حُبَاشَهَ الأَسَدِیّ إِمامٌ شَهِیرٌ أَدْرَکَ الجَاهِلِیَّهَ ،و رَوَی عن عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنهُمَا.

و حُبَیْشُ بنُ عُمَرَ:طَبّاخُ المَهْدِیّ ،رَوَی عن الأَوْزَاعِیّ .

و أَبو حُبَیْش ،عن أَبی هُرَیْرَهَ ،رَضِیَ اللّه عنه،و عَنْهُ عَطَاءُ بن السّائِبِ .

و عَبّادُ بن حُبَیْشٍ ،عَنْ عَدِیّ بن حاتِمٍ .

و القَاسِمُ بنُ حُبَیْشٍ .

و حُبَیْشُ بنُ مُرَقِّشٍ الضَّبِّیّ ،فارِسٌ .

و حُبَیْشُ بنُ أَبِی المُحَاضِر الغافِقِیّ .

و حُبَیْشُ بنُ سُلَیْمَانَ :مَوْلَی ابنِ لَهِیعَهَ ،روی عنه مُحَمَّدُ بن الرَّبِیعِ الأَنْدَلُسِیّ .

و حُبَیْشُ بنُ دُلَفَ الضَّبِّیُّ :فارِسٌ .

قُلْتُ :و هذا الَّذِی افْتَخَر بهِ الفَرَزْدَقُ ،و هُوَ من بَنی السِّیدِ بنِ مالِکِ بنِ ضَبَّهَ .

و جَمَاعَهٌ آخَرُونَ ،ذَکَرَهُم ابنُ نُقْطَه.

و حَبِیشٌ ، کأَمِیرٍ،هو أَخو أَحْبَشَ ،ابْنَا الحارِثِ بنِ أَسَدِ بن عَمْرِو بنِ رَبِیعَهَ بن الحَضْرَمِیَّ الأَصْغَرِ ،ابنِ عَمْرِو بنِ شَبِیبِ بنِ عَمْرِو بنِ سَبُعِ بنِ الحَارِثِ بن زَیْدِ بن حَضْرَمَوْتَ ،ذَکَرَه ابنُ حَبِیب،و ذَکَر ابنُ الکَلْبِیّ أَحْبَشَ هذا،و أَخَوَیْه رَبِیعَهَ و خَالِداً.

و أَبو بَکْرٍ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ یُوسُفَ بنِ الحَسَنِ بنِ یُونُسَ بن حَبِیشٍ ،اللَّخْمِیُّ التُّونسِیُّ الشّاعِرُ المُحْسِنُ ،وُلد سنه 615 و کان مُتْقِناً فی العُلُومِ ،مُتَقَدِّماً فی النَّظْمِ و النَّثْرِ و الحِفْظِ ،و أَکْثَرَ عنه أَبو عَبْدِ اللّه بنُ رُشَیْدٍ فی رحلته،و نَظِیرُه أَبو الحُسَیْنِ یُوسُفُ بنُ الحَسَنِ بنِ یُوسُفَ اللَّخْمِیّ بن حَبِیشٍ ،سمع أَبا الحَسَنِ بنَ قُطْرال و غیرَه،و کانَ فی وَسط المائِه السّابِعَه،ذکرَه الحافظُ .

و حُبْشِیٌّ ،بالضّمّ ،و تَشْدِید الیاءِ التَّحْتِیَّه: جَبَلٌ بأْسْفَلِ مَکَّهَ ،عَلَی سِتَّهِ أَمیالٍ منها، و منه

16- حَدِیثُ عَبْدِ الرّحْمنِ بن أَبِی بَکْرٍ: «أَنَّهُ ماتَ بالحُبْشِیِّ ». یُقَال:منه أَحَابِیشُ قُرَیْشٍ ، و ذلک لِأَنَّهُم أَی بَنِی المُصْطَلِق،و بَنِی الهُونِ بنِ خُزَیْمَهَ اجْتَمَعُوا عِنْدَه،فحَالَفُوا قُرَیْشاً و تَحَالَفُوا باللّه إِنّهم لَیَدٌ عَلَی غَیْرِهم ما سَجَا لَیْلٌ ،و وَضَحَ نَهَارٌ،و ما رَسَا حُبْشِیٌّ مَکَانَهُ ، و فی بعض نُسَخِ الصّحاح:و ما أَرْسَی،فسُمُّوا أَحَابِیشَ قُرَیْشٍ ،باسْمِ الجَبَلِ ،و

17- فی حَدیثِ الحُدَیْبِیَه: «إِنّ قُرَیْشاً جَمَعُوا لَکَ الأَحَابِیشَ ». یقال:هُمْ أَحْیَاءٌ من القَارَهِ انضَمُّوا إِلَی بَنِی لَیْثٍ فی الحَرْب الَّتِی وَقَعَتْ بَیْنَهم و بَیْنَ قُرَیْشٍ قَبْلَ الإِسْلامِ ،فقالَ إِبْلِیسُ لقُرَیْشٍ :إِنّی جارٌ لَکُمْ من بَنِی لَیْثٍ ،فوَاقَعُوا (1)دَماً.سُمّوا بِذلِکَ لاِسْوِدَادِهِمْ ،قال الشّاعر:

لَیْثٌ و دِیلٌ و کَعْبٌ و الذی ظَأَرَتْ

جَمْعُ الأَحَابِیشِ لمّا احْمَرَّتِ الحَدَقُ

فلَمّا سُمِّیَتْ تِلْکَ الأَحْیَاءُ بالأَحَابِیشِ من قِبَل تَجَمُّعِهَا صارَ التَّحْبِیشُ فی الکَلاَمٍ کالتَّجْمِیع.و قال ابنُ إِسْحَاق:إِنَّ الأَحَابِیشَ هُمْ بَنُو الهُونِ و بَنُو الحارِثِ من کِنَانَهَ ،و بَنُو المُصْطَلِقِ من خُزَاعَهَ ، تَحَبَّشُوا :أَیْ تَجَمَّعُوا،فسُمُّوا بذلِکَ .نَقَلَه السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ .

و حُبْشِیُّ بن جُنَادَهَ الصّحابِیُّ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،و هذا قَدْ تَقَدَّم ذِکْرُه فی أَوَّل المادَّهِ ،و هذا مَحَلُّ ذِکْرِه،و هُوَ تَکْرَارٌ مُخِلّ .

و عَمرُو بنُ الرَّبِیعِ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخ،و الصَّوابُ و أَبُو عَمْرِو بنُ الرّبِیعِ بنِ طارِق المِصْرِیّ هکذا قَیَّدَه الدّارقُطْنِیّ ،بالضَّمّ ، أَوْ هُوَ بفَتْحَتَیْنِ کحَبَشِیّ بنِ إِسْمَاعِیلَ بنِ عبْدِ الرّحْمنِ بنِ وَرْدَانَ مَوْلَی عَبْدِ للّه بنِ سَعْدِ بنِ سَرْحٍ ،عَنْ سَعِیدِ بن أَبِی مَرْیَم.

و أَمّا حَبْشِیُّ بنُ مُحَمَّد بنِ شُعَیْبٍ ،أَبُو الغَنَائم الشَّیْبَانِیُّ الضّرِیرُ،تِلمِیذُ ابنِ الجَوَالِیقِیِّ ، و عَلِیُّ بنُ محمَّدِ بنِ حَبْشِیٍّ الأَزَجِیّ من شُیوخِ یُوسُفَ بنِ خَلِیلٍ ،سَمِعَ من أَبِی سَعْدٍ البَغْدَادِیّ ، و أَبو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطّافِ بنِ حَبْشِیٍّ المَوْصِلِیّ ،عن مالِکٍ البَانِیَاسِیّ ،و عَنْهُ محمَّدُ بنُ هِبَه اللّه بنِ کامِلٍ و ابنُه سَعِیدُ بنُ محمّدٍ،سَمِع من قاضِی المارِسْتَان، فبالفَتْحِ فسُکُونِ الموحَّدهِ ،أَی مَعَ تَشْدِیدِ التَحْتِیَّه.

ص:82

قُلْتُ :و یُلْحَق بِهِم عَبْدُ اللّهِ بن مَنْصُورِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بن حَبْشِیّ المَوْصِلِیّ ،عن أَبِی الحُسَیْنِ بنِ الطُّیُورِیّ ،مات سنه 567،ذَکَرَه الحافِظُ .

و حُبْشِیَّهُ بنُ سَلُولَ بنِ کَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبیعَهَ بنِ حارِثَهَ بنِ عَمْرِو بن عامِرِ بن رَبِیعَهَ ،و هُوَ لُحَیٌّ : جَدُّ لعِمْرانَ ابنِ الحُصَیْنِ الصّحابیِّ ،رَضِیَ اللّه تعَالَی عنه،و هُوَ من بَنِی غاضِرَهَ بنِ حُبْشِیّهَ ، بالضّمِّ ،و ضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْح الحاءِ و سُکُون المُوَحَّدَه،نَقَلَه الحَافِظُ .

و الحَبَشِیُّ (1)،بالتَّحْرِیکِ ،أَیْ مع تَشْدِیدِ التَّحْتِیَّه: جَبَلٌ شَرْقِیَّ سَمِیرَاءَ.

و جَبَلٌ آخَرُ بِبِلادِ بَنِی أَسَدٍ ،یُقَال:هو بعُمَانَ ،أَو هُوَ جَبَلٌ آخَرُ.

و دَرْبُ الحَبَشِ بالبَصْرَهِ فی خِطَّه هُذَیْلٍ ،نُسِبَ إِلَی حَبَشٍ أَسْکَنَهم عُمَرُ بنُ الخطّابِ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْه، البَصْرَهَ ،یَلِی هذا الدَّرْبَ مَسْجِدُ أَبِی بَکْرٍ الهُذَلِیّ ، و قَصْرُهُ بتَکْریتَ ،مَوْضِعٌ بالقُرْبِ منه،فِیهِ مَزَارِعُ ،شُرْبُهَا من الإِسْحَاقِیّ ، و بِرْکَتُه بمِصْرَ ،خَلْفَ القَرَافِهِ ،مُشْرِفَهٌ علی النِّیلِ ،و لَیْسَت ببِرْکَه لِلْمَاءِ،و إِنّمَا شُبِّهَت بها،و کَانَتْ تُعْرَف ببِرْکَهِ المَعَافِر.و بِرْکَهِ حِمْیَر،و عِنْدَها بَسَاتِینُ تُعْرَفُ بالحَبَش ،و البِرْکَهُ منسوبهٌ إِلیها،و هی الآنَ وَقْفٌ علی الأَشْرَافِ ،تُزْرَع فتکونُ نَزِهَهً خَضِرَه (2)،لِزَکاء أَرْضِها و رِیِّها،و هِیَ مِنْ أَجَلِّ مُتَنَزَّهاتِ مِصْرَ کانَتْ ،و فیها یَقُولُ أُمیّهُ بنُ أَبی الصَّلْتِ المَغْرِبِیّ یَصِفُهَا وَ یتَشَوَّقُهَا:

للّه یَوْمِی ببِرْکَهِ الحَبَشِ

و الأُفْقُ بَیْنَ الضِّیَاءِ و الغَبَشِ

و النِّیلُ تَحْتَ الرِّیَاضِ مُضْطَرِبٌ

کصَارِمٍ فی یَمِینِ مُرْتَعِشِ

و نَحْنُ فی رَوْضَهٍ مُفَوَّفَهٍ

دُبِّجَ بالنَّوْرِ عِطْفُهَا و وُشِی

قدْ نَسَجَتْهَا یَدُ الغَمَامِ لَنَا

فنَحْنُ من نَسْجِهَا علی الفُرُشِ (3)

فعَاطِنِی الرّاحَ إِنَّ تارِکَها

من سَوْرَهِ الهَمِّ غَیْرُ مُنْتَعِشِ

و أَثْقَلُ النّاسِ کُلِّهِمْ رَجُلٌ

دَعَاهُ دَاعِی الهَوَی فَلَمْ یَطِشِ

و الحَبَشِیَّهُ من الإِبِلِ :الشَّدِیدَهُ السّوَادِ ،کَأَنَّهَا نُسِبَت إِلی الحَبَشِ ، و تُضَمّ .

و الحَبَشِیَّهُ : البُهْمَی إِذا کَثُرَتْ و الْتَفَّتْ ،کَأَنَّهَا تَضْرِب إِلَی السّوَادِ،قال امْرُؤ القَیْسِ یَصِف حُمُراً:

و یَأْکُلْنَ بُهْمَی غَصَّهً حَبَشِیَّهً

و یَشْرَبْنَ بَرْدَ الماءِ فی السَّبَراتِ

و الحُبْشِیَّهُ ، بالضَّمِّ :ضَرْبٌ من النَّمّل سُودٌ عِظَامٌ ،قال اللَّیْث:لَمّا جُعِلَ ذلِکَ اسْماً لَهَا غَیَّرُوا اللَّفْظَ لِیَکُون فَرْقاً بین النِّسْبَهِ و الاسْمِ ،فالاِسْمُ حُبْشِیّه ،و النَّسْبَه حَبَشِیَّه .

و الحُبَاشِیَّه ،بالضَّمِّ :العُقَابُ ،و کذلِکَ النُّسَارِیَّه (4)،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و حَبُّوشٌ ،کتَنُّورٍ،ابنُ رِزْقِ اللّه مُحَمّد المِصْرِیّ :

مُحَدِّثٌ ثِقَهٌ ،و هُوَ مِنْ شُیوخِ الطّبَرَانِیّ .

و حُبَاشٌ ، کغُرَابٍ :اسمٌ .

و حَبَشَانُ کرَمَضَانَ :جَدٌّ لِمُحَمّدِ بنِ علیِّ بنِ جَعْفَر بنِ القَاسِمِ بن حَبَشَانَ بنِ یَعْلَی الوَاسِطِیِّ الفَقِیهِ المُحَدِّثِ الدّاوُودِیّ ،یَرْوِی عن أَبِی مُحَمَّدِ بنِ السَّقَّاءِ.

و یُقَالُ : حَبَشْتُ لَهُ حَبْشاً ،بالفَتْحِ ، و حُبَاشَهً ،بالضَّمّ ، و کَذا حَبَّشْتُ تَحْبِیشاً ،إِذا جَمَعْتَ لَهُ شَیْئاً.

و حَبَشْتُ لِعِیَالِی،و هَبَشْتُ ،أَیْ کَسَبْتُ و جَمَعْتُ ،و هی الحُبَاشَهُ و الهَبَاشَهُ .

و حَبَّاشٌ ، ککَتّانٍ :جَدُّ وَالِدِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ طَرْخَانَ البیکَنْدِیِّ البَلْخِیِّ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه مرَّتَیْنِ ،و قد صَحَّفَه المُصَنّف،و الصَّوَابُ أَنَّهُ بالجیمِ و المُوَحَّدَهِ .

و أَحْبَشُ بنُ قَلْعٍ ،شاعِرٌ مِنْ تَمیمٍ ،ذَکَرَه ابنُ الکَلْبِیّ .

و کغُرَابِ حُبَاشٌ الصُّورِیُّ ،رَوَی الحَسَنُ بنُ رَشِیقٍ ،عن الحَسَنِ بنِ آدَمَ ،عنه.

ص:83

و الحَسَنُ بنُ حُبَاشٍ الکُوفِیُّ :شَیْخٌ لابنِ نافِعٍ :

مُحَدِّثانِ .

و فاتَه:إِبراهِیمُ بنُ مُحَمّدِ بنِ خَلَفِ بنِ خَضِرِ بنِ حُبَاشِیّ البُخَارِیُّ ،ذَکَره ابنُ مَاکُولاَ.

و محمّدُ بنُ هارُونَ بنِ حُبَاشٍ الکَرَابِیسِیّ :شَیْخٌ لخَلَفٍ الخَیّامِ ،مات سنه 323.

و حَبْشُونُ ،بالفَتْح،البَصَلانِیّ ،و اسمُه أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ، یَرْوِی عنَ مُوسَی القَطّانِ .

و حَبْشُونُ بنُ یُوسُفَ النَّصِیبِیُّ ،عن خالِدِ بنِ یَزِیدَ العُمَرِیّ ،و عنه مُحَمَّدُ بن یُوسُفَ الهَرَوِیُّ .

و حَبْشُونُ بنُ مُوسَی الخَلاّلُ ،عن الحَسَنِ بن عَرَفَهَ ، و عنهما الدَّارَقُطْنِیُّ .

و عَلِیُّ بنُ حَبْشُونَ الصِّلْحِیّ ،عن أَحْمَدَ بنِ عُبَیْدِ بنِ ناصحٍ : مُحَدِّثُونَ .

و یَحْیَی بنُ أَبی مَنْصُور بن الصَّیْرَفِیّ الحُبَیْشِیُّ ،کزُبَیْرِیِّ :

إِمامٌ رَوی عن ابنِ طَبَرْزَد،و الرُّهاوِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الأَحْبُوشُ ،بالضمّ :جَمَاعَهُ الحَبَشِ (1)،قال العَجّاجُ :

کأَنَّ صِیرَانَ المَهَا الأَخْلاطِ

بالرَّمْلِ أُحْبُوشٌ من الأَنْباطِ

و قِیلَ :هُمْ الجَمَاعَهُ أَیًّا کانُوا،لأَنّهم إِذَا تَجَمَّعُوا اسْوَدُّوا.

و أَحْبَشَتِ المَرْأَهُ بوَلَدِهَا،إِذا جاءَت به حَبَشِیَّ اللَّوْنِ .

و التَّحَبُّشُ :التَّجَمُّعُ .

و تَحَبَّشَه ،و احْتَبَشَهُ :جَمَعَه.

و الحَبْشُ و الاِحْتِبَاشُ :الکَسْبُ .

و تَحَبَّشُوا عَلَیْهِ ،و تَهَبَّشُوا:اجْتَمَعُوا.

و حَبَّشَهم تَحْبِیشاً :جَمَعَهم.

و الأَحْبَشُ :الَّذِی یَأَکُلُ طَعَامَ الرَّجُلِ و یَجْلِسُ علَی مائِدَتهِ و یُزَیِّنُه.و الحَبَشِیُّ :ضَرْبٌ من العِنَبِ ،قال أَبو حَنِیفَهَ :لَمْ یُنْعَتْ لنا.

و الحَبَشِیُّ :ضَرْبٌ من الشَّعِیر،سُنْبُلُه حرفانِ ،و هو حَرِشٌ لا یُؤکَلُ ،لِخُشُونَتِه،و لکِنَّه یَصْلُح للعَلَفِ .

و حَبَشِیَّهُ :اسْمُ امْرَأَهٍ کانَ یَزِیدُ بنُ الطَّثَرِیَّهِ یَتَحَدَّثُ إِلَیْهَا.

و حُبَیْشٌ ،کزُبَیْرٍ:طائرٌ معروفٌ جاءَ مُصَغَّراً،مِثْل الکُمَیْتِ ،و الکُعَیْتِ ،کذَا فی الصّحاح،و العَجَبُ من المُصَنِّفِ کَیْفَ أَغْفَلَه.

و الحَبَشِیُّ :المَنْسُوبُ إِلَی الحَبَشَهِ ،و أَمّا أَبو سَلاّمٍ مَمْطُورٌ الحَبَشِیّ و آلُ بَیْتِه فإِلَی بَطْنٍ مِنْ حِمْیَر.

و حُبْشهُ بن کَعْبٍ ،بالضَّمِّ ،فی مُزَیْنَهَ ،ذَکَرَه ابنُ حَبیب.

و أَحْبَشُ ،من أَجْدَادِ أَبی الفَضْلِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُقْبَهَ الزّاهِدُ البُخَارِیُّ ،رَوَی عن أَبِی نُعَیْمٍ و طَبَقَتِه،نقله الحافِظُ .

و مُنْیَهُ حُبَیْشٍ ،کزُبَیْرٍ،من قُرَی مصر،بالمَنُوفِیّه،و قد دَخَلْتُهَا.

و الحُبَیْشُ :مَوْضِعٌ آخَرُ.

و شَقِیقُ بنُ سُلَیْکِ بنِ حُبَیْشٍ ،ابنُ أَخِی زِرٍٍّّ،من بَنِی أَسَدٍ،ثُمَّ من بَنِی غَاضِرَهَ منهم.

و حَتْرَشَهُ الجَرَادِ:صَوْتُ أَکْلِه ،عن أَبی سَعِیدٍ.

و یُقَال: تَحَتْرَشُوا ،أَیْ اجْتَمَعُوا ،مِثْلُ حَشَدُوا و حَشَکُوا، و یُقَالُ :سَعَی بَیْنَ القَوْم فتَحَتْرَشُوا عَلَیْهِ ،فلَمْ یُدْرِکُوه ،أَیْ سَعَوْا عَلَیْه و عَدَوْا و جَدُّوا لِیَأْخُذُوه ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .

و بَنُو حِتْرِشٍ ،بالکَسْرِ:بَطْنٌ من بَنِی عُقَیْلٍ مِنْ بَنِی مُضَرِّسٍ منهم، و هُم الحَتَارِشَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

قال الفَرّاءُ:رَأَیْتُه مُتَحَتْرِشاً لزِیارَتِکم،یُرِیدُ مُحْتَلِطاً (1)، هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و أَبو حُتْرُوشٍ :کُنْیَهُ شَمْلَهَ بنِ هَزّالٍ المُحَدِّث.

جُحْرِه،فإِذا سَمِعَ الصَّوْتَ حَسِبَه دَابّهً ،تُرِیدُ أَن تَدْخُلَ علیه،فجاءَ یَزْحَلُ علی رِجْلَیْه و عَجْزِه مُقَاتِلاً،و یَضْرِبُ بِذَنَبِه،فناهَزَهُ الرَّجُلُ ،أَیْ بَادَرَه،فأَخَذ بِذَنَبِهِ فضَبَّ عَلَیْهِ ، أَی شَدَّ القَبْضَ ،فلَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَفِیصَه،أَیْ یُفْلِتَ منه، و مِنْه المَثَلُ «هذا أَجَلُّ مِنَ الحَرْشِ »،بالفَتْح، مِنْ أَکاذِیبِهم أَنَّه إِذا وَلَدَ الضَّبُّ وَلَداً حَذَّرَه الحَرْشَ . أَحْسَنُ من ذلِکَ أَنْ یَقُول-بعد أَکاذِیبِهم،کَمَا هُو نَصّ المُحْکَم-:قال الضَّبُّ لوَلَدِه:یا بُنَیّ احْذَر الحَرْشَ ، فَبَیْنَمَا (1)هُو و وَلَدُه فی تَلْعَهٍ سَمِعَ وَقْعَ مِحْفَارٍ عَلَی فَمِ الجُحْرِ،فقال:یا أَبَتِ الْحَرْشُ هذا ؟و نصُّ المُحْکَم:فسَمِع یوماً وَقْعَ مِحْفَارٍ علی فَمِ الجُحْرِ:فقال:یا أَبَتِ أَ هذا الحَرْشُ ؟ فقال:یا بُنَیّ «هذا أَجَلُّ من الحَرْشِ »فذَهَب مثلاً،یُضْرب لِمَنْ یَخَافُ شَیْئاً فَیَقَعُ فِی أَشَدَّ منه.

و حَرَشَ فُلاناً و خَرَشَه،بالحَاء و الخَاء: خَدَشَه ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و حَرَشَ جَارِیَتَه:جَامَعَهَا مُسْتَلْقِیَهً علی قَفَاهَا،عن ابنِ دُرَیْدٍ (2).

و الحَرْشُ :الأَثَرُ ،و خَصّ بَعْضُهم به الأَثَرَ فی الظَّهْرِ.

و قِیلَ : الحِرَاشُ :أَثَرُ الضَّرْبِ فی البَعِیرِ یَبْرَأُ فلا یَنْبُت له شَعرٌ و لا وَبَرٌ.

و الحَرْشُ : الجَمَاعَهُ من النّاس،و الصّوَابُ فیه:

الحَرِشُ ،ککَتِفٍ ،قال الصّاغَانِیّ :یُقَال: حَرِشٌ من العِیَالِ ،و کَرِشٌ ،أَیْ جَمَاعَهٌ ،هکذا ضَبَطَه مُجَوَّداً، ج حِرَاشُ ،بالکَسْر،و به سُمِّی،الرَّجُلُ حِرَاشاً ،قال الجَوْهَرِیُّ ،و لا تَقُلْ :خِرَاش.

و رِبْعِیُّ و الرَّبِیعُ ،و مَسْعُودٌ:بَنُو حِرَاشٍ ،ککِتَابٍ الغَطَفَانِیّ : تابِعِیُّونَ ،رَوَی مَسْعُودٌ،و هو الأَکْبَر،عن حُذَیْفَهَ ،و أَخُوه رَبِیعٌ ،و هُوَ الأَوْسطُ ،هو الَّذِی تَکَلَّمَ بعدَ المَوْت.

و حِرَاشَ بنُ مالِکٍ :عَاصَرَ شُعْبَهَ بنِ الحَجّاجِ العَتَکِیّ .

و الحَرِیشُ ،کأَمِیرٍ: دُوَیْبَهٌ أَکْبَرُ من الدُّودَهِ علَی قَدْرالإِصْبَعِ ،بِأَرْجُلٍ کَثِیرَهٍ .أَو (3)هِیَ الَّتِی تُسَمَّی دَخَّال الأُذُنِ ، قالَه أَبو حَاتِمٍ ،و تُعْرَفُ عند العامّهِ بأُمِّ أَرْبَعَهٍ و أَرْبَعِین.

و حَرِیشُ بنُ هِلاَلٍ القُرَیْعِیّ التَّمِیمیّ الشّاعِرُ.

و حَرِیشُ بنُ کَعْبٍ ،فی قَیْسٍ ،و هو الحَرِیشُ بنُ کَعْبِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ ،منهم رَبِیعَهُ بنُ شَکَلِ بنِ کَعْبِ بنِ الحَرِیش ،الَّذِی عَقَد الحِلْفَ بَیْنَ بَنِی عامِرٍ و بین بَنِی عَبْسٍ ،و ذُو الغُصَّه (4)عامِرُ بن مَالِک، و مُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللّه[بن] (5)الشِّخِّیرِ 5،بالفَتْح،و سَعِیدُ بنُ عَمْرٍو،و غَیْرُهم.

و حَرِیشُ بنُ جَذِیمَهَ بنِ زَهْرَانَ بن الحَجْرِ بنِ عِمْرَانَ ، فی الأَزْدِ.

و حَرِیشُ بنُ عبْدِ اللّه بنِ عُلَیْمِ بنِ جَنَابٍ ،و أَخُوه جَرِیش (6)،بالجِیم، فی کَلْبٍ .

و حَرِیشُ بنُ جَحْجَبِیّ (7)بنِ کُلْفَهَ بنِ عَمْرِو (8)بنِ عَوْفٍ فی الأَنْصَارِ،و لیسَ فیهِمْ بالمُعْجَمَهِ غیرُه،و مَنْ سِوَاهُ بالمُهْمَلَه ،هذا قوْلُ الأَمیر ابنِ ماکُولاَ،نَقْلاً عن الزُّبَیْرِ بن بَکّار،و نَصُّه:کلُّ مَنْ فی الأَنْصَارِ حَرِیسٌ ،بِالمهملتین،إِلاّ حَرِیشَ بنَ جَحْجَبی فإِنّهُ بالحَاءِ و الشین المُعْجَمَه، و هُوَ جَدُّ أَنَسِ بنِ مالِکٍ الصَّحَابِیّ المَشْهُور،رَضِیَ اللّه تعالَی عنه.

و أُحَیْحَهُ بنُ الجُلاَحِ بنِ الحَرِیشِ ،من وَلَده المُنْذِرُ بنُ محمّدِ بنِ عَقْبَهَ بنِ احَیْحَهَ ،شَهِدَ بَدْراً،و قُتِل یومَ بِئْرِ مَعُونَه،و عبدُ الرّحمن بنُ أُبَیِّ بنِ بِلاَلِ بن أُحَیْحَهَ و غَیْرهما، و وَهِمَ الذَّهَبِیُّ فی تَقْییدِه بالإِهْمَالِ ،فإِنَّه عَکْسُ ما قَالَه الزُّبَیْرُ بنُ بَکّار،و علیه المُعَوَّل فی ضَبْطِ الأَنْسَاب (9).

و الحَرِیشُ : الأَکْولُ مِن الجِمَالِ ،و کذلِکَ بالجِیم.

ص:86

و الحَرِیشُ أَیضاً: المُتَدَلِّعُ الشَّفَتَیْنِ من خَرْطِ الشَّوْکِ ، نقلهما الصّاغَانِیّ ج حُرُشٌ ،بضَمَّتَیْن.

و الحَرِیشُ :دَابَّهٌ لهَا مَخَالِبُ کمَخَالِبِ الأَسَدِ،قاله إِبراهِیمُ الحَرْبِیّ ،و قال اللَّیْثُ :و لها قَرْنٌ وَاحِدٌ فی وَسَطِ هَامَتِهَا،تُسَمِّیها الناس الکَرْکَدَّن ،کما فی الصّحاح، و قِیلَ :هی دَابّهٌ بَحْرِیَّهٌ ،و رَوَی الأَزْهَرِیّ عن أَشْیَاخِه:

الهِرْمِیسُ :الکَرْکَدَّنُ أَعْظَمُ من الفِیلِ ،لَهُ قَرْنٌ ،یکونُ فی البَحْرِ،أَو عَلَی شَاطِئهِ ،قال:و کأَنَّ الحَرِیشَ و الهِرْمِیسَ شَیْ ءٌ وَاحِدٌ،فظَهَر مِنْ هذَا أَنّ القَوْلَیْنِ وَاحِدٌ،فقَوْلُ المُصَنِّف:و دَابَّهٌ بَحْرِیّه،یَقْتَضِی أَنّه غَیْرُ الکَرْکَدَّنِ ،فتَأَمَّل.

و یُقَال: أَخْرَجْتُ لَهُ حَرِیشَتِی،أَی مِلْکَ یَدِی ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ عن ابْنِ عبّادٍ.

و الحُرْشَهُ بالضَّمِّ :شِبْهُ الحَمَاطَهِ ،و هی الخُشُونَهُ ، کالحَرْشِ ، و مِنْهُ دِینارٌ أَحْرَشُ ،أَیْ خَشِنٌ ،لجِدَّتِه ، و الجَمْعُ حُرْشٌ ،و منه

16- الحَدِیث: «أَنّ رَجُلاً أَخَذَ من رَجُلٍ آخَرَ دَنَانِیرَ حُرْشاً ». و هِیَ الجِیَادُ الخُشْنُ ،الحَدِیثَهُ العَهْد بالسِّکَّه،الَّتِی علیها خُشُونَهُ النَّقْشِ . و کَذَا ضَبٌّ أَحْرَشُ ، أَی خَشِنُ الجِلْدِ،کأَنّه مُحَزّزٌ (1).

و قِیلَ :کُلُّ شیْ ءٍ خَشِنٍ أَحْرَشُ ،و حَرِشٌ ،الأَخِیرَهُ عن أَبی حَنِیفَهَ ،قال الأَزْهَرِیّ :و أُرَاهَا عَلَی النَّسَب،لأَنّی لَمْ أَسْمَعْ له فِعْلاً.

و الحَرّاشُ ،ککَتّانٍ :الأَسْوَدُ السّالِخُ لأَنّهُ یَحْرِشُ الضِّبَابَ ،و یُرِیدُ أَنْ یَدْخُلَ فی جُحْرَها.

و الحَرّاشُ بنُ مالِکٍ ،مُحَدِّث، سَمِعَ یَحْیَی بنَ عُبَیْدٍ ، و حَکَی ابنُ مَاکُولاَ فیه الخِلافَ :هَلْ هُوَ هکذا کما ضَبَطَه المُصَنِّف ؟أَو بالمُهْمَلَه و التَّخْفِیفِ ،أَیْ ککِتَابٍ ؟أَو بالمُهْمَلَه و التَّشْدِید،ککَتّانٍ ؟قال الحافِظُ :فصَحَّ أَنّ حَرَّاشَ بنَ مالِکٍ وَاحِدٌ لا اثْنَان.

قُلْتُ و العَجَبُ من المُصَنِّف،رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی،نَبَّه فی الحَرِیشِ علی وَهَمِ الذّهَبِیّ ،و تَبِعَه فی الحَرَّاشِ مُقَلِّداً له من غَیْرِ تَنْبِیهٍ عَلَیْه،أَیْ ذَکَرَ حِرَاشَ بن مالکٍ الَّذِی عاصَرَ شُعْبَهَ أَوّلاً،ثم ذَکَرَه ثانیاً،و قال فیه:إِنَّهُ سَمِعَ یَحْیَی بنعُبَیْدٍ،تَقْلِیداً للذَّهَبِیّ ،و هُمَا وَاحِدٌ،و إِنَّمَا لاِخْتِلاف فی الضّبْطِ ،فتَأَمَّلْ .و اللّه تعَالَی أَعْلَم.

و حَیَّهٌ حَرْشَاءُ بَیِّنَهُ الحَرَشِ ،مُحَرَّکَهً :خَشِنَه الجِلْدِ،قال الشّاعِر:

بحَرْشَاءَ مِطْحَانٍ کأَنَّ فَحِیحَهَا

إِذا فَزِعَتْ ماءٌ هُرِیقَ علَی الجَمْرِ

و قال الجَوْهَرِیّ بعد إِنْشاد هذا البیت:و الحَرِیشُ :نَوعٌ من الحَیّاتِ أَرْقَطُ ،و قال الصّاغَانِیّ :و هو تَصحیفٌ ، و الصواب:حِرْبِشٌ کهِجْرِسٍ .

قلت:و قد سَبَقه إِلی ذلک أَبو زَکَرِیّا،و قال:المَحْفُوظ حِرْبِشٌ ،و کأَنَّ الصّاغانِیَّ قلَّدَه،مع أَنَّ أَبا زکرِیّا لمْ یُوَهِّمْه، و العَجَبُ من المُصَنِّفِ کیْف أَغْفَل عن هذا التَّوْهِیمِ للجَوْهَرِیّ ،مع أَنّه غایَه مُناه.

و أَنا أَقُولُ :إِنّ الصّوَابَ مع الجَوْهَرِیّ ،فإِنّ هذا النَّوْعَ من الحَیّاتِ -الَّذِی یَکُونُ أَرْقطَ -من شَأْنِه خُشُونَهُ الجِلْدِ دائماً،و قدْ جَوَّزُوا وَصْفَ الحَیَّه بالحَرْشاء اتفاقاً،و تقدم عن ابنِ دُرَیْدٍ قَوله:أَفْعَی حِرْبِیشٌ :خَشِنٌ ،فجازَ وَصْفُهَا بالحَرِیشِ کالحِرْبِیشِ ،هذا مَا یَقْتَضِیهُ الاِشْتِقاقُ ،و أَما الحِفْظُ و النّقْلُ فنَاهِیکَ بالجَوْهَرِیِّ ،و شَرْطُهُ فی کِتَابِهِ أَن لا یَذْکُرَ فیه إِلاّ ما صَحَّ و سُمِع من الثَّقَاتِ ،فتأَمَّلْ .

و الحَرْشاءُ :نَبْتٌ سُهْلِیٌّ کالصَّفراءِ و الغَبْرَاءِ،و هی أَعْشَابٌ معروفهٌ تَسْتَطِیبُُهَا الرّاعِیهُ ،قاله الأَزهریّ :و قیلَ : الحَرْشَاءُ :

ضَرْبٌ من السُّطّاحِ ،أَخْضَرُ،یَنْبُتُ مُتَسَطِّحاً علی وَجْهِ الأَرْضِ ،و فیه خُشُونَهٌ ،قال أَبو النَّجْمِ :

و الخَضِرُ السُّطّاحُ من حَرْشائِهِ (2)

أَو هُوَ خَرْدَلُ البَرِّ ،قالَهُ أَبو نَصْرٍ،و أَنشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی النَّجُمِ :

و انْحَتَّ مِنْ حَرْشَاءِ فَلْج خَرْدَلُهْ

و أَقْبَلَ النَّمْلُ قِطَاراً تَنْقُلُهْ

ص:87

قالَ الصّاغَانِیُّ :و قد سَقَطَ بَیْن المَشْطُورَیْنِ مَشْطُورانِ (1)، و الرّوَایَه:«و اخْتَلَفَ النَّمْلُ ».

و الحَرْشاءُ : الجَرْباءُ مِنَ النُّوقِ الَّتِی لم تُطْلَ ،قالَه (2)أَبو عَمْرٍو،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :سُمِّیَت[ حَرْشَاءَ ] (3)لخُشُونهِ جِلْدِها.

و الحَرَشُونُ کحَلَزُون ،و رأَیْتُه فی نُسْخَهِ الصّحاح مَضْبُوطاً بالضْمِّ (4)مُجَوَّداً: حَسَکَهٌ صَغِیرهٌ صُلْبَهٌ ،تَتَعَلَّقُ بصُوفِ الشاءِ ،قال الشّاعر:

کمَا تَطایَرَ مَنْدُوفُ الحَرَاشِینِ

و یُقَال:إِنّه شَیْ ءٌ من القُطْنِ لا تَدْمَغُه المَطَارِقُ ،و لا یکونُ ذلِکَ إِلاَّ لخُشُونَهٍ فیه.

و الحَرِشُ ، ککَتِفٍ ،بالحاءِ و الخاء: مَنْ لا یَنَامُ ،قالَهُ الأُمَوِیّ ، و قِیلَ :جُوعاً ،و نَقَلَه الأَزهریُّ و قال:أَظُنّ .

و الحَرْش ،و التَّحْرِیشُ :الإِغْرَاءُ بینَ القَوْمِ ،أَو الکِلاَبِ ،و قِیلَ : الحَرْشُ و التَّحْرِیشُ :إِغراؤُک الإِنسانَ و الأَسَدَ لِیَقَعَ بقِرْنه.

و حَرَّشَ بَیْنَهُم:أَفْسَدَ و أَغْرَی بَعْضَهُمْ ببَعْضٍ ،و

16- فی الحَدِیث: «أَنَّهُ نَهَی عن التَّحْرِیشِ بَیْنَ البَهَائمِ ». هُوَ الإِغْرَاءُ و تَهْیِیجُ بَعْضِهَا علی بَعْضٍ ،کما یُفْعَل بینَ الجِمَالِ ،و الکِبَاشِ ،و الدُّیُوکِ ،و غَیْرِهَا.

و احْتَرَشَ لِعِیَالِه :جَمَع لَهُم،و اکْتَسَبَ ،و أَنْشَد:

لَوْ کُنْتَ ذَا لُبٍّ تَعِیشُ بهِ

لفَعَلْتَ فِعْلَ المَرْءِ ذِی اللُّبِّ

لَجَعَلْتَ صَالِحَ ما احْتَرَشْتَ و مَا

جَمَّعْتَ من نَهْبٍ إِلَی نَهْبِ

وَ أَحْرَشَ الهِنَاءُ البَعِیرَ:بَثَرَهُ ،أَی قَشَرَهُ و أَدْمَاه،عن ابنِ عَبّادٍ.و حَرَشَه ،و خَرَشَه،بالحَاء و الخَاء،إِذا حَکَّه حَتَّی یُقَشَّرَ الجِلْدُ الأَعْلَی،فیَدْمَی،فیُطْلَی حِینَئِذٍ بالهِنَاءِ.

و محمّدُ بنُ مُوسَی الحَرَشِیُّ مُحَرَّکَهً :مُحَدِّثٌ شَهِیرٌ، و آخَرُونَ بنَیْسَابُورَ.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الاحْتِرَاشُ :الخِدَاعُ .

و التَّحْریشُ :ذِکْرُ ما یُوجِبُ العِتَابَ .و تَحَرَّشَ الضّبَّ ، و تَحَرَّشَ به: احْتَرَشَه .

و قَال الفّارِسِیُّ :قال أَبو زَیْدٍ:یُقَالُ :لَهُوَ أَخْبَثُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَه .و ذلک أَنّ الضَّبَّ رُبَّمَا اسْتَرْوَحَ فخَدَعَ فَلَمْ یُقْدَرْ عَلَیْه.

و قال الأَزْهَرِیّ :قال أَبو عُبَیْدٍ:و من أَمْثَالِهِم فی مُخَاطَبَهِ العالِم بالشَّیْ ءِ مَنْ یُرِیدُ تَعْلِیمَه:«أَتُعْلِمُنِی بضَبٍّ أَنا حَرَشْتُه ؟:و نَحْوٌ منه قولُهم:«کمُعَلِّمَهٍ أُمَّهَا البِضَاعَ ».

و من المَجازِ: احْتَرَش ضَبَّ العَدَاوهِ ،و منه قَوْل کُثَیِّرٍ، أَنشده الفارِسِیّ :

و مُحْتَرِش ضَبَّ العَداوَهِ مِنْهُمُ

بحُلْوِ الخَلَی حَرْشَ الضِّبَابِ الخَوادِعِ

وَضَعَ الحَرْشَ مَوْضِعَ الاحْتِراشِ ،لأَنّه إِذَا احْتَرَشَه فقَدْ حَرَشَه ،و یُقَالُ :إِنّه لحُلْوُ الخَلَی،أَی حُلْوُ الکَلامِ .

و الحَرْشُ :الخَدِیعَه،و حَرِشَ کعَلِمَ ،إِذا خَدَعَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و

16- فی حَدِیثِ المِسْوَرِ: «مَا رَأَیْتُ رَجُلاً یَنْفِرُ من الحَرْشِ مِثْلَه». یَعْنِی مُعَاوِیَهَ ،یُرِیدُ بالحَرْشِ الخَدِیعَهَ .

و حَارَشَ الضَّبُّ الأَفْعَی،إِذا أَرادَتْ أَنْ تَدْخُلَ عَلَیْهِ ، فقَاتَلَهَا.

و حَرَشَ البَعِیرَ بالعَصَا:حَکَّ فی غَارِبِه لیَمْشِیَ .

قال الأَزْهَرِیُّ :سَمِعْتُ غَیْرَ وَاحِدٍ من الأَعْرَابِ یقولُ لِلْبَعِیر الذِی أَجْلَب دَبَرُهُ فی ظَهْرِه:هذا بَعِیرٌ أَحْرَشُ ،و بِهِ حَرَشٌ ،قال الشاعِرُ:

فَطارَ بِکَفِّی ذُو حِرَاشٍ مُشَمِّرٌ

أَحَذُّ ذَلاَذِیلِ العَسِیبِ قَصِیرُ

أَرادَ به جَمَلاً به آثارُ الدَّبَرِ.

ص:88

و نُقْبَهٌ حَرْشَاءُ :و هی البَاثِرَهُ ،الَّتی لمْ تُطْلَ (1)،و أَنشد الجَوْهَرِیّ :

و حَتّی کَأَنِّی یَتَّقِی (2)بِی مُعَبَّدٌ

بهِ نُقْبَهٌ حَرْشَاءُ لم تَلْقَ طالِیَا

و الحَارِشُ :بُثُورٌ تَخْرُجُ فی أَلْسِنَهِ النّاسِ و الإِبِلِ ،صِفَهٌ غَالِبَهٌ .

و احْتَرَشَ القَوْمُ :احْتَشَدُوا.

و حَرِیشٌ ،کأَمِیرٍ:قَبِیلَهٌ من بَنِی عَامِرٍ.

و قد سَمّوْا حَرْشَاءَ ،بالمَدِّ،و مُحَرِّشاً ،کمُحَدِّث،و مِنْهُ مُحَرِّشٌ الکَعْبِیّ ،هکذا ضَبَطَهُ ابنُ مَاکُولاَ،و ضَبَطَهُ غَیْرُه بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و قال الزَّمَخْشَرِیّ :الصَّوَابُ أَنّه بالخَاء المعجمه،کَمَا سَیَأْتی،و هُوَ صَحَابِیُّ ،له حَدِیث فی التِّرْمِذِیّ .

و حُرَیْشٌ ،کزُبَیْر:قَبِیلَهٌ بالمَغْرِب من البَرْبَر و مِنْهُم الإِمَامُ المُعَمَّرُ المُحَدِّثُ أَبو الحَسَنِ عَلِیُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللّهِ الخَیّاط الفاسِیّ الحُرَیْشِیّ ،حَدّث عَن الإِمَام عَبدِ القَادِرِ بنِ علیِّ ٍّ و غیره،و عَنْهُ شُیُوخُنَا:إِسْمَاعِیلُ بنُ عبدِ اللّه،و عُمَرُ بن یَحْیَی بنِ مُصْطَفَی،و مُحَمّدُ بنُ الطّالبِ بن سودَهَ ،و مُحَمّدُ ابنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ أَیُّوب،و مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُودٍ الوَرانیّ ،شَرَحَ الشِّفَاءَ و المُوَطَّأَ و الشَّمائِلَ ،و ماتَ ،بالمَدِینَهِ المشَرَّفه،عَنْ سِنٍّ عَالِیَهٍ .

و الحُرْشَانِ ،بالضَّمّ :جَبَلانِ بِأَعْیَانِهما،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

قُلْتُ :و هُوَ تَصْحِیفٌ ،و الصَوابُ بالسِّین المُهْمَلَه،و قد تَقَدّم.

و الحَرِیشُ ،کأَمِیرٍ:قَرْیَهٌ من أَعمالِ المَوْصِلِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ أَیْضاً.

و المِحْرَاشُ :المِحْجَنُ .

رَجُلاً أَرادَ الخُرُوجَ إِلَی تَبُوکَ ،فقَالَتْ لَهُ أُمُّه،أَو امرأَتُه:

کَیْفَ بالوَدِیّ ؟فقال:الغَزْوُ أَنْمَی لِلْوَدِیّ ،فما ماتَتْ مِنْهُ وَدِیَّهٌ و لا حَشَّتْ ». أَیْ یَبِسَتْ .

و حَشَّ الفَرَسُ یَحُشُّ حَشًّا ،إِذا أَسْرَعَ ،و مِثْلُه أَلْهَبَ ، کأَنَّه یَتَوَقَّد فی عَدْوِه،قالَ أَبو دُوَادٍ الإِیَادِیّ :

مُلْهِبٌ حَشُّهُ کحَشِّ حَرِیقٍ

وَسْطَ غابٍ و ذاکَ مِنْه حِضَارُ

و حَشَّ الحَشِیشَ یَحُشُّه حَشًّا : قَطَعَهُ و جَمَعَه،کاحْتَشَّهُ .

و من المَجَازِ: حَشَّ فُلاناً یَحُشُّه حَشًّا : أَصْلَحَ مِنْ حالِه ، و فی العُبَابِ :مِنْ مالِه.

و حَشَّ المَالَ بِمَالِ غَیْرِه (1)،إِذا کَثَّرَه به،و هو مَجاز أَیْضاً،قال صَخْرَ الغَیِّ الهُذَلِیُّ :

فی المُزَنِیّ الّذِی حَشَشْتُ له (2)

مالَ ضَرِیکٍ تِلادُه نَکِدُ

قال السُّکَّرِیُّ : حَشَشْتُ لَهُ :جَعَلْتُه فی ماله،و قالَ الباهِلِیّ : حَشَشْتُ له:قَوَّیْتُه به.

و حَشَّ زَیْداً بَعِیراً،و حَشَّهُ بِبَعِیرٍ:أَعْطَاهُ إِیَّاهُ یَرْکَبهُ ، الأَخِیرُ عن ابنِ حَبِیبِ .

و حَشَّ الصَّیْدَ:ضَمَّهُ من جانِبَیْه ،و قال اللّیثُ :یُقَال:

حُشَّ عَلَیَّ الصَّیْدَ،جاءَ به فی بابِ المُضَاعَف،قال الأَزْهَرِیّ :کَلامُ العَرَبِ الصَّحِیحُ :حُشْ عَلَیَّ الصَّیْدَ، بالتَّخْفِیفِ ،من حاشَ یَحُوشُ ،و مَنْ قَال: حَشَشْتُ الصّیْدَ، یَعْنِی (3)حُشْتُه،فإِنّی لَمْ أَسْمَعْه لِغَیْرِ اللَّیْثِ ،و لَسْتُ أُبْعِدُه مع ذلِک من الجَوَازِ،و معناه:ضُمَّ الصَّیْدَ من جَانِبَیْه،کمَا یُقَال: حُشَّ هذا البَعِیرُ بِجَنْبَیْنِ وَاسِعَین،أَی ضُمَّ ،غیر أَنّ المعروفَ فی الصَّیْدِ الحَوْشُ .

و حَشَّ الفَرَسَ یَحُشُّه حَشًّا : أَلْقَی له حَشِیشاً و عَلَفَه به، قال الأَزْهَرِیّ :و سَمِعْتُ العَرَبَ تقُولُ للرجُل: حُشَّ فَرَسَک، و مِنْهُ المَثَلُ .« أَحْشُّکَ و تَرُوثُنِی »،یَعْنِی فَرَسَه،و مَعْنِی أَحُشُّکَ :أَعْلِفُکَ الحَشِیشَ ،قال الجَوْهَرِیّ :و لَوْ قِیلَ بالسّینِ لم یَبْعُد، یُضْرَبُ لِمَنْ أَسماءَ إِلی مَنْ أَحْسَنَ إِلیهِ ،کَذا قالَهُ الأَزْهَرِیّ ،و قال غَیْرُه:یُضْرَبُ لِکُلِّ مَنْ اصْطَنَع عندَه مَعْرُوفاً فکافَأَه بضِدّه أَوْ لَمْ یَشْکُرْه و لا نَفَعَه،ثمّ إِنّ لَفْظَ المَثلِ هکذا هو فی الصّحاح و التّهْذِیب و الأَسَاسِ و المُحْکَمْ ، و رَأَیْتُ فی هامِش الصّحاحِ ما نَصُّه:و الذی قَرَأْتُه بخَطّ عبدِ السّلامِ البَصْرِیّ فی کتابِ الأَمثالِ لأَبِی زَیْدٍ: أَحُشُّکِ و تَرُوثِینِی،و قد صُحِّح علیه.

و المِحَشُّ ،بالکَسْرِ: حَدِیدَهٌ تُحَشُّ (4)بِهَا النارُ،أَیْ تُحَرَّکُ ،کالمِحَشَّهِ ،بالکَسْر أَیْضاً، و منه قِیل للرَّجُلِ الشُّجاع :نِعْمَ مِحَشُّ الکَتِیبَهِ ،و هو مَجَازٌ.

و المِحَشُّ : ما یُجْعَلُ فیه الحَشِیشُ ،کالمِحَشَّهِ ،و فتحُ مِیمِه (5)،و فی بَعْضِ النُّسَخِ ،مِیمِهما، أَفْصَحُ .

و قال أَبو عُبَیْد: المِحَشّ :ما حُشَّ به،و المَحَشُّ :الذی یُجْعَل فیه الحَشِیشُ ،و قد تُکْسَرُ مِیمُه أَیْضاً.

و المِحَشُّ : مِنْجَلٌ سَاذَجٌ یُحَشُّ به الحَشِیشُ ، و کَسْرُه أَفْصَحُ ،و فی اللّسَان:و الفَتْحُ أَجودُ.

و المِحَشّ : الأَرْضُ الکَثِیرَهُ الحَشِیش ،کالمِحَشَّهِ ، یقال:هذا مِحَشُّ صِدْقٍ :لِلْبَلَدِ الَّذِی یَکْثُرُ (6)فِیه الحَشِیش .

و المَحَشُّ : الحُشُّ ،کأَنَّهُ مُجْتَمَعُ العَذِرَهِ ،و یُکْسَر.

و من المَجَازِ:یُقَال: هو مِحَشُّ حَرْبٍ ،بالکَسْرِ ،أَی مُوقِدٌ لَهَا ،أَی لِنَارِهَا و مُؤَرِّثُهَا طَبِنٌ بها ،ککَتِفٍ ،و هُوَ العَارِفُ بِأُمُورِهَا.

و مِنَ المَجَازِ: الحَشُّ ،مُثَلَّثَهً ،الفَتْحُ و الضَّمُّ نَقَلَهُما الجَوهَرِیّ : المَخْرَجُ و المُتَوَضَّأَ،سُمِّیَ به، لأَنَّهم کانُوا یَقْضُون حَوَائِجَهُم ،أَی یَذْهَبُونَ عِنْدَ قَضَاءِ الحاجَهِ فی البَسَاتِین ،و قِیلَ :إِلی النَّخْلِ المُجْتَمِع،یتَغَوَّطُونَ فِیهَا، علی نَحْوِ تَسْمِیَتِهِم لِلْفِنَاء عَذِرَهً ، ج: حُشُوشٌ ،و منه

16- الحَدِیث: «إِنّ هَذِه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَهٌ ». یعنی الکُنُفَ و مَوَاضِعَ قَضَاءِ الحَاجَهِ ، و حُشُّونَ ،عن ابنِ عبّادٍ.

ص:90

و الحَشُّ ، بِالفَتْحِ :النّخْلُ الناقِصُ ،هکذا فی النُّسَخ، و فی بَعْضِهَا النّافِضُ ،بالفَاءِ و الضاد، القَصِیرُ الَّذِی لَیْسَ بمَسْقِیّ و لا مَعْمُورٍ ،و قِیلَ :هو جَمَاعهُ النَّخْلِ ،و قال ابنُ دُرَیْد: الحُشُّ ،بالفَتْحِ و الضَّمِّ :النَّخْلُ المُجْتَمِع، ج حَشّانٌ ،بالکَسْرِ،کضَیْفٍ و ضِیفَانٍ ،هکذا مَثَّلَه به الجَوْهَرِیّ ،و قولُه:بالکَسْرِ،مُسْتَدْرَکٌ ،وَ فَاتَهُ حُشّانٌ ،بالضَّمِّ أَیْضاً،و حَشَاشِینُ جَمْع الجَمْع،کِلاهُمَا عن سِیبَوَیْهِ .

و الحُشُّ ، بالضَّمّ :بالوَلَدُ الهَالِکُ فی بَطْنِ أُمِّهِ ،و نَصُّ ابنِ شُمَیْل:فی بَطْنِ الحامِلَهِ ،قال:یُقَال إِنّ فی بَطْنِهَا لَحُشَّا ، و هُوَ الوَلَدُ الهَالِکُ تَنْطَوِی عَلَیْه،و تُهَراقُ دَماً علیه،أَیْ یَبْقَی فلا یَخْرُج،قال ابنُ مُقْبِل:

و لقَدْ غَدَوْتُ علی التِّجَارِ بِجَسْرَهٍ

قَلِقٍ حُشُوشُ جَنِینِهَا أَو حَائلِ

و حُشُّ کَوْکَبٍ ،و حُشُّ طَلْحَهَ :مَوْضِعَانِ بالمَدِینَهِ ،ظاهِرُ ضَبْطِهما أَنّهما بالضّمِّ ،و الصواب أَنَّهما بالفتح،کما ضَبَطه الصاغانِیّ و أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیّ (1)،

17- أَما حَشُّ کَوْکَبٍ فإِنّه بُسْتانٌ بظاهِرِ المَدِینَهِ ،خارِجَ البَقِیعِ ،اشْتَرَاه سَیّدُنَا عُثْمَان،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،و زادَهُ فی البَقِیعِ ،و به دُفِنَ .

و ابنُ حُشَّهَ الجُهَنِیّ :بالضَّمِّ :تابِعِیٌّ ،عن أَبِی هُرَیْرَه، رَضِیَ اللّهُ تَعَالی عنه،و عَنْهُ ابنُ أَبِی ذُؤَیْبٍ و مُحَمّدُ بنُ عَبْدِ اللّه بن القاسِمِ الحَشّاشُ ،ککَتّانٍ : مُحَدِّثٌ یَرْوِی عن عَبْدِ الرزّاقِ .

و زُبَیْنَهُ بنُ مازِنِ بنِ مالِکِ ،و عَبْدُ اللّه،و حِشّانُ ، و الحِرْمازُ و اسْمُه الحارِثُ : بَنُو مالِکِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ، و کَعْبُ بنُ عَمْرو بنِ تَمِیمٍ ،یُقَال لِهذِهِ القَبَائِلِ :الحِشّانُ ، بالکَسْرِ ،و الَّذی ذَکَرَه أَبو عُبَیْدٍ و غیرُه عن أَئِمّهِ النُسَبِ أَنّه یُقَالُ لِبَنِی رَبِیعَهَ و دَارِمٍ و کَعْبِ بنِ مالِکِ بنِ حَنْظَلَهَ :

الحِشّانُ ،و لِبَنِی طُهَیَّهَ و بَنِی العَدَوِیَّهِ :الجُمَان،فَتَأَمَّل.

و الحُشَّانُ (2)، بالضّمِّ :أُطُمٌ بالمَدِینَهِ ،عَلَی طَرِیقِ قُبُورِالشُّهَدَاءِ،نقله ابنُ الأَثِیرِ،و قال الصّاغَانِیّ :و هُوَ من آطامِ الیَهُودِ.و ضَبَطَه بالکَسْرِ.

و من المَجَازِ: المَحَشَّهُ :الدُّبُرُ ،کالحُشِّ ، ج مَحَاشُّ ، و حُشُوشٌ ،و

14- فی الحَدِیث: «أَنَّه صَلّی اللّه عَلَیه و آلِه و سلّم نَهَی عن إِتْیَانِ النِّسَاءِ فی مَحَاشِّهِنّ ». و قد رُوِی بالسّینِ أَیْضاً،و

14- فی رِوَایَهٍ : فی حُشُوشِهِنّ . أَیْ أَدْبَارِهِنّ ،و

16- فی حَدِیثِ ابنِ مَسْعُودٍ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه: « مَحاشُّ النّساءِ عَلَیْکُمْ حَرَامٌ ». قال الأَزْهَرِیُّ :کَنَی عَن الأَدْبَارِ بالمَحَاشِّ ،کما یُکْنَی بالحُشُوشِ عن المَوَاضِعِ الغَائِطِ .

و المَحَشَّاهُ (3):أَسْفَلُ مَوَاضِعِ الطّعامِ المُؤَدِّی إِلَی المَذْهَبِ .

و هِیَ مِنَ الدّوابِّ :المَبْعَرُ ،هذِهِ العِبَاره-من قَوْلِه:

و المَحَشّاه-أَوْرَدَهَا الصّاغَانِیّ ،و لکِنّه بَعْدَ أَنْ ذَکَرَ:و

16- یُرْوَی:

مَحَاشِی النسَاءِ عَلَیْکُم حَرامٌ . ثم قال و المَحْشَاه إِلَی آخِره،! و ظَنَّ المُصَنّف،رَحِمَهُ اللّه،أَنَّهَا فی هذِه المادَّه،و إِنّمَا هُوَ بَیانٌ لِلرِّوَایَه،و مَوْضِعُ ذِکْرِه فی المُعْتَلِّ ،کما لا یَخْفَی، فَتَأَمَّل.

و الحَشِیشُ ،کأَمِیرٍ: الکَلَأُ الیابِسُ ،و لا یُقَالُ ،و هُوَ رَطْبٌ : حَشِیشٌ ،زادَهُ الجَوْهَرِیّ ،و الأَزْهَرِیّ ،و زادَ الأَخِیرُ:

و الطّاقَهُ مِنْهُ حَشِیشَهٌ ،و العُشْبُ یَعُمّ الرَّطْبَ و الیَابِسَ ،و قَالَ ابنُ سِیدَه:و هذا قَوْلُ جُمْهُورِ أَهْلِ اللُّغَه،و قال بَعْضُهم:

الحَشِیشُ :أَخْضَرُ الکَلإِ و یابِسُه،قال:و هذا لَیْسَ بصَحِیحٍ ،لِأَنَّ مَوضُوعَ هذِه الکَلِمَهِ فی اللُّغَه الیُبْسُ و التَّقَبُّضُ ،و قالَ الأَزْهَرِیّ :العَرَبُ إِذا أَطْلَقُوا اسْمَ الحَشِیشِ عَنَوْا بهِ الخَلَی خاصَّهً ،و هُوَ أَجْوَدُ عَلَفٍ تَصْلُح الخَیْلُ عَلَیْهِ ،و هُوَ من خَیْرِ مَرَاعِی النَّعَمِ ،و هُوَ عُرْوَهٌ فی الجَدْبِ ،و عُقْدَهٌ فی الأَزَمَاتِ ،و قال ابنُ شُمَیْلٍ :البَقْلُ أَجْمَعُ ،رَطْباً و یَابِساً، حَشِیشٌ و عَلَفٌ و خَلًی.

و حَشِیشٌ : الزّاهِدُ المَوْصِلِیُّ الکَبِیرُ فی طَبَقَهِ فَتْحٍ المَوْصَلِیّ ،و سالِمٍ الحَدّادِ المَوْصِلِیّ .

و مُعِینُ الدِّینِ هِبَهُ اللّه بنُ حَشِیشٍ ناظِرُ الجُیُوشِ بالشّامِ ،کَانَ بَطَرَابُلُسَ ، حَدَّثَ .

ص:91

و حُشَیْشٌ ، کَزُبَیْرٍ:ابنُ عِمْرَانَ ،فی تَمِیمٍ ،هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَابِ :بن نِمْرَان بن سَیْفِ بنِ عُمَیْرِ بنِ رِیَاحِ بنِ یَرْبُوع.

و حُشَیْشُ بنُ هِلاَلٍ فی بَحِیلَهَ ،و هو الحارِثُ بن رِیَاح.

و حُشَیْشُ بنُ عَدِیّ بنِ عَدِیّ بنِ عامِرِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ الحارِثِ بن مالِکٍ ، فی کِنَانَهَ .

و حُشَیْشُ بنُ حُرْقُوصٍ ،فی تمِیمٍ ،أَیْضاً ،و هُوَ ابنُ حُرْقُوصِ بنِ مازِنِ بنِ مالِکِ بنِ عَمْرِو بنِ تمِیم،و مِنْهُمْ قَطَرِیُّ بنُ الفُجاءَهِ ،و اخْتُلِفَ فی جَدِّ مَالِکِ بنِ الحارِثِ ، و مالِکِ بنِ الحُوَیْرِث الصّحابِیِّیْنِ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُمَا، فقِیلَ هکذا،و قِیلَ :کأَمِیرٍ،حَکَی ذلِکَ الأَمِیرُ.

و المَحَشُّ :المَکَانُ الکَثِیرُ الکَلإِ و الخَیْرِ (1)،و مِنْهُ قَوْلُهُم:

إِنّکَ بِمَحَشُّ صِدْقٍ فلا تَبْرَحْه،أَی بمَوْضِعٍ کَثِیرِ الحَشِیشِ ،کَذَا فی نُسَخِ الصّحَاح،و فی بَعْضِهَا:کَثِیر الخَیْرِ،و صُحِّح علیه،و فی الأَخِیرِ مَجَازٌ.

و الحُشَاشُ ،و الحُشَاشَهُ بِضَمِّهما:بَقِیَّهُ الرُّوحِ فی القَلْبِ ،و هو الرَّمَقُ فی المَرِیضِ و الجَرِیحِ ،قال الشّاعِرُ:

و ما المَرْءُ ما دَامَتْ حُشَاشَهُ نَفْسِه

بِمُدْرِکِ أَطْرَافِ الخُطُوبِ و لا آلِ

و کِلُّ بَقِیَّهٍ : حُشَاشَهٌ ،و قال الفَرَزْدَقُ :

إِذا سَمِعَتْ وَطْ ءَ الرِّکَابِ تَنَفَّسَتْ

حُشَاشَتُهَا فی غَیْرِ لَحْمٍ و لا دَمِ

و حُشَاشَاکَ أَنْ تَفْعَلَ کَذَا،بالضَّمِّ ،و کَذا غُنَامَاکَ و حُمَادَاکَ ،أَی قُصَارَاکَ ،و قال اللِّحْیَانِیّ :أَیْ مَبْلَغُ جُهْدِک.

کأَنَّه مُشْتَقٌّ مِنَ الحُشَاشَهِ .

و یَوْمُ حُشَاشٍ من أَیّامِهِم ،قال عُمَیْرُ بنُ الجَعْدِ.

أَ أُمَیْم هَلْ تَدْرِینَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ

فَارَقْتُ یَومَ حُشَاشَ غَیْرِ ضَعِیفِ

یَسَرٍ إِذا هَبَّ الشِّتَاءُ و مُطْعِمٍ

لِلَّحْمِ غیرِ کُبُنَّهٍ عُلْفُوفِ (2)

و الحِشَاشُ ، بالکَسْرِ:الجُوالِقُ فیه الحَشِیشُ ،قال الشّاعِرُ:

أَعْیَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ

بَیْنَ حَشَاشَیْ بَازِلٍ جِوَرِّ

و حِشاشَا کُل شَیْ ءٍ:جانِبَاهِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و الحُشَّهُ ،بالضَّمِّ ،القُبَّهُ العَظِیمَهُ ،هکذا فی سائر النُّسخ:القُبَّهُ بالمُوَحَّدَه،و الصَّوابُ القُنَّه بالنُّونِ ،کما ضبَطه الصّاغَانِیّ ،عن ابنِ عَبّاد، ج حُشَشٌ ،بضَمِّ ٍّ ففَتْحٍ .

و أَحْشَشْتُه عَنْ حَاجَتِه:أَعْجَلْتُه عَنْها ،نَقَلَه الصّاغانیّ ، کأَنَّه لُغَهٌ فی أَعْشَشْتُه،بالعَیْنِ .

و أَحْشَشْتُ فُلاناً: حَشَشْتُ مَعَهُ الحَشِیشَ ،أَیْ جَمَعْتُه و قَطَعْتُه،فَکَأَنَّهُ أَعانَه فی الحَشِّ .

و أَحَشَّ الکلأُ:أَمَکَنَ لِأَنْ یُحَشَّ و یُجْمَع،و لا یُقَال:

أَجَزَّ،و قال ابنُ شُمَیْل:یُقَال:هذه لُمْعَهٌ قد أَحَشَّتْ ،أَیْ أَمْکَنَتْ لِأَن تُحَشَّ ،و ذلِکَ إِذا یَبِسَتْ ،و اللُّمْعَهُ من الحَلِیّ هُوَ المَوْضِعِ الذِی یَکْثُرُ فِیهِ الحَلِیّ ،و لا یُقَالُ لَه لُمْعَه حَتّی یَصْفَرَّ أَو یَبْیَضَّ .

و أَحَشَّتْ المَرْأَهُ ،و النّاقَهُ ، تُحِشُّ ،أَی یَبِسَ الوَلَدُ فی بَطْنِهَا،و هی مُحِشٌّ ،و قد أَلْقَتْهُ حَشًّا .

و احْتَشَّ الحَشِیشَ :طَلَبَه،و جَمَعَه.

و أَمّا حَشّه فبِمَعْنِی قَطَعَه.

و تَحَشْحَشُوا:تَفَرَّقُوا،و أَیْضاً تَحَرَّکُوا للنُّهُوضِ ، کحَشْحَشُوا ،یُقالُ :سَمِعْتُ له حَشْحَشَهً ،بالحَاء و الخَاءِ، أَیْ حَرَکَهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و یُقَال: الحَشْحَشَه :دُخُولُ القَوْمِ بَعْضِهِم فی بَعْضٍ ، فیکونُ ضِدَّ التَّفَرّق،فَتَأَمَّل،و

15,1,14- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ و فَاطِمَه، رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنهما: «دَخَلَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم،و عَلَیْنَا قَطِیفَهٌ ،فلمّا رَأَیْنَاهُ تَحَشْحَشْنَا ،فَقَال:مَکَانَکُما». أَی تَحَرَّکْنَا.

و المُسْتَحِشَّهُ من النُّوقِ :الَّتِی دَقَّتْ أَوْ ظِفَتُهَا من عِظَمِهَا و کَثْرَهِ شَحْمِهَا (3)،و حَمُشَتْ سَفِلَتُهَا فی رَأْیِ العَیْن.

ص:92

و قَدْ اسْتَحَشَّهَا الشَّحْمُ ،و أَحَشَّها فاسْتَحَشَّ ،أَیْ أَدَقَّ عَظْمَها فاسْتَدَقَّ .عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنشد:

سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَکْرُعُهَا

لا النِّیُّ نِیٌّ و لا السَّنَامُ سَنَامُ

و قِیلَ :لَیْسَ ذلِک،لِأَنّ العِظَام تَدِقُّ بالشَّحْمِ ،و لکِنْ إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عِنْدَ ذلِکَ فیما یُرَی.

و اسْتَحَشَّ :عَطِشَ ،یُقَالُ :جاءَتِ الخَیْلُ مُسْتَحِشَّهً ،أَی عِطَاشاً،عن ابنِ عَبّادٍ. و اسْتَحَشَّ الغُصْنُ :طَالَ .

و اسْتَحَشّ سَاعِدُها کَفَّهَا ،إِذا عَظُمَ حَتَّی صَغُرَتِ الکَفُّ عِنْدَه ،و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ :قَامَ فُلانٌ إِلی فُلاَنٍ فاسْتَحَشَّه ،أَیْ صَغُرَ معه.

و قالَ الفَرَّاءُ:سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِی أَسَدٍ یَقُول: أَلْحِق الحِشَّ بالإِشِّ ،قَال:کَأَنَّه یَقُول:أَلْحِق الشَّیْ ءَ بالشیْ ءِ أَیْ إِذا جاءَکَ شَیْ ءٌ مِنْ ناحِیَهٍ فَافْعَلْ مِثْلَهُ (1)ذَکَرَهُ أَبو تُرَابٍ فِی بابِ السِّینِ و الشِّینِ ،و تَعَاقُبِهما،و قد تَقَدَّم ذِکْرُه هُنَاکَ ،قالَ الصّاغَانِیّ :و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی مناسبه شیء مع غَیْرِه یَجیء ثمّ یُسْتَعارُ هذا.و قد شَذَّ عَنْ هذا التَّرْکِیبِ : الحُشَاشَه :بَقِیَّهُ النَّفْسِ .

قلت:و کذا حُشاشاکَ أَنْ تَفْعَلَ کذا.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

حَشَّ عَلَی غَنَمِه،کهَشَّ ،أَیْ ضَرَبَ أَغْصَانَ الشجرهِ حَتَّی نَثَرَ وَرَقَها،و منه المحَشَّهُ للعَصَا،و قِیلَ :القَضِیب.

و حَشَّ عَلَی دَابَّتِه:قَطَعَ لَهَا الحَشِیشَ .

و الحُشَّاشُ ،کرُمَّان:الَّذِین یَحْتَشُّونَ الحَشِیشَ .

و الحُشَاشُ ،کغُرَابٍ ،خاصّهً :ما یُوضَعُ فیه الحَشِیشُ ، و جَمْعُه أَحِشَّه (2).

و المِحَشُّ ،بالکَسْرِ و الفَتْح:کِسَاءٌ من صُوف یُوضَعُ فِیهِ الحَشِیشُ ،نقَلَهُ ابنُ الأَثِیر.

و أَحَشَّ اللّه یَدَه:دُعَاءٌ للعَرَبِ .

و اسْتَحَشَّ الوَلَدُ فی الرَّحِمِ :یَبِسَ .و الحَشِیشُ ،و المَحْشُوشُ ،و الأُحْشُوشُ : الحُشُّ ،و هو الوَلَدُ الَّذِی یَبِسَ فی بَطْنِ أُمِّه،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : حَشَّ وَلَدُ النَّاقَهِ [ یَحِشُّ ] (3)حُشُوشاً ،و أَحَشَّتْه أُمُّه.

و أَحَشَّ (4)الحَرْبَ یَحُشُّها حَشٍّا :أَسْعَرَها و هَیَّجَهَا،و هو مَجَازٌ تَشْبِیهاً باسْتِعَارِ النّار،قال زُهَیْرٌ:

یَحُشُّونَهَا بالمَشْرَفِیَّهِ و القَنَا

و فِتْیَانِ صِدْقٍ لاضِعَافٍ و لا نُکْلِ

و حَشَّ النَابِلُ سَهْمَه یَحُشُّه حَشًّا ،إِذا رَاشَه،کَمَا فی العُبَابِ ،و أَلْزَقَ بِهِ القُذَذَ من نَوَاحِیه،کما فی الصّحاحُ ،أَوْ رَکَّبَهَا عَلَیْه.قال:

أَو کَمِرِّیخٍ علی شِرْیَانَهٍ

حَشَّهُ الرّامِی بظُهْرَانٍ حُشُرْ

و هو مَجازٌ،و قال الأَزْهَرِیُّ :إِذا کان البَعِیرُ و الفَرَسُ مُجْفَرَ الجَنْبَیْن یُقَال: حُشَّ ظَهْرُه بِجَنْبَیْنِ وَاسِعَیْن،فهُوَ مَحْشُوشٌ .

و حَشَّ الدّابَّهَ یَحُشُّهَا حَشًّا :حَمَلَهَا فی السَّیْرِ،قال:

قَدْ حَشَّهَا اللَّیْلُ بعَصْلَبِیِّ

مُهَاجِرٍ لَیْسَ بأَعْرَابِیِّ

قال الأَزْهَرِیّ :قَدْ حَشَّها ،أَیْ ضَمَّهَا،و کُلُّ ما قُوِّیَ بِشَیْ ءٍ أَو أُعِینَ به فَقَدْ حُشَّ به،کالحَادِی للإِبِلِ ،و السِّلاحِ للحَرْبِ ،و الحَطَبِ للنارِ،قال الرّاعِی:

هُوَ الطِّرْفُ لَمْ تُحْشَشْ مَطِیٌّ بمِثْلِهِ

و لا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدّارِ خائِفُ (5)

أَیْ لَم تُرْمَ مَطِی بِمِثْلِه،و لا أَعِینَ بِمِثْلِه قَوْمٌ عند الاحْتِیاجِ إِلَی المَعُونَه.

و الحُشّاشَهُ ،کرُمّانَهٍ :القُنَّهُ العَظِیمَه،عن ابنِ عَبّاد.

و حَشْحَشَتْه النارُ:أَحْرَقَتْه.

و یُقَال:أَنْبَطُوا بِئْرَهْم فی حَشَّاءَ،أَی حِجَارَهٍ رِخْوَهٍ و حَصْبَاءَ،و یُقَال:خَشّاءِ،بالخاء مُعْجَمَه،نقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و غِبُّ الحَشِیشِ :من أَغْبَابِ بَحْر الیَمَنِ .

ص:93

و حَشْحَشْتُه :خَضْخَضْتُه.

و اسْتَحَشُّوا:قَلُّوا.

و من المَجَازِ:ما بَقِیَ من المُرُوءَهِ إِلاَّ حُشَاشَهٌ تَتَرَدَّدُ فی أَحْشَاءِ مُحْتَضَرٍ.و جِئْتُ و مَا بَقِیَ من الشَّمْسِ إِلا حُشَاشَهُ نازِعٍ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیّ ،رَحِمَهُ اللّهُ تَعَالَی.

و الحَشَّاءُ:فَرَسُ عَمْرِو بنِ عَمْرٍو،کانَ لَهَا ما لِلْفَحْلِ و ما لِلْأُنْثَی،و کانَتْ لا تُجَارَی،و کَانَتْ ضَبُوباً (1).

و احْتَشَّ بَلَدُ کَذَا:لمْ یُعْرَفْ خَبَرُه.

و حَشَّ الوَدِیُّ :یَبِسَ .

و الحُشَّاشُ ،کرُمّانٍ :الَّذِی یُقْطَعُ به الحَشِیشُ .و[أَبو] حَشِیشَهَ :مُحَمَّدُ بنُ عَلِیَّ بنِ أَبِی أُمَیَّهَ .الطُّنْبُورِیِّ ،کانَ نَدِیمَ الخُلَفَاء،و لَه کِتَابٌ فی أَخْبَارِ الطُّنْبُورِیِّین،أَجَادَ فِیه.

الدَّبَرَهُ فی مُقَدَّمِهِ فأَکَلَتْهُ من أَسْفَلِهِ إِلی أَعْلاَه،و بَقِیَ مُؤَخَّرُهُ مِمَّا یَلِی عَجُزَه صَحِیحاً قائِماً،و ذَهَب مُقَدَّمُه مِمّا یَلِی غَارِبَه.

و بَعِیرٌ حَفِشُ السَّنَامِ ،و جَمَلٌ أَحْفَشُ ،و نَاقَهٌ حَفْشَاءُ ، و حَفِشَهٌ ،قالهُ ابنُ شُمَیل.

و حَفَشَتِ المَرْأَهُ لِزَوْجِهَا الوُدَّ:اجْتَهَدَتْ فیهِ .

و عن ابن الأَعْرَابِیّ : حَفَشَت السَّمَاءُ:جَادَتْ بمَطَرٍ شَدِیدٍ سَاعَهً ثُمَّ أَقْلَعَتْ ،و قالَ أَبو زَیْدٍ: حَفَشَتِ السَّمَاءَ حَفْشاً ،و حَشَکَتْ حَشْکاً،و أَغْبَتْ إِغْبَاءً،فهی مُغْبِیَهٌ ،و هی الغَیْبَهُ ،و الحَفْشَهُ ،و الحَشْکَهُ مِنَ المَطَرِ،بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و الإِحْفاشُ :الإِعْجَالُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.قُلْتُ :و هُوَ لُغَهٌ فی الإِحْفازِ.

و التَحْفِیشُ ،و التَّحَفُّشُ :الاجْتِمَاعُ و الانْضِمَام، و لُزُومُ الحِفْشِ ،أَی البَیْتِ الصَّغِیر ،أَنشد ابنُ دُرَیْدٍ لرُؤبَهَ :

و کُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّحْفِیشِ (1)

و یُرْوَی:بالخاء،أَیْ ضَعْف الأَمْرِ.

و تَحَفَّشَت المَرْأهُ فی بَیْتِهَا:لَزِمَتْه فلَمْ تَبْرَحْه.و عَلَی زَوْجِهَا أَو وَلَدِها:أَقامَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

حَفَشَ السَّیْلُ الوَادِیَ :مَلأَه.

و الحَافِشَهُ :المَسِیلُ ،و أُنِّثَ عَلَی إِرادَهِ التَّلْعَه أَو الشُّعْبَهِ ، هی أَرْضٌ مُسْتَوِیَهٌ ،لَهَا کهَیْئَهِ البَطْنِ ،یَسْتَجْمِعُ ماؤها یسیلُ إِلی الوَادِی.

و حَفَشَتِ الأَرْضُ الماءَ من کُلِّ جانِبٍ :أَسالَتْه.

و حَفَشَ السَّیْلُ الأَکَمَهَ :أَسالَهَا.

و قِیلَ : الحَوَافِشُ :هی المَسَایِلُ الَّتِی تَنْصَبُّ إِلَی مسِیلِ الأَعْظَمِ .

و حَفْشُ الإِدَاوَهِ :سَیَلاَنُهَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و حَفَشَ الشَّیْ ءَ یَحْفِشُه :أَخْرَجَهُ .

و حَفَشَ لَکَ الوُدَّ:أَخْرجَ لَکَ کلَّ ما عِنْدَه.و حَفَشَ المَطَرُ الأَرْضَ :أَظْهَرَ نَبَاتَهَا.

و الحَفُوشُ ،کصَبُورٍ:المُتَحَفِّی،و قِیلَ :المُبَالِغُ فی التَّحَفِّی و الوُدِّ،و خَصَّ بَعْضُهم بِهِ النِّسَاءَ إِذا بالَغْنَ فی وُدِّ البُعُولَهِ و التَّحَفِّی بِهِمْ .

و قالَ شُجَاعٌ الأَعْرَابِیّ :حَفَزُوا عَلَیْنَا الخَیْلَ و الرِّکَابَ ، و حَفَشُوها ،إِذا صَبُّوهَا عَلَیْهِم.

و تَحَفَّشَتِ المَرْأَهُ عَلَی زَوْجِهَا:أَکَبَّتْ علیهِ .

و التَّحْفِیشُ :التَّحْبِیشُ .

و حُفَاشٌ ،کغُرَابٍ :جَبَلٌ عظِیمٌ بالیَمَنِ ،و یُنْسَبُ إِلیه المِخْلافِ .

أُولاَکَ حَمَّشْتُ لَهُمْ تَحْمیشِی

قَرْضِی و ما جَمَّعْتُ من خُرُوشِی

أَیْ کَسْبِی،و یَرْوَی تَحْبِیشِی،و تَحْفِیشِی.

و حَمَشَهُ حَمْشاً : أَغْضَبَه ،عن الزَّجّاجِ ، کأَحْمَشَهُ ، فاسْتَحْمَشَ :غَضِبَ ،و الاسْمُ الحَمْشَه (1)مِثْلُ الحَشْمَهِ ، مَقْلُوبٌ منه،و کَذلکَ التَّحْمِیشُ ،قاله الجَوْهَریّ ،رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی،و هو مَجَازٌ.

و حَمَشَ القَوْمَ :ساقَهُم بغَضَبٍ .

و حَمِشَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ ، حَمَشاً بالتَّحْرِیکِ ، و حَمْشَهً ، بالفَتْح: غَضِبَ ،کتَحَمَّشَ .

و قالَ اللّیْثُ :یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا اشْتَدَّ غَضَبُه:قد اسْتَحْمَشَ غَضَباً،و قالَ ابنُ فَارِسٍ : اسْتَحْمَشَ الرَّجُلُ ،إِذا اتَّقَدَ غَضَباً،و کَذلِکَ احْتَمَشَ .

و حَمِشَ الشَّرُّ:اشْتَدَّ ،و أَحْمَشْتُه أَنَا.

و حَمِشَ الرَّجُلُ حَمْشاً ،بالفَتْح، و حَمَشاً بالتَّحْرِیک:

صارَ دَقِیقَ السّاقَیْنِ ،فهو أَحْمَشُ السّاقَیْنِ ،و کذَا الذَّراعَیْنِ ، و حَمْشُهُمَا،بالفَتْح ،و حَمِیشُهُمَا :دَقِیقُهُمَا، و سُوقٌ حِمَاشٌ ، و حُمْشٌ ،و

16- فی حَدِیثِ المُلاَعَنَه: «إِن جاءَتْ بهِ حَمْشَ السّاقَیْن فهُوَ لشَرِیکٍ ». و قال الشاعِرُ یَصِفُ بَراغِیثَ :

و حُمْشِ القَوَائِمِ حُدْبِ الظُّهورِ

طَرَقْنَ بِلَیْلٍ فأَرَّقْنَنِی

و قالَ غَیْره:

کَأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها

إِذا مَا تَغَنَّی بالعَشِیّات شَارِبُ

و قَدْ حَمشَتِ السّاقُ ،و کَذَا القَوَائمُ ، کضَرَبَ ،کَرُمَ ، الأَخیرُ عن اللِّحْیَانیّ ، حُمُوشَهً ،بالضَّمِّ ،و حَمَاشَهً ،بالفَتْحِ ، أَیْ دَقَّت،و قَدْ اسْتُعِیرَ من الساقِ للْبَدَنِ کلِّه،و منه

16- حَدِیثُ حَدِّ الزِّنَا: «فإِذَا رَجُلٌ حَمْشُ الخِلْقَهِ ». أَیْ دَقِیقُهَا.

و حِمَاشٌ ،ککِتَابِ :ابنُ الأَبْرَشِ الکِلابِیّ ،المُقْعَدُ:

شاعِرٌ ،ذکرَه الزُّبَیْرُ بنُ بَکّار،فی کتابِ النّسَب. و لِثَهٌ حَمِشَهٌ ،کزَنِخَهٍ :قَلیلَهُ اللَّحْمِ ،و قِیلَ :دَقِیقَهٌ حَسَنَهٌ .

و وَتَرٌ حَمِشٌ ،ککَتِفٍ ، و حَمْشٌ ،بالفَتْحِ ، و مُسْتَحْمِشٌ :

رَقِیق،الأَخِیرُ عن إِبراهِیمَ الحَرْبِی، و أَوْتَارٌ حَمِشَهٌ ،و حَمْشَهٌ و مُسْتَحْمِشَهٌ و الجَمْع حِمَاشٌ ،و حُمْشٌ ،و الاسْتِحْمَاشَ فی الوَتَرِ أَحسَنُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

کَأَنَّمَا ضُرِبَتْ قُدّامَ أَعْیُنِهَا

قُطْنٌ لِمُسْتَحْمِشِ (2)الأَوْتَارِ مَحْلُوجِ

و رَواهُ الفَرّاءُ:

«قُطْناً بمُسْتَحْصِدِ...».

و الحَمِیشُ ،کأَمِیرٍ: الشَّحْمُ المُذَابُ .

و قد أَحْمَشَ القِدْرَ ،و أَحْمَشَ بهَا :أَحْمَاهَا بدُقَاقِ الحَطَبِ حَتَّی غَلَتْ شَدِیداً،هذا أَصْلُه،ثمّ کَثُرَ حَتَّی اسْتُعْمِلَ فی مَعْنَی أَشْبَعَ وَقُودَها ،قالَ ذُو الرُّمَّه:

کَسَاهُنَّ لَوْنَ الجَوْنِ بَعْدَ تَغَبُّسٍ

لِوَهْبِینَ إِحْمَاشَ الوَلِیدَهِ بالقِدْرِ (3)

و أَحْمَشَ النّارَ:قَوَّاهَا بالحَطَبِ ،کحَشَّهَا،نقَلَه أَبو عُبَیْدٍ،و أَنْشَدَ قول ذِی الرُّمَّهِ هذا،و قالَ غَیْرُهُ :أَلْهَبَهَا.

و أَحْمَشَ القَوْمَ :حَرَّضَهُمْ علَی القِتَال،و أَغْضَبهُمْ ،و منه

1- حَدِیثُ ابنِ عبّاس،رَضِیَ اللّه تَعالَی عنهما: «رأَیْتُ عَلِیًّا یَوْمَ صِفِّینَ و هو یُحْمِشُ أَصْحَابَه». و انظرْ بَقِیَّتَه فی العُبَابِ فإِنَّهُ نَفِیسٌ جدًّا.

و احْتَمَشَ الدِّیکَانِ :اقْتَتَلاَ وهاجَا،کاحْتَمَسَا،بالسِّین، قالَهُ یعْقُوب،و هُوَ مَجاز.

*و ممّا یُسْتُدْرک عَلَیْه:

ذِراعٌ حَمْشَهٌ ،و حَمِیشَهٌ و حَمْشَاءُ ،و کَذلکَ السّاقُ و القَوَائِمُ .

و احْتَمَشَ القِرْنَانِ :اقْتَتَلاَ.

و احْتَمَشَ :الْتَهَبَ غَضَباً.

ص:96

و الحَمِیشُ ،کأَمِیرٍ:التَّنُّورُ،نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ :و السِّین لُغَه فیه.

و أَحْمَشَ الشَّحْمَ و حَمَّشَه :أَذابَه (1)حَتّی کادَ یُحْرِقُه،قال:

کَأَنَّهُ حینَ وَ هَی سِقَاؤُهُ

و انْحَلَّ من کُلِّ سَمَاءٍ ماؤُهُ

حَمٌّ إِذَا أَحْمَشَهُ قَلاَّؤُهُ

کَذَا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابیّ ،و یُرْوَی: حَمَّشَه .

و مَحْمِشٌ ،کمَجْلِسٍ :لَقَبُ جَمَاعَهٍ من أَهْلَ نَیْسَابُور، أَشْهَرُهم:الإِمَامُ أَبو طَاهِرٍ،محمّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمِشٍ الزِّیادِیُّ الفَقِیهُ النَّیْسَابُورِِیُّ ،رَوَی عَن أَبی بَکْرٍ القَطَّانِ و غَیْرِه،تُوُفِّیَ سنه 410،و هو رَاوِی حَدِیثِ الرَّحْمَه عن أَبی حامدٍ البَزّازِ و غیرِه.

و أَبُو حَمِیشٍ ،کأَمِیرٍ:کُنْیَهُ قَاضِی عَدَنَ ،جَمَالِ الدِّینِ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بن عَبد اللّه،شارِحِ الحَاوِی،مات سنه 661.

و تَحَمَّشَ بَنُو فُلاَنٍ لِفُلانٍ ،إِذا غَضِبُوا لَهُ أَجْمَع (2).

و الأَحْمَشُ :الأَغْضَبُ .

فَقُلْ لِذاکَ المُزْعَجِ المحْنُوشِ

أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ

أَی قُلْ لِذاکَ الذی أَزْعَجَه الحَسَدُ و به مثلُ ما باللَّدِیغ.

و عنه أَیضاً: المَحْنُوشُ : المَسُوقُ کَرْهاً ،جِئتَ بهِ تَحْنِشُه ، أَی تَسُوقُه مُکْرَهاً.

و قال أَبو عَمْرو: المَحْنُوشُ : المَغْمُوزُ الحَسَبِ ،و قد حُنِشَ ،إِذا غُمِزَ فی حَسَبِه.

و رَجُلٌ مَحْنُوشٌ :مُغْرًی ،و قد حَنَشَه ،إِذا أَغْرَاه،نقلَه الصّاغَانیّ .

و حَنَشَه یَحْنِشُه ،من حَدِّ ضَرَبَ : طَرَدَهُ و نَحّاه من مکَانٍ إِلی آخَرَ،کعَنَجَه،فأَبدلت العینُ حاءً،و الجیمُ شِیناً.

و حَنَشَه عن الأَمْرِ (1):عَطَفَهُ ،لغه فی عَنَشَه، کأَحْنَشَهُ .

و حَنَشَ الصَّیْدَ یَحْنِشُهُ : صَادَهُ ،کأَحْنَشَهُ .

و رَجُلٌ مِحْنَشٌ ،کمِنْبَرٍ:مُعْتَمِلٌ (2)کَسُوبٌ ،نقَله الصّاغَانیّ . و أَحْنَشَهُ عن الأَمْرِ: أَعْجلهُ ،عن ابن عَبّاد.

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

یقال للضِّبَابِ و الیرَابِیعِ قد أَحْنَشَت فی الظَّلَمِ ،أَی اطَّرَدَتْ و ذَهبَتْ بهِ ،قاله شَمِرٌ.

و حَنَشَهُ :أَغْضَبَهُ ،کعَنَشَه.

و الحَنَشُ :مَوْضِعٌ ،نقلَه الصّاغَانیّ .

و أَبو حَنَشٍ :کُنْیَه عُصْمِ بنِ النُّعْمَانِ ،و فیه یقول غَلْفَاءُ بنُ الحارِثِ :

أَلاَ أَبْلِغْ أَبا حَنَشٍ رَسُولاً

فمَا لَکَ لا تَجِیءُ إِلی الثَّوابِ

و له قِصَّه،و بَقِیَّتُه ذُکِر فی«ج ع س».

و أَبُو حَنَشٍ :رَجلٌ آخرُ،ذَکَرَه ابنُ أَحْمَرَ فی شعره:

أَبُو حَنَشٍ یُنَعِّمُنا و طَلْقٌ

و عَمّارٌ و آوِنَهً أُثَالاَ (3)

و یَنُو حنَشٍ :بطْن.

و حَنَشُ بنُ عَوْفِ بنِ ذُهْلٍ ،من بَنِی سامَهَ بنِ لُؤَیٍّ ، و قیل:هو بالمُوحَّده،و قد تَقَدّم.

و یُجْمَعُ الحَنَشُ -أَیْضاً-علی حِنْشَانٍ .

و یُقَال:حَنَشَتْهُ الحَیَّهُ :ضَرَبَتْه.